عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه

وكذلك من كان عارفا بطرق الشر والظلم والفساد على التفصيل سالكا لها، إذا تاب ورجع عنها إلى سبيل الأبرار، يكون علمه بها مجملا، غير عارف بها على التفصيل معرفة من أفنى عمره في معرفتها وسلوكها. عرفت الشر لا للشر لكن. والمقصود أن الله سبحانه يحب أن تعرف سبيل أعدائه لتجتنب وتبغض، كما يحب أن تعرف سبيل أوليائه لتحب وتسلك، وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار ما لا يعلمه إلا الله. وصدق الله العظيم: { وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين َ}. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفوائد لابن القيم الظلال لسيد قطب

عَرَفْتُ الشّرَّ لا لِلشّرِّ – أبو فراس الحمداني - مجلة رجيم

ذكر الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه: باب ذمِّ من مات ولم يغزُ ولم يُحدِّثْ نفسَه بالغزو، ثم ساق حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من مات ولم يَغزُ، ولم يُحدث به نفسه، مات على شُعبةٍ من نفاقٍ))، ويقول الإمام النووي -رحمه الله-: "والمراد أن من فعل هذا، فقد أشبه المنافقين المتخلِّفين عن الجهاد، في هذا الوصف؛ فإن ترك الجهاد أحد شُعب النفاق". فهل ترضى أيها المسلم أن تكون منافقًا لا يحبُّك الله ولا رسوله؟! ولتستبين سبيل المجرمين - موقع مقالات إسلام ويب. وللخروج من هذا الباب: هيا اخرج من دائرة حبس النفس عن التحديث، وابدأ الآن في تحديث نفسك بالجهاد النفسي، وانشر في الكون جهدك وجهادك بالمال، تكن من المسلمين المجاهدين، ولو متَّ على فراشك وبين أهلك وذويك. الباب الرابع من أبواب الذنوب "التكشيرة" نرى كثيرًا من الناس يرسمون هذه "التكشيرة" على وجوههم، معتقدين أن البسمة تَذهب بوقار المسلم، أو أنه العابد الزاهد الورع، ونسُوا أن رسولهم، سيد البشر، وخاتم الأنبياء، كانت تعلوه بسمةٌ دائمة أمام أي أحدٍ يتحدث معه، أو يتعامل معه؛ ولذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((إنكم لن تَسَعُوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسطُ الوجه، وحُسن الخلق))؛ رواه مسلم.

ولتستبين سبيل المجرمين - موقع مقالات إسلام ويب

فعلِّمِ الناسَ الخيرَ تَنَلْ مثل أجرهم؛ لذا حثَّنا سبحانه على تعليم أنفسنا: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، وتعليم الآخرين: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بُعِثْتُ معلمًا))، فإذا علَّمت شخصًا الصلاة، فتحت له أعظم باب في الإسلام، وإذا علمته سُنَّةً، فتحت له باب خير، وإذا علَّمت أبناءك وبناتك السنن والآداب، فتحت لهم أبواب الخير. ومن أبواب مفاتيح الخير: السنة الحسنة؛ كالصحابة رضي الله عنهم الذين جمعوا القرآن، ففتحوا للمسلمين باب خير عظيم، فكانوا قدوةً لكل من جمع القرآن وطبعه بعدهم، ومن يكون له السبق فيدل الناس على الخير، فهو من مفاتيح الخير؛ وقد قال الله تعالى: ﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، ويتفاوت الناس في ذلك؛ فتجد بعضهم مِقدامًا في الخير، فتكثر أوَّلياته؛ كعمر رضي الله عنه الذي كان إمامًا في أمور خيرٍ كثيرة. وقد جاء قومٌ من الفقراء إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأثر لحاجتهم، فدعا الناس إلى الصدقة، فقام رجل بصدقة قليلة، فتتابع الناس بعده، فاستبشر النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((من سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنة، فله أجرها، وأجر من عمِل بها من بعده إلى يوم القيامة))؛ [رواه مسلم].

الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس. شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة، له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام. جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة. عرفت الشر لا للشر. قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.