كما أن حياة الكاتب السارد ليست مرتبطة بهذا الجانب فقط، المعني بالصحافة والثقافة والسفر والعمل داخل المطبخ الصحافي. وبالتأكيد هذا الانتقاء كان مقصوداً، فلم يتعرض السارد إلى جوانب أخرى من حياته؛ خصوصاً العاطفية. ولعل فكرة الانتقائية جاءت لتحافظ على قوام العمل وتماسكه في اتجاه معين، أيضاً هناك مناطق لا يستطيع السارد البوح بها؛ لأنها ربما تمثل فضائح لأناس معينين في حياته، لا يملك شجاعة الكتابة عنهم. - الدكتورة نجاة علي (شاعرة): الكتابة مرآة لسيرة الكاتب لدي اعتقاد قديم بأن كل كتابة أدبية تحمل في طياتها أطرافاً من سيرة الكاتب الذاتية أو الفكرية، وأنه يمكننا من خلال القراءة أن نرسم صورة متخيلة عن مؤلف العمل في أذهاننا، وإنْ ظلت صورة غير مكتملة. وحين يقرر الكاتب أن يكتب سيرته الذاتية فإنه يمنحنا بذلك فرصة لاستكمال هذه الصورة الناقصة التي رسمناها له من قبل. هناك من يرى أن كتابة السيرة الذاتية تنهض بالأساس على تقديم عصارة أو خلاصة تجربة أو تجارب إنسانية عاشها الكاتب؛ لذا فإن هناك عدداً من المبدعين يرون أن كتابة السيرة الذاتية في وقت مبكر من العمر هي كتابة ينقصها كثير من العمق والخبرة في التجربة، وتحرم الكاتب من أن يجعل عمله أكثر ثراءً لو أنه تمهل حتى ينضج وعيه الجمالي وتجربته الحياتية.
وأحيانا الكاتب يكتب جزءاً أو مناطق في حياته دون تصريح مباشر، قد يخفي بعض المعلومات أو المناطق لسببين: الأول أنه ربما لا يريد أن يجرح شخصيات تتماس مع هذا الموقف، أو يفضحها بشكل كامل، والثاني حتى لا يفهمه البعض بشكل خاطئ لو فرض وكتب عن خيبة تعرض لها؛ لأن الكاتب إنسان قد يخطئ وقد يصيب. - أحمد فضل شبلول (شاعر وروائي): تطفئ حرائق المبدع ربما تكون الرغبة في أن يقول الكاتب شيئاً عن نفسه وعن البيئة التي نشأ فيها، وعما لاقاه في حياته من أحداث، ربما يريد أن يؤشر على مفاصل معينة ووقائع محددة في حياته، ويرغب في أن يطلع الآخرون عليها، وهذا سبب آخر من أسباب كتابة السيرة الذاتية. في روايتي «رئيس التحرير... أهواء السيرة الذاتية» دُفعت دفعاً نفسياً لأن أكتب جزءاً من سيرتي الذاتية، حتى أستطيع أن أطفئ بعض الحرائق المشتعلة بداخلي التي بدأ لهيبها يخبو بعد كتابة هذا الجزء الذي أضفتُ عليه بعض الخيال، ليصبح عملاً روائياً، وليس مجرد سرد أحداث ووقائع حدثت دون أن يكون لها أدنى صلة بالفن الروائي. لكنني لم أجنح في هذا الجزء إلى الفانتازيا والغرائبي كما حدث في رواية «الماء العاشق» على سبيل المثال؛ خشية أن يخرج العمل من كونه جزءاً من السيرة إلى عوالم أخرى، قد تتعارض مع مفهوم السيرة الذاتية الأدبية.
يتناول كتاب السيرة الذاتية الثقافية والاجتماعية جوانب عديدة موثقة لتغييرات فنية واقتصادية واجتماعية كثيرة في المجتمع المصري، شهد عليها الناقد الفني الكبير خلال مسيرة عمله المهني والإنساني طيلة السنوات الماضية، منذ مرحلة دراسته الجامعية وما بعدها في مشواره المهني بمجال الصحافة والنقد. جبل الرمل – رندا شعث توثق المصورة الفوتوغرافية رندا شعث سيرة ذاتية واجتماعية من خلال أحدث مؤلفاتها الأدبية " جبل الرمل "، الصادر حديثًا عن دار الكرمة للنشر والتوزيع. يقدم الكتاب معلومات تاريخية خاصة بشعوب بلدان عربية عديدة؛ منها بيروت وغزة والجزائر والقاهرة، زارتها "رندا" خلال سنوات متعددة، وتفاعلت مع ناسها عن قرب، مما جعلها تلتقط صفاتهم وطبائعهم وعاداتهم ومشاكلهم عَبر عدسة كاميرتها الخاصة وقلمها أيضًا، والتي أضافت طابعًا خاصًا لهذا المؤلف الأدبي. كانت هذه جولة سريعة بين أفضل كتب السيرة الذاتية لمجموعة من أبرز شخصيات الوطن العربي خلال 2020 والتي نرجو أن تكون قد نالت إعجابك. لك أيضًا: كتب التراجم والسير كنوز عربية مهدرة: عندما تقرأ تاريخ العرب من خلال شخصياته
كتب السيرة الذاتية دومًا ما تجذب القراء سنويًا؛ بتعدد رموزها وقصصهم ورؤية التحديات التي مروا بها حتى يستطيعوا تحقيق أهدافهم، لذا لا تزال تحافظ على مكانتها وسط مختلف النصوص الأدبية من كتب روايات أو قصص قصيرة أو شعر. ومع انتشار موجات فيروس كورونا عالميًا خلال الفترة الماضية، تعطل سوق الثقافة والنشر والقراءة لعدة أشهر، إذ يحل علينا مختلف الإصدارات الحديثة، التي ستصدر خلال فعاليات الدورة الـ (52) ل معرض القاهرة الدولي للكتاب. أفضل كتب السيرة الذاتية العربية في عام 2021 " أراجيك " تستعرض خلال السطور التالية أفضل كتب السيرة الذاتية لأبرز الشخصيات العربية في عام 2021، ما بين رموز الفن والسياسة والرياضة والتاريخ والصحافة والأدب، والتي لا بد وأن يتواجد أحدهما في مكتبتك؛ لإثراء ذائقتك الأدبية والثقافية سيان. حكاية سناء – روجينا بسالي يصدر كتاب " حكاية سناء " للمخرجة روجينا بسالي ، وكتابة المقدمة للكاتب عمرو خفاجي، عن دار "بيت الياسمين" للنشر والتوزيع، بعدما قدمت "روجينا" فيلمًا يروي قصة حياة الفنانة المصرية ذاتها "ثريا يوسف عطا الله"، محققًا إشادات نقدية واسعة ونال عدة جوائز طوال 4 أعوام في مصر ودول أخرى، ليكون بذلك من أفضل كتب السيرة الذاتية لأبرز الشخصيات العربية في 2021.
3- كنت رئيسا لمصر (محمد نجيب) إذا كُنت تريد رؤية عالم ما قبل ثورة 23 يوليو وبعدها والتاريخ السياسي الهام لمصر في هذه الفترة بعيون من عاصر تلك الفترة وكان أول رئيس لمصر بعد الثورة فليس هناك أفضل من الرئيس محمد نجيب ليرويها لك ويكشف أسرار تلك الفترة وكواليسها. اقرئي أيضا: 10 أفلام لروبين ويليامز جعلته ممثل بدرجة امتياز 4- عصر العلم (أحمد زويل) ترك لنا العالم أحمد زويل الكثير من الإنجازات العلمية الهامة قبل رحيله ووثّق رحلته المُلهمة في كتابه عصر العلم ليكون مرجع هام لمن يريد التعرف على هذه الشخصية التي أثرت البحث العلمي وكيف استطاع أن يكون أحد العلماء المُهمين في العالم وحصوله على جائزة نوبل في الكيمياء، كل تفاصيل رحلته الشيقة يرويها في هذا الكتاب. 5- ماذا علمتني الحياة (جلال أمين) لا شك أن أسلوب الكاتب الرائع جلال أمين مُختلف ومُميز حتى عندما يكتب سيرته الذاتية، فقد استطاع من خلال كتابه ماذا علمتني الحياة أن يعرض لنا صور مختلفة من حياته ويربطها بأحداث المجتمع الحياتية لتُصبح التجربة الشخصية حكاية عامة يُمكن للجميع الاستفادة منها. 6- قصة سنغافورة مذكرات لي كوان يو سواء كنت من عشاق السفر والتعرف على قصص المدن أو تُحب أن تقرأ عن التغيرات السياسية والإجتماعية لبلد ما، فقصة سنغافورة ستكون بالتأكيد ملهمة لك خاصةً إذا كان كاتبها هو رئيس وزراء سنغافورة الأسبق الذي يحكي تجربة هذه المدينة الفريدة وكيف تحولت من بلد صغير به الكثير من الكوارث إلى بلد يُضرب به المثل الآن في الإلتزام واحترام القوانين والعدل.
يُعد غاندي من أكثر الشخصيات الملهِمة في العصر الحديث. يَسرد غاندي في سيرته الذاتية قصة حياته وكيفية تطويره لمفهوم الساتياجراها أو «المقاومة السلمية»، وهي مجموعة من المبادئ التي تقوم على أُسُس دينية وسياسية واقتصادية في آنٍ واحد؛ مُلخَّصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمُحتل؛ من خلال إبراز ظُلمه أمام الرأي العام. وقد كانت الساتياجراها بمنزلة المُحرِّك لنضال الشعب الهندي من أجل الحصول على الاستقلال، ليس ذلك فحسب، بل كانت المُحرِّك الرئيسي للعديد من عمليات المقاومة السلمية في القرن العشرين. لقد كان غاندي يبحث عن الحقيقة المُتجلِّية في الإخلاص للإله، كما عَزا نقاط التحوُّل في حياته والنجاحات التي حقَّقها والتحديات التي واجَهها إلى إرادة الإله. كانت لمَساعيه للتقرُّب أكثرَ من تلك القوة الإلهية عظيمُ الأثر في سعيه نحو الصفاء؛ من خلال الحياة البسيطة، والعادات الغذائية، والتحكم في شهوات النفس، واللاعنف؛ لذلك أَطلق غاندي على كتابه «قصة تجاربي مع الحقيقة»؛ ليكون مَرجعًا لمن يرغبون في اتِّباع نَهجِه من بعده. هذه الترجمة العربية صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي ودار نشر نافاجيفان تراست (ذا تراست).