اسباب قسوة القلب

ومن أسباب رقه القلب النظر والتدبر في كتاب الله وآياته، قال -تعالى-: ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ أَم عَلَى قُلُوبٍ, أَقفَالُهَا)[محمد: 24]. فالمؤمن المتدبر لآيات الله هو أرق الناس قلبا وأنقاهم نفسًا، وما قرأ العبد هذه الآيات متفكرًا متدبرًا إلا والعَين تدمع و القلب يخشع و النفس تخضع، وإذا بأرض هذا القلب تنقلب خصبة غضّة طرية، تنبت في النفس السكينة والخضوع لله رب العالمين، ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقشَعِرٌّ مِنهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخشَونَ رَبَّهُم ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَقُلُوبُهُم إِلَى ذِكرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضلِل اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن هَادٍ, )[الزمر: 23]. أسباب قسوة القلوب | المرسال. إن هذا القرآن موعظة رب العالمين وكلام إله الأولين والآخرين، فما قرأه عبد يرجو الهداية إلا وتيسرت له أسبابها واتضحت له طرائقها. هذا القرآن الذي حوّل قلوب الصحابة من الظلمة إلى الإشراق ومن الغلظة إلى الرقة، فها هو عمر بن الخطاب يسمع آيات من سورة طه فتملأ قلبه القاسي رقة وخشية، وها هو الطفيل بن عمرو الدوسي يسمع آيات من الذكر الحكيم فيسارع إلى هذا الدين مؤمنًا مستجيبًا لأوامره داعيًا قومه إليه، وهذا أسيد بن الحضير جاء ليمنع مصعب من الدعوة في المدينة فيشير عليه مصعب بسماع بعض الآيات، فما هي إلا آيات تتلى وإذا بها تسري إلى القلب سريان النور في الظلماء، حتى يسلم أسيد ويتحول من محارب للإسلام إلى داع إليه º لذلك ما أدمن عبد تلاوة القرآن إلا رق قلبه من خشية الله.

أسباب قسوة القلوب | المرسال

وقد توعد الله سبحانه وتعالى القاسية قلوبهم بالويل ووصفهم بأنهم في ضلال مبين، فقال تعالى: { أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (22) سورة الزمر فيجب على الإنسان أن يبتعد عن أسباب قسوة القلب، وأن يكثر من الاستغفار والتوبة؛ لأنها تمحو الذنوب وتكفر السيئات، نسأل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا، ويلين قلوبنا، وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم,,

قال: لا تجلس على الطعام، إلا وأنت جائع.. ولا تقم من الطعام، إلا وأنت تشتهيه.. وجود المضغ.. وإذا نمت، فأعرض نفسك على الخلاء.. وإذا استعملت هذا، استغنيت عن الطب قال الإمام الصادق عليه السلام: كان المسيح - عليه السلام - يقول: لا تكثر الكلام في غير ذكر، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله، قاسية قلوبهم، ولكن لا يعلمون. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يستقيم إيمان عبد، حتى يستقيم قلبه.. ولا يستقيم قلبه، حتى يستقيم لسانه روي عن الإمام الصادق عليه السلام: كثرة النوم تتولد من كثرة الشرب وكثرة الشرب تتولد من كثرة الشبع.. وهما يثقلان النفس عن الطاعة، ويقسيان القلب عن الفكر. وقال عليه السلام: كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا. وعنه عليه السلام: إن الله - تعالى - يبغض كثرة النوم، وكثرة الفراغ. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: كثرة الأكل والنوم، يفسدان النفس، ويجلبان المضرة. قال الإمام الباقر عليه السلام لجابر الجعفي: إياك والغفلة!.. ففيها تكون قساوة القلب. عن أهل البيت عليهم السلام، والتي مضمونها: (إذا وجدت قساوة في قلبك، وحريمة في رزقك، وسقماً في بدنك.. فانظر لعلك تكلمت فيما لا يعنيك). عن النبي صلى الله عليه وآله: خمس تقسي القلب.. قيل: وما هي يا رسول الله!..