من أفطر في صيام النفل لا يجب عليه القضاء

عباد الله: هناك بعض المسائل التي تتعلق بقضاء رمضان ينبغي توضيحها لمن أفطر في نهار رمضان لعذر شرعي من مرض أو سفر، وكذا حيض ونفاس بالنسبة للمرأة، وهي مسائل يكثر السؤال عنها ويقع فيها بعض الناس بأخطاء كبيرة ولذا يحسن بيانها في مثل هذا الوقت ومن هذه المسائل: 1ـ من أفطر في رمضان بعذر شرعي فعليه القضاء، وهو في ذمته، ويتأكد في حقه التعجيل به لأنه لا يدري ما يعرض له. 2ـ الأولى تقديم القضاء على صيام الست من شوال، ومن أخره فلا حرج عليه لفعل عائشة رضي الله عنها ذلك. 3ـ يحرم الفطر في صيام القضاء من غير عذر. 4ـ لا يلزم التتابع في صيام القضاء، بل يجوز أن يصومه المسلم متفرقاً. من أفطر في صيام النفل لايجب عليه القضاء. - علمني. 5ـ لابد من تبييت النية من الليل في صيام القضاء، وهكذا كل صيام واجب كالنذر والكفارة. 6ـ لا يحل للمرأة أن تفطر إذا صامت القضاء وطلب زوجها منها الفطر، لأن هذا معصية عظيمة، ولأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. 7ـ إذا حصلت مناسبة واجتمع أفراد الأسرة وكان بعضهم صائماً لقضاء رمضان فأحياناً يطلب منه بعض الحاضرين الفطر ويقولون تصوم مكانه يوماً آخر، وهذا قول على الله بغير علم، فليس الاجتماع عذراً يبيح الفطر، فما دام الرجل أو المرأة عزما على الصيام وبدءا به فلا يحل لهما أن يفطرا إلا من عذر يبيح لهما الفطر في رمضان كالسفر والمرض والحيض والنفاس بالنسبة للمرأة.

  1. خطبة بعنوان: (من أحكام قضاء رمضان) بتاريخ 4-10-1429هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
  2. من أفطر في صيام النفل لايجب عليه القضاء. - علمني

خطبة بعنوان: (من أحكام قضاء رمضان) بتاريخ 4-10-1429هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار

الخطبة الأولى: الحمد لله الذي فضل مواسم الطاعة على غيرها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل حياة المسلم كلها عبادة، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أنزل عليه خالقه {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران:102). عباد الله: لقد مرت علينا أيام فاضلة شريفة عاش فيها المسلمون لحظات سعيدة، تقلبوا فيها بين أنواع الطاعات والعبادات تقرباً لخالقهم سبحانه، تقلبوا بين الصيام والصلاة والصدقة والتلاوة لكتاب الله والبر والمرحمة. عاشوا هذه الأيام وهم يتمنون ألا تنقضي لما يتمتعون به من الأنس والصفاء والسعادة الحقّة، لكنها الحياة تتقلب والزمن يتغير، ولا يدوم على حال، والمسلم التقي الصادق يستغل أيامه بالعمل الصالح مهما تنوعت المواسم واختلفت الأيام، فله في الرخاء عبادة وله في الشدة عبادة، وله في مواسم الخير عبادات، وله في كل حال عبادة، بل حياته كلها عبادة، وصدق الله العظيم {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الأنعام: 162).

من أفطر في صيام النفل لايجب عليه القضاء. - علمني

عباد الله: يا من ودعتم قبل أيام شهراً كريماً، وموسماً عظيماً، صمتم نهاره وقمتم ليله، وأقبلتم فيه على كتاب ربكم تتلونه ليلاً ونهاراً، وأكثرتم فيه من الذكر والدعاء، وامتلأت قلوبكم بالخوف والرجاء، وتصدقتم وبذلتم، وتقربتم إلى ربكم طالبين الأجر والثواب، وحُق لمن كان ذلك ديدنه أن يفوز بأفضل تجارة مع الله لينال الرحمة والمغفرة والرضوان. عباد الله: لقد ودعنا شهرنا الحبيب بما أودعناه فيه من أعمال صالحات، فهنيئاً لمن كان شاهداً له عند الله بخير، شافعاً له بدخول الجنة والعتق من النار، ويا خسارة من كان شاهداً عليه بسوء عمله، قال صلى الله عليه وسلم:(.. رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ.. ) (رواه الترمذي وأحمد). عباد الله: علينا أن نلتزم بتقوى الله تعالى في كل آن، وأن يكون ذلك شعارنا طيلةَ أعمارِنا، ومن كان صادقاً مع الله لا بد أن يكون مواظباً على الطاعات، واجتناب المعاصي والمحرمات، وأن يكون ذلك منهاجاً له إلى أن يتوفاه الله، فيكون في مواسم الخير مجتهداً، وحريصاً على الطاعة، فإذا انقضت تلك المواسم فإن آثارها تبقى في حياته، سائراً على الحق المبين، لا يحيد عنه طرفة عين، وتكون حياته صوراً حية من الصدق في التعامل مع الله ومع خلقه.

10ـ لا يجوز أن يجمع المسلم نيتي القضاء وست من شوال، بل القضاء يجب أن يكون بنية مستقلة، وإذا رغب في صيام ست من شوال فيكون بعد القضاء. 11ـ إذا كان المسلم صائماً صيام نفل وحصلت مناسبة وطُلب منه أن يفطر فينبغي له ذلك لإدخال السرور على المجتمعين. 12ـ يجب على الزوجة طاعة زوجها إذا دعاها للفراش وكانت صائمة صيام نفل، ولا يحل لها أن تمتنع منه بحجة أنها صائمة، وقد ذكرنا أن طاعة الزوج واجبة، والواجب يقدم على المستحب. 13ـ صيام ست من شوال لا يحتاج إلى نية من الليل في أصح قولي العلماء، وإذا أصبح المسلم ولم ينو الصيام بالليل جاز له الصيام من النهار في أي وقت إذا كان لم يأكل أو يشرب، ولم يفعل مفطراً من المفطرات. 14ـ يجوز لمن صام الست من شوال أن يفرد يوم الجمعة بالصيام ما دام من الست، ولا حرج في ذلك إن شاء الله. 15ـ من لم يرغب في صيام هذه الست فلا يكون سبباً في منع غيره من صيامها، فالتطوع أجره عظيم. 16ـ إذا أفطر المسلم في رمضان لعذر المرض واستمر مرضه إلى أن مات فلا قضاء عليه ولا إطعام لأنه لم يتمكن من القضاء. 17ـ إذا أفطر المسلم لعذر المرض أو السفر أو الحيض أو النفاس بالنسبة للمرأة ومات بعد يوم العيد فلا قضاء ولا إطعام لأنه لم يتمكن من القضاء.