أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ: أَإِلهٌ الهمزة حرف استفهام توبيخي ومبتدأ، مَعَ ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، اللَّهِ لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. قَلِيلًا: نائب مفعول مطلق لفعل محذوف. ما تَذَكَّرُونَ: ما زائدة والفعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة تعليلية لا محل لها من الإعراب. [٩] الثمرات المستفادة من آية: أمن يجيب المضطر إذا دعاه في الآية الكريمةِ عدةُ ثمراتٍ ينبغي أن لا يغفل عنها المسلم، ومنها ما يأتي: [١٠] اليقين والإخلاص عند الدعاء لله تعالى، من أهم أسباب الاستجابة. للدعاء بركةٌ خصَّ بها الله عباده، ف الدعاء هو الصِلة ما بينَ العبدِ وربِهِ. كل ما يُصيب الإنسان هو مما قدرَّهُ الله عليه. الله تعالى واحدٌ لا إله غيرهُ، ولا ربَّ سواه. للمضطر دعوةٌ مستجابةٌ عند الله تعالى. الإنسان يعرفُ الله تعالى بالفطرة. ليس للمضطر من أحدٌ يدعوه سوى الله تعالى، وجاء التقييد في الآية {إذا دعاه}، وفي حالِ لم يدعوه فأمرُه إلى الله فقد يرفع عنه ما أصابَهُ وقد لا يرفعه. خلفاء الله في الأرض هم من صَلُحَ من عبادِهِ. لا تصحُ الاستغاثةُ ولا السؤال لغير الله تعالى. كشف السوء، وإجابة المضطر، وجعل بعض من خصَّهم الله تعالى خلفاء في الأرض، هذا كُله لايملكه إلا الله تعالى.
قال اللص للدينوري عجّل عليَّ فقام المكروب يصلي فأرتج عليه القرآن ونسيه كله من هول الموقف، إذ السيف على رأسه واللص يقول عجل قبل أن يكبر وعند التكبير وبعد التكبير وفي كل لحظة فما تذكر من القرآن شيئًا حتى الفاتحة يقول: فبقيت واقفًا متحيرًا وهو يقول: هيه أفرغ، فبينما أنا فيه همّ وضيق ألقى الله على لساني: " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ " فقرأتها فإذا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل، فما أخطأت فؤاده فخر صريعًا فتعلقت بالفارس وقلت: بالله من أنت؟ قال: أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. قال: فأخذت البغل والحمار ورجعت سالمًا ( تفسير ابن كثير جزء 3).
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) يقول تعالى ذكره: أم ما تُشركون بالله خير, أم الذي يجيب المضطّر إذا دعاه, ويكشف السوء النازل به عنه؟ كما حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله: (وَيَكْشِفُ السُّوءَ) قال: الضرّ. وقوله: (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ) يقول: ويستخلف بعد أمرائكم في الأرض منكم خلفاء أحياء يخلفونهم. وقوله: (أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ) يقول: أإله مع الله سواه يفعل هذه الأشياء بكم, وينعم عليكم هذه النعم؟ وقوله: (قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ) يقول: تَذَكُّرًا قليلا من عظمة الله وأياديه عندكم تذكرون وتعتبرون حجج الله عليكم يسيرا, فلذلك أشركتم بالله غيره في عبادته.
﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ [النمل: 62] (برنامج بينات) حلقة من برنامج: " بينات "، يقدمها فضيلة الشيخ " د. عبدالحكيم بن محمد العجلان " - عن وجوب اللجوء إلى الله والاستعانة به، ونفي الاستعانة بأي شريك أو وسيط في دعاء العبد ربه، وعن فضل الدعاء وأثره في تفريج الكربات.
قال الله سبحانه "وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (طه 114) أي عند القراءة عليك بعدم التعجل بل المطلوب التمهل والوقف المناسب وخاصة عندما توجد مجموعة مستمعة.