من هي مرضعة ابراهيم ابن الرسول - إسألنا

وممّا لا شكّ فيه أنّ أولاد إسماعيل عليه السّلام وهم طائفة من العرب، يعتبرون أولاد عمومة مع ذريّة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى رسولنا أفضل الصّلاة والسّلام، وأمّا هذا الاجتماع في النّسب فإنّه لا يغير شيئاً من حقيقة ما هو قائم بين المسلمين واليهود من الافتراق في الدّين، فإنّ الله تعالى لا يعتبر الأنساب، قال سبحانه وتعالى:" فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون "، المؤمنون/101، ويقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه "، رواه مسلم عن أبي هريرة. (1) زوجات إبراهيم عليه السلام إنّه من غير الممكن معرفة أسماء زوجات جميع الأنبياء والرّسل، ولا أن نعرف عددهم، وذلك لأنّ الأنبياء والرّسل أنفسهم لم يخبرنا الله سبحانه وتعالى بأسمائهم جميعاً، قال سبحانه وتعالى:" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ "، غافر/78. وسيّدنا إبراهيم عليه السّلام تزوّج من السّيدة سارة، وقد ذكرت كتب التّواريخ أنّه قد تزوّج من امرأتين من العرب بعد وفاة السّيدة سارة، إحداهما قنطورا بنت يقظان فولدت له ستة بنين، والأخرى حجورا بنت أزهير ذكر ذلك الطبري في تاريخه، كما أنّه قد تزوّج من السّيدة هاجر أم سيّدنا إسماعيل عليه السّلام.

ابراهيم ابن الرسول

-------------------------------------------------------------------------------- [1]صحيح البخاري ( 1 / 439) [2]عبقرية محمد ص 126

ام ابراهيم ابن الرسول

وروى ابن زبالة عن قدامة بن موسى أن أول من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع عثمان بن مظعون، فلما توفي ابنه إبراهيم قالوا: يارسول الله أين نحفر له؟ قال: عند فرطنا عثمان بن مظعون. وروى أبو غسان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يدفن عند عثمان بن مظعون، فرغب الناس في البقيع، وقطعوا الشجر، فاختارت كل قبيلة ناحية، فمن هناك عرفت كل قبيلة مقابرها. حادثة وفاة إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم (وقفة تأملية). وروى ابن شبة عن قدامة بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ادفنوا عثمان بن مظعون بالبقيع يكون لنا سلفاً، فنعم السلف سلفنا عثمان بن مظعون". وعنه أيضاً: كان البقيع غرقداً، فلما هلك عثمان بن مظعون ودفن بالبقيع، وقطع الغرقد عنه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للموضع الذي دفن فيه عثمان: هذه الروحاء، وذلك كل ما حازت الطريق من دار محمد بن زيد إلى زاوية دار عقيل اليمانية، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه الروحاء، للناحية الأخرى، فذلك كل ماحازت الطريق من دار محمد بن زيد إلى أقصى البقيع يومئذ. قلت: قد تلخص لنا أن دار عقيل كان بالمشهد المعروف به، ودار محمد بن زيد في شرقيها وشرقي مشهد سيدنا إبراهيم؛ فالروحاء الأولى ما بين المشهدين وتمتد إلى شرقي مشهد سيدنا ابراهيم، والثانية في شرقي الأولى إلى أقصى البقيع، والأولى هي المرادة بما سيأتي في قبر أسعد بن زرارة في قول أبي غسان، والروحاء: المقبرة التي وسط البقيع يحيط بها طرق مطرقة وسط البقيع، وكأنها اشتهرت بذلك دون الثانية لاقتصاره على الأولى.

ابراهيم ابن الرسول محمد

قول النبي(ص) عند موت ولده قالت أسماء بنت يزيد الأنصارية: «لمّا تُوفّي ابن رسول الله(ص) إبراهيم، بكى رسول الله(ص)، فقال له المعزّى: أنت أحقّ مَن عظّم الله حقّه، قال رسول الله(ص): تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّب،‏َ لَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ صادقٌ وَمَوْعُودٌ جَامِعٌ، وَأَنَّ الْآخِرَ تَابِعُ الْأَوَّل، لَوَجَدْنَا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَفْضَلَ مِمَّا وَجَدْنَا، وإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُون »(3). وفاته تُوفّي(رضوان الله عليه) في الثامن عشر من رجب 10ﻫ، وقيل: العاشر من ربيع الأوّل 10ﻫ بالمدينة المنوّرة، وقام الإمام علي(ع) بتجهيزه، ودُفن بمقبرة البقيع. زيارته وردت في زيارته هذه الفقرات التي تدلّ على عظمته وفضله عند الله تعالى: « أَشْهَدُ أَنَّكَ قَد اِخْتَارَ اَللهُ لَكَ دَارَ إِنْعَامِهِ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ أَحْكَامَهُ، أَوْ يُكَلِّفَكَ حَلاَلَهُ وَحَرَامَهُ، فَنَقَلَكَ إِلَيْهِ طَيِّباً زَاكِياً مَرْضِيّاً طَاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَسٍ، مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَسٍ، وَبَوَّأَكَ جَنَّةَ اَلمَأْوَى، وَرَفَعَكَ إِلَى اَلدَّرَجَاتِ اَلْعُلَى، وَصَلَّى اَللهُ عَلَيْكَ صَلاَةً تَقَرُّ بِهَا عَيْنُ رَسُولِهِ، وَتُبَلِّغُهُ أَكْبَرَ مَأْمُولِهِ »(4).

إبراهيم ابن الرسول. ولادة إبراهيم بن محمد: أهدى المقوقس حاكم مصر للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- جاريةً؛ وهي مارية القبطيّة، وذلك في السنة السادسة للهجرة، فأسلمت، وتزوّجها النبيّ عليه السّلام، وأنجبت له آخر أولاده؛ إبراهيم، ولمّا وُلد فرح به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فرحاً شديداً، وكان يحبّه حبّاً شديداً يظهر لأصحابه؛ حتّى وصف أنس -رضي الله عنه- ما كان من النبيّ -عليه السّلام- تجاه ابنه؛ فقال: "ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولعلّ النبيّ -عليه السّلام- يكون مع أصحابه في عوالي المدينة، فيذكر ابنه إبراهيم، فيذهب ينظر إليه، ويقبّله، ويرجع لأصحابه. وفاة إبراهيم وحزن النبيّ عليه: لم يعش إبراهيم ابن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- طويلاً؛ فقد جاءته الوفاة وهو ابن ثمانية عشر أو سبعة عشر شهراً، وحزن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على فراقه حزناً شديداً، وذرفت عيناه عليه وهو يدفنه، وكان ممّا رُوي عنه لحظة دفنه أنّه قال فيه: (إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ)، ويُذكر أنّ نبيّ الله -عليه السّلام- ودّع في حياته كلّ أبنائه وبناته إلّا فاطمة رضي الله عنها، ولم يكن وداعه لأبنائه إلّا بقلبٍ راضٍ، محتسباً إياهم عند الله سبحانه.

ذات صلة أسماء أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام إنّ إبراهيم عليه السّلام هو أبو الأنبياء، فهو من أعظم الأنبياء والرّسل عند الله سبحانه وتعالى، وهو من أولي العزم من الرّسل عليهم السّلام جميعاً، وقد وصل هذا النّبي العظيم إلى هذه المرتبة عند الله عزّ وجلّ بسبب ما لاقاه خلال حياته من صعوبات اعترضته، فكان على قدر المسؤولية، وكان في فترة من الفترات هو الوحيد الموحّد على الكرة الأرضيّة، ومن هنا فقد كان إبراهيم أمّةً بين النّاس. وشخصية النّبي إبراهيم عليه السّلام هي الشّخصية التي تلتقي عندها الدّيانات الثّلاث، فحملة الرّسالات الثّلاث هم من نسل هذا النّبي العظيم، وهذه الرسالات لها العديد من الأسماء منها، وهي بدورها ثلاثة: الدّيانة اليهوديّة وجاء بها رسول الله موسى عليه السّلام، والدّيانة المسيحيّة وجاء بها رسول الله عيسى المسيح عليه السّلام، والدّيانة الإسلاميّة ورسولها محمد - صلّى الله عليه وسلّم - خاتم الأنبياء والرّسل. من هم أولاد سيدنا إبراهيم لقد ذكر القرآن الكريم اسم اثنين من أبناء سيّدنا إبراهيم - عليه السّلام - وهما نبيّ الله إسماعيل ونبي الله إسحاق عليهما السّلام، وهما أيضاً من أبرز أبناء نبي الله ورسوله إبراهيم عليه السّلام، واللذان ذكرت قصصهما في الكتابين السّماويين الآخرين، التّوراة والإنجيل.