ربما إن قرأت تجربتي مع الوسواس القهري ستظن أنك تقرأ رواية أدبية أو تشاهد فيلما دراميا، فالصراع الذي كنت أعيش فيه بين الأفكار التي تأمرني بالقيام ببعض التصرفات وبين عدم رغبتي في القيام بها جعلتني مضطرب الوجدان وغير متزن على الإطلاق، فقد كنت أظن أن رأسي تتحكم بي صبحا وليلا، ودعني أقص عليك قصتي كيف بدأت وكيف انتهت، وكيف كانت تجربتي مع الوسواس القهري بالتفصيل. تجربتي مع الوسواس القهري وكيف بدأ معي كنت أظن أنني أعاني من وسواس النظافة مثلما كانت أمي، ولكن في الحقيقة تجربتي مع وسواس النظافة ليست مثل تجربتها، فقد تم تشخيصها بالوسواس القهري بسبب كثرة وساوس النظافة التي كانت تعاني منها، أما أنا فقد كنت أعاني من نوع خاص من أنواع الوسواس القهري ، على الرغم أنني كنت الذكر الوحيد في أسرتي ولدي ثلاث أخوات إناث، إلا أنني كنت أعاني من الوسواس القهري الجنسي، وكانت تراودني بعض الأفكار الجنسية المتطرفة باستمرار. اسباب الاصابة بالوسواس القهري من خلال تجربتي معه تساءلت كثيرا ما سبب إصابتي بمثل هذا الاضطراب النفسي؟، ولكنني تذكرت تشخيص والدتي بالمرض، فقد كان العامل الوراثي عاملا هاما ساعد في إصابتي، ولكنني علمت بعدها أن العديد من العوامل قد تساهم كذلك مثل العامل الاجتماعي مثل التعرض لصدمة نفسية أو حادث مريع.
تجربتي مع الوسواس القهري الديني وأعراضه لم أكن أعرف ما أُعانيه حتى تلك اللحظة، فكانت تراودني أفكار مضحكة عن أشياء دينية أقرأها، فكانت أفكار الشعور بالذنب لا تتركني مثل: الأمور الدينية لا يجب الضحك عليها. ذلك يعني أنني شخص سيئ. إذا لم أُكفر عن فعلي ذلك، سيعاقبني الله. ماذا لو ذهبت إلى الجحيم بسبب ما أفعله. أنواع الوسواس القهري - نهاية الوسواس القَهري - الحمدلله شفيت من الوسواس القهري - موقع كريم فؤاد. وكنت أُشكك في نفسي طوال الوقت وتراودني أفكار مثل: ماذا لو كذبت؟ لا بد أنني ارتكبت خطيئة. ماذا لو جعلت شخصاً يؤذي غيره ؟ وكان ينتج عن تلك الأفكار أنني أفعل الأفعال الآتية مرارًا وتكراراً: أذهب إلى أحد المتدينين كثيرا ليؤكد لي أنني لم أرتكب خطأ. أُصلى كثيرًا بلا توقف. أُراجع أفعالي الماضية وهل كانت خاطئة ولا أخلاقية أم لا؟ أتجنب الأماكن الدينية التي تجعلني لا أتوقف عن تلك الأفكار. فبدأت أبحث على الإنترنت عما يشبه أعراضي فعرفت أنه مرض الوسواس القهري، فبحثت عن تجارب مرضى الوسواس القهري ، ووجدت قصص واقعية عن الوسواس القهري يحكيها أصحابها وكيف استطاعوا تجاوزه بالعلاج.. لكنني تكاسلت بعد ذلك، لكنني حين بدأت تجربتي مع الوسواس القهري الديني تتحول إلى تجربتي مع الوسواس القهري الجنسي، وبدأت تراودني أفكار لا أستطيع السيطرة عليها، و أرقتني ليلاً ونهاراً.. بدأت أبحث عن مركز مُتخصص لأتعالج من مرض الوسواس القهري، فنصحني صديقي عندما حدثته عما أعانيه أن أذهب إلى مستشفى دار الهضبة كما سأحكى لكم كيف تخلصت من الوسواس القهري.
في تجربتي مع الوسواس القهري، بعد سنوات طويلة من المُعاناة من شعور اليأس والعجز؛ بسبب اعتقادي أن مرضي لا يوجد له علاج وعليّ أن أُعاني بصمت طوال حياتي، أدركت أن سبب مُعاناتي لم يكن مرضي بل عدم درايتي أن بإمكاني التعايش مع الوسواس القهري والسيطرة على وساوسي بدلاً من تركها تُسيطر عليّ وعلى حياتي. دعوني اروي لكم تجربتي مع الوسواس القهري، كيف بدأت وكيف استطعت السيطرة على حياتي.
رغم أن مرض الوسواس القهري نفسي، إلا أن أسبابه بيولوجية وعضوية، ومازالت الأبحاث العلمية تتطور لتكتشف مزيداً من الأسرار المجهولة عنه، كما أن طُرق علاجه تتطور مع تزايد الاكتشافات الحديثة، ولهذا يجب ترك الأفكار والآراء الشخصية المبنية على الأوهام والاعتقادات الخاطئة، وعدم اعتبارها حقيقة تنفي وتتحدى الاكتشافات العلمية الحديثة، لأن التشبث بهذه الأوهام يزيد من مضاعفة آلام المريض ويعرقل طُرق العلاج السليم. الحمدلله شفيت من الوسواس القهري نهاييا. وهناك سوء فهم آخر شائع يتعلق بـكلمة "وسواس"، وهي ترجمة تقنية طبية ولا علاقة لها بالوسواس المستعمل في ثقافتنا الشعبية، ولا في الثقافة الدينية، إذ إن المعاني والمقاصد تختلف تماماً. فلننسى التعريف الشعبي المكتسب لكلمة وسواس ونُعرف الوسواس القهري كمرض لا علاقة له بالوسواس الشيطاني المذكور في الكتب الدينية والمتداول في الثقافة الشعبية. الوسواس القهري رابع الأمراض النفسية الأكثر انتشارا في العالم، ويصيب 2% من عموم الناس، وأعراضه كثيرة ومتنوعة، ويظهر في عدة أشكال، إلا أن الأعراض المهمة والمعروفة تظهر في صورة المراجعة والتدقيق المتكرر والقهري – الغسيل والتنظيف المتكرر والقهري- البحث عن التناسق التام – أفكار عدوانية وجنسية غير مرغوبة – العد القهري للأشياء – طقوس المحافظة على النظام والترتيب والتوازن الدائم – الاحتفاظ بالأشياء عديمة القيمة أو التخزين بلا معنى-النظافة المفرطة….
العامل النفسي وجود بعض الاضطرابات النفسية الأخرى يزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب كـ الاكتئاب والقلق والتوتر وغيرها. العامل الاجتماعي بعض الخبرات الفردية والأحداث الحياتية من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب، فتعرض طفل صغير لأحد الأمراض المعدية في سن مبكرة ومقاساته عواقب هذا من الممكن أن يؤدي إلى خوفه الشديد من العدوى للدرجة التي تسيطر عليه وتمنعه من مقاومة أفكار الإصابة.