إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الزخرف - القول في تأويل قوله تعالى " لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه "- الجزء رقم22

حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله عز وجل: ( مقرنين) قال: الإبل والخيل والبغال والحمير. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( وما كنا له مقرنين) أي مطيقين ، لا والله لا في الأيدي ولا في القوة. (( الأذكار كتاب حصن المسلم كاملاً )). حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة قوله: ( وما كنا له مقرنين) قال: في القوة. [ ص: 577] حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي ( وما كنا له مقرنين) قال: مطيقين. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قول الله - جل ثناؤه -: ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) قال: لسنا له مطيقين ، قال: لا نطيقها إلا بك ، لو لا أنت ما قوينا عليها ولا أطقناها. وقوله: ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون) يقول - جل ثناؤه -: وليقولوا أيضا: وإنا إلى ربنا من بعد مماتنا لصائرون إليه راجعون.

(( الأذكار كتاب حصن المسلم كاملاً ))

الدعاء في العموم سواء كان دعاء السفر أو غيره يمنح الداعي الطمأنينة والسكينة، ويزيد من ارتياح القلب، لذلك من الأفضل الدعاء أثناء السفر. يبارك الله عز وجل للداعي في سفره، ويحافظ عليه من الفتن، ويزيد من سلامته وأمانه. يجنب دعاء السفر المسافر من الوقوع في المحظورات الشرعية والمحرمات، وذلك لأن ذكر الله تعالى يقي ويُجنب المسلم من الشرور. تفسير سورة الزخرف - تفسير قوله تعالى وما كنا له مقرنين. يبث دعاء السفر داخل جسد المسافر النشاط والطاقة، وذلك يزيد من إقبال المسلم على الاجتهاد والعزيمة والعمل. يرفع دعاء السفر درجات المسلم عند ربه تعالى، لأنه من قبيل ذكر الله تعالى. وفي النهاية نكون قد عرفنا دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وهو من أدعية السفر المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، كما أن لأدعية السفر فضل عظيم فهي تبارك الشخص طوال رحلته وتحفظه.

س: هل دعاء الركوب خاصّ بالسفر؟ ج: نعم، المعروف في الأحاديث أنه في السفر. س: هناك حديث يُوزَّع في المساجد منسوب إلى مسلم، هل نقرأه عليك؟ ج: نعم. س: يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، حديثٌ رواه مسلم: قال عليه الصلاة والسلام: يا علي، لا تنم قبل أن تأتي بخمسة أشياء: قراءة القرآن كله، التَّصدق بأربعة آلاف درهم، زيارة الكعبة، حفظ مكانك في الجنة، إرضاء الخصوم، فقال علي: كيف ذلك يا رسول الله؟!

تفسير سورة الزخرف - تفسير قوله تعالى وما كنا له مقرنين

2/973- وعن عبداللَّه بن سَرْجِس  قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذا سَافَرَ يَتَعوَّذ مِن وَعْثاءِ السَّفرِ، وكآبةِ المُنْقَلَبِ، والحَوْرِ بَعْد الكَوْنِ، ودَعْوةِ المَظْلُومِ، وسُوءِ المَنْظَر في الأَهْلِ والمَال. رواه مسلم. هكذا هُوَ في "صحيح مسلم": "الحَوْرِ بعْدَ الكَوْنِ"، وكذا رواه الترمذي، والنسائي، وقَالَ الترمذي: وَيُرْوَى: "الكَوْرُ" بِالراءِ، وكِلاهُما لهُ وَجْهٌ.

قال سعيد بن جبير: الأنعام هنا الإبل والبقر. وقال أبو معاذ: الإبل وحدها؛ وهو الصحيح لقوله عليه السلام: بينما رجل راكب بقرة إذ قالت له لم أخلق لهذا إنما خلقت للحرث فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر» وما هما في القوم وقد مضى هذا. الثالثة: قوله تعالى: { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} يعني به الإبل خاصة بدليل ما ذكرنا، ولأن الفلك إنما تركب بطونها ولكنه ذكرهما جميعا في أول الآية وعطف آخرها على أحدهما، ويحتمل أن يجعل ظاهرها باطنها؛ لأن الماء غمره وستره وباطنها ظاهرا؛ لأنه انكشف الظاهرين وظهر للمبصرين. الرابعة: قوله تعالى: { ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} أي ركبتم عليه وذكر النعمة هو الحمد لله على تسخير ذلك لنا في البر والبحر. سبحان الذى سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين - المسافرون العرب. { وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} { وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} أي ذلل لنا هذا المركب، { وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} أي مطيقين؛ في قول ابن عباس والكلبي. وقال الأخفش وأبو عبيدة { مقرنين} ضابطين. وقيل: مماثلين في الأيد والقوة؛ من قولهم: هو قرن فلان إذا كان مثله في القوة.

سبحان الذى سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين - المسافرون العرب

قال الله تعالى: { وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [سورة الزخرف: 12-14]. تفسير القرطبي قال: فيه خمس مسائل: الأولى: قوله تعالى: { وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ} أي والله الذي خلق الأزواج. قال سعيد بن جبير: أي الأصناف كلها، وقال الحسن: الشتاء والصيف والليل والنهار والسموات والأرض والشمس والقمر والجنة والنار. وقيل: أزواج الحيوان من ذكر وأنثى؛ قال ابن عيسى. وقيل: أراد أزواج النبات؛ كما قال تعالى: { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [سورة ق: 7] و{ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [سورة لقمان: 10] وقيل: ما يتقلب فيه الإنسان من خير وشر، وإيمان وكفر، ونفع وضر، وفقر وغنى، وصحة وسقم. قلت: وهذا القول يعم الأقوال كلها ويجمعها بعمومه. الثانية: قوله تعالى: { وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ} السفن { وَالْأَنْعَامِ} الإبل { مَا تَرْكَبُونَ} في البر والبحر { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} ذكر الكناية لأنه رده إلى ما في قوله: { مَا تَرْكَبُونَ} قال أبو عبيد وقال الفراء: أضاف الظهور إلى واحد لأن المراد به الجنس، فصار الواحد في معنى الجمع بمنزلة الجيش والجند؛ فلذلك ذكر، وجمع الظهور، أي على ظهور هذا الجنس.

استحباب التكبير إذا صعد المسافر مرتفعًا. ينبغي على العبد أن يشكر مولاه على ما وفقه عليه من نعم لا يحصيها إلا مسديها. استحباب ذكر هذا الدعاء عند العودة من السفر بالزيادة المذكورة في آخره, وفيه أن الإياب بالسلامة غنيمة ونعمة ينبغي أن يجدد العبد الشكر عندها. يستحب للعبد تجديد العهد على الطاعة والعبادة والتوبة. المراجع: المسند الصحيح (صحيح مسلم), تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407ه 1987م. شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، نشر: دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426ه. تطريز رياض الصالحين لفيصل بن عبد العزيز المبارك النجدي, تحقيق: عبد العزيز آل حمد, دار العاصمة, الطبعة: الأولى، 1423 هـ. بهجة الناظرين, سليم بن عيد الهلالي، الناشر: دار ابن الجوزي ، سنة النشر: 1418 هـ- 1997م. رياض الصالحين، للنووي، تحقيق: ماهر الفحل. دار ابن كثير - بيروت. الطبعة الأولى 1428ه - 2007م. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, محمد علي بن محمد بن علان البكري الصديقي الشافعي, اعتنى بها: خليل مأمون شيحا, الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان, الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م.