قصة ولادة وابن زيدون

وكتب على التمثال أبيات شعر عربية لكل من ابن زيدون وولادة، وترجمت هذه الأبيات أيضا باللغة الإسبانية. في الأعلى نقشت أبيات ولادة وهي: "أغار عليك من عيني ومني.. ومنك ومن زمانك والمكانِ ولو أني خبأتك في عيوني.. إلى يوم القيامة ما كفاني". وتحتها كتبت أبيات لابن زيدون وهي: "يا من غدوت به في الناس مشتهرا.. قلبي يقاسي عليكم الهم و الفكر ايا من إن غبت لم ألقَ إنسانًا يؤانسي.. وان حضرت فكلُّ الناس قدْ حَضَرا". اختلفت الأقوال في سبب انفصال ولادة عن ابن زيدون، فبعض المؤرخين قالوا إنه غازل جاريتها، وهي أحست بالإهانة، إذ كيف يتركها وينظر لمن هي في خدمتها ، فانفصلت عنه. ومن الأقوال التي قيلت أيضًا في سبب هذا الفراق، هو تعرضها للنقد الشعري منه، حيث انتقد أبيات لها فأحست بالانتقاص، وبعدها انفصلت عنه، انتصارًا لإحساسها بمقدرتها الشعرية. ولم تغب المكائد السياسية عن قصة ولادة وابن زيدون، حيث أنها لعبت، بحسب بعض المؤرخين، دورا أيضا في انفصالهما، حيث تقول رواية أخرى ان السبب في فراق الحبيبين كان الوزير ابن عبدوس الذي كان مولّها بولاّدة، لكنها حرمته من حبها لتقدمه للشاعر، الذي كان في نفس الوقت منافسه على السلطة، فكاد له حتى حوكم ودخل السجن سنوات طوالا، لم تنقطع خلالها ولاّدة عن زيارته.

  1. قصة ولادة وابن زيدون شرح
  2. قصة ولادة وابن زيدون في ولادة

قصة ولادة وابن زيدون شرح

تعتبر قصة ابن زيدون وولادة من أشهر الحاكايات التي شُغِل بها الناس زمنا وأثارت بينهم جدلًا كبيرا، وواحدة من أجمل القصص التي خلدها الأدب العربي، في عصر الأندلس بصفة خاصة. حيث بقيت قصة ابن زيدون وحبيبته ولادة حاضرة طيلة القرون الماضية وظهرت كتب كثيرة عن حبهما، كما ظهرت ايضا مسرحيات كثيرة جسدت معاناتهما كحبيبين في قصة حب تتداخل فيها مكائد السياسة. ولد أبو الوليد أحمد بن زيدون المخزومي بقرطبة سنة 394هـ/1003م. ويعد من أهم شعراء الأندلس في عصره. تمتع بمكانة عالية في المجتمع القرطبي بفضل ما أنفق في تعليمه من عناية، وما وهبه الله من ملكة طيبة. ظهرت مَلَكة الشعر عند ابن زيدون وهو في سن العشرين، ذلك أنه عندما توفي القاضي الفقيه ابن ذكوان، ألقى على قبره مرثية بليغة. ثم لم تلبث العلائق أن اتصلت بينه وبين ولاّدة أشهر نساء الأندلس، وإحدى الأميرات من بني أمية، فهي سليلة بيت ملك إذ أنها بنت الخليفة الأموي محمد بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الملقب بالمستكفي بالله، فلما مات أبوها خرجت إلى مجامع الأدباء و العلماء. وتخليداً لحب ولادة وابن زيدون وضع لها نُصب تذكاري في ساحة مارتيليه في قرطبة وسمي "نُصب الحُب"، وفيه كفان كادا أن يلتقيان ويتلامسان، يحاكيان يد الشاعرة "ولادة بنت المستكفي" و يد حبيبها الشاعر "ابن زيدون".

قصة ولادة وابن زيدون في ولادة

ومن أبهى من ولادة ابنة المستكفي التي كان يعرف الجميع بها هي فيكنى الخليفة أبوها بأبي ولادة و«ابن زيدون»، بعاشق ولادة وصديقتها الشاعرة المتميزة بصديقة ولادة، بقي أن يسمى عصرها بعصر ولادة.

بينما كان العاشقان بالسر يتواعدان وبظلام الليل يستتران وفي الصباح بعضهما بالأشعار يغازلان، انحرف ابن زيدون وتمَّلك منه الجنون وتعلَّق بجارية سوداء لـ«ولادة»، ولك أن تتخيّل شعور الأميرة حلم أحلام الأندلس ومبلغ أماني جميع رجالاتها عندما يخونها العاشق، ومع من؟! ، لم يحتمل كبرياء ولادة وقدرها وجمالها، مهانة وذُل هذه الهزة، خصوصًا وقد ساعد دخول الوزير ابن عبدوس في الأمر، على سرعة افتراقهما، فقد سعى ابن عبدوس، للوشي بابن زيدون عند الحاكم، فسجن وعند ولادة، فكرهته للأبد، وعزمت على الانتقام، وما هي أقسى درجات الانتقام؟!. أن ترتبط بابن عبدوس، غريم ابن زيدون وعدوه الأول، بالغت ولادة في علاقتها بابن عبدوس ووصلت الأخبار لابن زيدون في سجنه، فبات يبكيها كل ليلة ويبكي جمال لياليها، ويبكي غربته وقهره في بعده عنها، وكتب في ذلك أشعارًا وهرب من سجنه يطوي صحاري وقفارًا حاملًا حبه لولادة بين حجرات قلبه واستقر به الحال في معية حاكم قرطبة، حيث كانت أول فترات حكم ملوك الطوائف، هكذا عاد ابن زيدون وزيرًا لامعًا، لكن ما عادت ولادة في حياته، لقد عوقب بن زيدون «فغلطة الشاطر بألف». أما ولادة فقد استمرت في حياتها يهواها الجميع ويتقرب منها الكل لكنها أبدًا لم تتزوج، أحبت ولادة فكرة أن يحبها الجميع ويحلمون بها وتظل هكذا تؤرق مضاجعهم وتفسد أحلامهم، ربما هو غرور الجمال والتميز والوجاهة وربما جدًا تكون قد شعرت أنها أثمن من أن يقتنيها أحد «أي أحد»، أو علّها ظلَّت على عشقها لابن زيدون ولكن خيانته السابقة لها وإهانته لكبريائها، جعلها تصر على معاقبته بحرمانه منها وللأبد وإن تطلب هذا الحرمان كذلك ظلمها وحرمانها لنفسها فالعناد والكبرياء هم صديقي كل امرأة واثقة حسناء!.