الجزاء من جنس العمل

والجزاء من جنس العمل!. ومَن تواضع للخلْق رفعه الله، ومن تكبّر عليهم وضعه الله، ومن لبس ثوب شُهرةٍ ألبسه الله يوم القيامة ثَوب مهانة، و" من تركَ شيئًا لله عوَّضَه الله خيرًا منه "، و" من يسر على معسر يسر الله عليه "، و" من فرَّج عن مسلم كُربة فرّج الله عنه كربة من كُرَبِ يوم القيامة "، " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "، و" من سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة "، ومن هدى الناسَ وعلّمهم هداه اللهُ وعلّمه، وبحسب هدايتك للناس وتعليمك إيّاهم، تكون هداية الله لك وتعليمه إيّاك. والجزاء من جنس العمل!. ودلّت نصوص الكتاب والسنة على أن مَن وَصَل رحمه وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه، ومن تقرّب إلى الله تقرب الله منه أكثر، ومن نصر أخاه المسلم نصره الله، ومن خذله خذله الله، ومن تتبّع عورات المسلمين تتبّع الله عورته وأظهر عيوبه ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في قعر داره، ومن ستر عليهم ستره الله وأخفى عيوبه، ومن ردَّ عن عِرض أخيه، ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة، ومن يستعفف يعفّه الله، ومن يستغن يُغنِه الله، ومن يتصبر يُصبِّره الله، ومَن أقال مسلماً عثرته أقال الله عثرته يوم القيامة.

هل الجزاء من جنس العمل

وقوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}... (آل عمران: 54). وقوله: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}... (النمل: 50). والآيات التي تدل على هذه القاعدة ـ أن الجزاء من جنس العمل ـ كثيرة. ومن الأدلة عليها من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى ما سبق قوله صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك... " الحديث. وقوله: "اعمل ما شئت فإنك مجزي به". وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه". أمثلة من واقع الحياة: 1ـ الخليل إبراهيم عليه السلام: من الأمثلة العملية التي تدل على تحقق هذه القاعد ما كان مع الخليل إبراهيم عليه السلام، ذلك الرجل الذي قام بدين الله عز وجل خير قيام فقدم بدنه للنيران وطعامه للضيفان وولده للقربان، فإنه لما صبر على البلاء في ذات الله عز وجل وألقاه قومه في النار كان جزاؤه من جنس عمله: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}.. (الانبياء: 69). ولما سلم قلبه من الشرك والغل والأحقاد كان جزاؤه من جنس عمله: {سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ}... (الصافات: 109).

الجزاء من جنس العمل للشقاوي

الخطبة الأولى: إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى، فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه. عباد الله: قضى الله تعالى بحكمته أن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر، ليُعرِّفَ العبادَ أنه رحيم حكيم، حَكَم عدل. فالجزاء من جنس العمل سُنةٌ إلهيةٌ، وقاعدة عدليةٌ، مستقاةٌ من النصوص الشرعية، ومعناها أن جزاء العمل من جنس عمله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، ( جَزَاء وِفَاقًا) [النبأ:26]، وكما تُجازِي تُجازَى. و(الجزاء من جنس العمل) قاعدةٌ مُرغِّبة مُرهِّبة، لها آثارٌ عظيمةُ النفع في إصلاح الدين والدنيا، وهي دافعة للأعمال الصالحة، ناهية عن الظلم، مواسية للمظلومين. إن المسلمين بحاجةٍ ماسةٍ إلى فهم هذه القاعدة، وإلى اليقظة والحذر من التغافل عن عواقبها، فلو وضع المسلم هذه القاعدة نُصب عينيه، لزَجَرتهُ عن كثير من الذنوب والمعاصي، ولتخيل دائماً ما ينتظره مِن جزاءٍ على أعمالهِ خيرها وشرِّها.

تعبير عن الجزاء من جنس العمل

ومن حكمة الله في الدُول أن يجعل مُلوكَ العِبادِ ووُلاَتهم مِن جِنس أَعمالِهم، فإن استَقامُوا استَقامَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم، وإن جارُوا جارَت علَيهم مُلوكُهم ووُلاَتُهم، فكما تكونوا يولّى عليكم، ( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف:129]، وَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ. فلنتق الله - عباد الله - ولنحذر مما يُغضب الله عز وجل، ولنراجع أنفسنا، فما يحل بنا من قحط وجدب وغلاء أسعار وتسلط أعداء، سببه ذنوبنا ومعاصينا، وطريق الإصلاح والتغيير هو بتغيير ما في الأنفس إلى ما يحبه الله ويرضاه، تحقيقاً لقوله -تعالى-: ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11]، وكما قال القائل: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقُمْ لكم على أرضكم؛ فإن الجزاء من جنس العمل. اللهم أصلح أعمالنا وقلوبنا وأحوالنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، و?

الجزاء من جنس العمل

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله الذي من حكمته جعل الجزاء من جنس الأعمال، وأرى العباد من ذلك نموذجا ليحدوهم به إلى أكمل الخصال. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الكرم والجلال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي فاق الخلق في كل كمال، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه خير صحب وأشرف آل. أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون: الجزاء من جنس العمل، كما يكون على مستوى الأفراد، فهو كذلك على مستوى الجماعات والدُول.

نسأل الله الكريم أن يجعل عملنا كله صالحا ولوجهه خالصا وأن يحسن جزاءنا ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين. المصدر: موقع إسلام ويب محتوي مدفوع

نسأل الله الكريم أن يجعل عملنا كله صالحا ولوجهه خالصا وأن يحسن جزاءنا ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.