الاخلاص في العبادة

وكذلك من انواعه الاخلاص في العمل: أي: ان يكون عمل الانسان متقناً خالصاً لله تعالى، حتى يكون هذا العمل مقبولا منه؛ لأنه تعالى لا يقبل من العمل من العبد الا ما كان خالصا اليه، كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا عملت عملا فاعمل لله خالصا؛ لأنه لا يقبل من عباده الأعمال إلا ما كان خالصا) [7] ، وإن الشخص اذا اشرك مع الله تعالى بالعمل ولم تكن نيته خالصة لله تعالى وحده، أصبح عمله باطلاً إلا ما كان خالصا لله وحده، هذا ما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام)، حيث انه قال: قال الله تعالى: (... ، من أشرك بي في عمله، لن أقبله إلا ما كان لي خالصا) [8].

  1. الاخلاص في العبادة هي

الاخلاص في العبادة هي

منقول من كتاب الإخلاص حقيقته ونواقضه للأحمدي " على القول الثاني: ما كيفية وماهية " استحضار " الإخلاص دائما في العبادات ؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد وعلى آله، وصحبه، ومن والاه أما بعد: فاعلم أولا أن النية في كلام أهل العلم يراد بها أحد أمرين، أولهما: النية بمعنى تمييز العبادات عن العادات، وتمييز العبادات بعضها عن بعض، وهذا ما يُعنى الفقهاءُ ببيانه، وثانيهما: النية بمعنى القصد من العمل، وأن يقصد المتعبد وجه الله تعالى، وهذا هو الإخلاص، الذي يعنى ببيانه العلماء في كتب العقيدة والتوحيد والرقائق. وماهية استحضار الإخلاص في أثناء العبادة كلها هو أن لا يغيب عن قلب المتعبد أنه يفعل هذه العبادة طلبا لمرضاة الله وثوابه، بل يستحضر هذا القصد في كل العبادة من أولها إلى آخرها، ولا يغفل عنه، فإذا فعل ذلك فقد حقق الإخلاص الفعلي، وإذا غفل عن هذا القصد أثناء العبادة ــ دون أن يصرف نية التعبد لغير الله ــ فقد حصل أصل الإخلاص الفعلي وبقي معه حكمه فيما غفل فيه من العبادة وسها. وكيفية تحقيق ذلك أن يجتهد العبد في جمع قلبه على العبادة وحضوره فيها، وعدم اشتغاله بغيرها، والتوفيق من الله تعالى، وللفائدة انظر الفتويين التاليتين: 120085 ، 166675.

ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال؛ فأتي به فعرفه نعمه فعرفها؛ قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقتُ فيها لك؛ قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال جواد؛ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار » [صحيح مسلم: 1905]. نعوذ بالله من حال أهل النار. هؤلاء الثلاثة عملوا أعمالًا عظيمة جليلة؛ لو أخلصوا فيها لنالوا الدرجات العالية في الجنة ، لكنهم لما أرادوا الدنيا بعمل الآخرة كان مصيرهم أو من تُسعّر بهم النار. عباد الله، إن من أعظم أسباب غياب الإخلاص في أعمال كثير منا هو طلب الدنيا ومحبة المدح والثناء؛ فإن الإخلاص لا يقر في قلب مليء بمحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس. قال ابن القيم رحمه الله: "فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص. الاخلاص في العبادة هو. وإن مما يعينُنا على ترك الطمع في إرادة الدنيا ويسهله علينا يقيننا أن الخير كلَّه بيد الله تعالى لا يملكه غيره فمن أراده طلبه منه وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله علمك أنه ليس أحدٌ ينفعُ مدحُه ويزين؛ ويضرُّ ذمُّه ويشين إلا الله تعالى.