واخفض جناحك للمؤمنين

ومثله ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه الآية. وليس كذلك; فإنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة. وكان - عليه الصلاة والسلام - يتشاغل بالنساء ، جبلة الآدمية وتشوف الخلقة الإنسانية ، ويحافظ على الطيب ، ولا تقر له عين إلا في الصلاة لدى مناجاة المولى. ويرى أن مناجاته أحرى من ذلك وأولى. ولم يكن في دين محمد الرهبانية والإقبال على الأعمال الصالحة بالكلية كما كان في دين عيسى ، وإنما شرع الله سبحانه حنيفية سمحة خالصة عن الحرج خفيفة على الآدمي ، يأخذ من الآدمية بشهواتها ويرجع إلى الله بقلب سليم. من حقوق المؤمنين على إخوانهم خفض الجناح - مصلحون. ورأى القراء والمخلصون من الفضلاء الانكفاف عن اللذات والخلوص لرب الأرض والسماوات اليوم أولى; لما غلب على الدنيا من الحرام ، واضطر العبد في المعاش إلى مخالطة من لا تجوز مخالطته ومصانعة من تحرم مصانعته ، فكانت القراءة أفضل ، والفرار عن الدنيا أصوب للعبد وأعدل; قال - صلى الله عليه وسلم -: يأتي على الناس زمان يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن. قوله تعالى: ولا تحزن عليهم أي ولا تحزن على المشركين إن لم يؤمنوا.

من حقوق المؤمنين على إخوانهم خفض الجناح - مصلحون

كما تحتاج امتنا الى الاقتصادي الماهر الذي يهتدي بنور هداية الله له في منهجه الاقتصادي ، فلا شرقية ولاغربية، وانما هو فخور بالنظام الاقتصادي الاسلامي وعنده القدرة على المزج وايجاد البدائل الصالحة لكل مخالفة لشرع الله. وامتنا بحاجة الى التربوي العاقل القادر على صياغة السلوكيات والاهداف المؤمنة الآمنة، والتي في ظلالها يتفيأ جيل الشباب الواعد، وقد زود بالعلم والايمان الراسخ المحصن ضد الافكار الهدامة ، والقيم الزائفة، لأنه تربى في ظلال شجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي ثمرها كل حين بإذن ربها. وامتنا بحاجة الى الصحفي الصادق المثقف والاعلام الهادف المهذب الذي ينقل الخبر بأمانة لا يتعسف في الحكم على الآخرين وامته ، بعيد عن الخيال الذي يوقع في الحرج والعنت، يسعى دوما للبناء ولملمة الصف. وامتنا بحاجة اكيدة الى هذه النخب الجادة المؤمنة المتواضعة، والتي تحمل الكل ، وتتعاطى مع الواقع بصورة مشرقة ، تجسد شرف الانتماء الصادق للوطن والأمة، لاوجود للعمالة في صفوفها، يسعى بذمتهم ادناهم ، وهم يد على من سواهم، وهذا البلد العظيم في دائرة الضوء داخليا وخارجيا، وقائد المسيرة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله يعلي من شأنه وشأن مواطنيه اينما توجه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله أوصى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحدٌ على أحد ». وقال تعالى: ( وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). في هذه الآية الكريمة: يخاطب الله تعالى الإنسان الذي يمشي مشية تكبر ( وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ). فيجب علينا أن نتواضع كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله ». ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي: « العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن ينازعني في واحد منهما فقد عذبته ». وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: « كُلْ بيمينك » قال: لا أستطيع، قال: « لا استطعت » ما منعه إلا الكِبر. قال: فما رفعها إلى فيه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً (تكبراً)». نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطهر قلوبنا ويملأها حباً له، وخشية منه، وتصديقاً به وعملاً بكتابه. والحمد الله رب العالمين. أختكم في الإسلام ـ آمنة سلميان ـ البقاع.