موقف السعودية من غزو العراق

ويواصل العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز خلال مؤتمر صحافي عُقِدَ في أثناء الحرب في حديثه الموجَّه إلى صدام حسين في أغسطس (آب) عام 1990 "القرار يعود لك، إما الانسحاب، أو عليك تحمّل مسؤولية القتال".

  1. "لا لحكومة شيعية".. موقف السعودية الذي نفر العراق منها نحو إيران

&Quot;لا لحكومة شيعية&Quot;.. موقف السعودية الذي نفر العراق منها نحو إيران

نوفمبر 1978 (أ. ف. ب)​​​​​​​ وفي يوم الـ17 من يناير (كانون الثاني) 1991 وجَّه الملك فهد كلمةً خلال اجتماعه بمجلس الوزراء، قال فيها "لقد شاءت إرادة الله أن يمعن حاكم العراق صدام حسين في إصراره على رفض كل القرارات العربيَّة والإسلاميَّة العادلة، وقرارات مجلس الأمن التي تمثل الشرعية الدوليَّة، وبالتالي عمل على إحباط كل الجهود المكثفة المتواصلة التي بذلها قادة العالم من أجل إنقاذ الموقف، وتجنّب المنطقة العربية ويلات الحرب، التي أبى صدام حسين إلا أن يثيرها برفضه القاطع سحب قواته من دولة الكويت التي غزاها فجر الخميس الثاني من أغسطس (آب) 1990، وحدث ما كان آنذاك من قتلٍ وتشريد وانتهاك للحرمات والأعراض ونهبٍ للثروات". موقف السعودية من غزو العراق. وأضاف العاهل السعودي، "العمليات العسكريَّة التي بدأت فجر اليوم لتحرير الكويت إنما تمثل نداء الحق والعدل والسلام، ولهذا كان لا بد من تخطيط الأمور وتنفيذ القرارات القاضية بتحرير الكويت، ونسأل الله أن يكتب النصر لجنده"، وكان هذا بمثابة الإعلان الرسمي لبدء عملية عاصفة الصحراء. صديق الأمس عدو اليوم صدام حسين صديق الأمس أصبح عدو اليوم بالنسبة إلى عاهل السعودية، الذي قال عنه بعد اتخاذه قراره التاريخي باستدعاء قوات أجنبية للسعودية "كنت أتلقى من صدام حسين مكالمة كل يوم أو يومين يشيد بمواقفي معه"، كان هذا في إشارة إلى وقوف العاهل السعودي مع الرئيس العراقي إبان حربه مع إيران، حين قدَّم له أعطيات ومنحاً وقروضاً بلغت 16 مليار دولار.

وهو ما حدث في اليوم التالي، الجمعة 3 أغسطس (آب)، حين وصل مبعوث الرئيس العراقي إلى السعودية للقاء العاهل السعودي، مؤكداً إصرار الرئيس العراقي على الحرب وليؤكد قائلاً "السعودية لن يصيبها أي أذى من الجانب العراقي". الأمر أغضب العاهل السعودي الذي قال "لا أناقشك عن أمن السعودية، أنا أحدثك عن وضع الكويت؟"، ليجيب مبعوث الرئيس العراقي "لقد تصحّح وضع الكويت، ولا يمكن لعقارب الساعة أن تعود". كانت هذه الرواية حسب نائب وزير الدفاع السعودي السابق الفريق ركن الأمير خالد بن سلطان، الذي شارك في قيادة العمليات المشتركة في حرب الخليج. "لا لحكومة شيعية".. موقف السعودية الذي نفر العراق منها نحو إيران. حشد القوات والتحالفات بدأت السعوديَّة بحشد قواتها، وأجرى العاهل السعودي اتصالاته بالقوى العربيَّة والدوليَّة، لعقد قمة طارئة، وإصدار بيان يدين الاعتداء العراقي على الأراضي الكويتيَّة، وفي اليوم العاشر من أغسطس (آب) استمرَّ نطاق التحالف في الاتساع حتى وصل إلى أكثر من 30 دولة مشاركة. وضمَّ التحالف حينها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وإيطاليا وغيرها من الدول العربيَّة والإسلاميَّة، ضمن قوات تحالف كبرى تقودها السعوديَّة بزعامة الملك فهد. نائب الرئيس العراقي صدام حسين مع الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد السعودي حينها خلال مؤتمر القمة العربية.