ولا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) سُميت هذه السورة بــ(القدر)؛ على أول آية منها، وقيل: إنّ سبب تسميتها بالقدر لما لها من قدر عظيم وشرف كبير في القرآن، كقوله: ﴿ وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾. وآيات هذه سورة (5)، تتألف من (30) كلمة في (114) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة اختلف في سورة القدر كونها مكية أو مدنية، لكنّ المشهور قال إنها مكية، وهناك مَن عَدّها مدنية في تفسيره، لِما أُخبِر من أنها نزلت على محمد في مسجد المدينة لا في مكة. سبب نزول الآية 101 " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن " المائدة - YouTube. وأما من حيث الترتيب فإنها نزلت على محمد بالتسلسل (25)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل (97) من سور القرآن. الحديث في هذه السورة عن تلك الليلة الموعودة المشهودة التي سجلها الوجود كله في فرح وغبطة وابتهال. ليلة الاتصال المطلق بين الأرض والملأ الأعلى.

سحابة

وهكذا شَقّوا على أنفسهم بسؤالهم فبدل أن تكون بقرة على الإطلاق أصبح المطلوب بقرة مقيَّدة بسن معينة. ولكنهم مع ذلك لم يبحثوا عن هذه فيذبحوها بل زادوا في الاستفسار فشقّ الله عليهم ( إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا) أي أشدّ ما يكون من الصفرة وأنصعه، ويقال في التوكيد أصفر فاقع. [2] ولكنهم كذلك لم يفعلوا بل عادوا بالسؤال والاستفسار فشقّ الله عليهم في الجواب ( إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا) أي هي بقرة مدللة عند صاحبها لا هي] ذَلُولٌ [ أي لم تذلل للركوب أو حرث الأرض ولا هي ( تَسْقِي) فليست من النواضح التي ينقل عليها الماء لسقي الحرث أي الزرع، ثم هي ( مُسَلَّمَةٌ) أي خالية من العيوب و( لَا شِيَةَ فِيهَا) أي ولا شيء فيها غير الصفرة فهي صفراء كلها حتى قرنها وظلفها. و( شِيَةَ) في الأصل مصدر من: وشاه وشيا وشية أي أصاب لونه الغالب لون آخر. نداءات الرحمان الحلقة 24 - عند قوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} - YouTube. وهكذا سدت عليهم منافذ السؤال فاضطروا للبحث عن بقرة بهذه الأوصاف فحصلوا عليها بعد جهد جهيد في مدة البحث وغلاء الثمن. ولولا أنهم أُلجئوا لذلك بعد استنفاذ أسئلتهم ما فعلوه فكأنهم كانوا لا يريدون أن يُعرف القاتل لمنزلة له أو نحوها ( فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ).

سبب نزول الآية 101 &Quot; لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن &Quot; المائدة - Youtube

ومن تكملة الآية الكريمة فإنها تدلّ بمفهومها أن الحجارة فيها نفع وخير أكثر من قلوبهم، وهذا يعني أن قلوبهم أشد قسوة من الحجارة وليس مثلها، وهنا تكون (أو) بمعنى (بل) أي أن الآية ( فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة) تعني "فهي كالحجارة بل أشد قسوة"، فقلوبهم أقسى من الحجارة لأن في الحجارة نفعاً وخيراً وقلوبهم ليس فيها شيء من ذلك. فبعض الحجارة يتفجر منه الماء بغزارة وبعضها يخرج الماء من شقوقه ينابيع، ومنها ما يهبط من خشية الله كما أعلمنا الله سبحانه عن الجبل الذي صار دكاً إذ تجلى له ربه ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) الأعراف/آية 143. ثم يختم الله سبحانه الآيات الكريمة بأن الله سبحانه ليس غافلاً عن أعمالهم فهو سبحانه لهم بالمرصاد حافظ لأعمالهم لا يسهو عنها ولا ينساها بل يجزيهم عليها في الآخرة أو يعاقبهم عليها في الدنيا. سحابة. وأصل الغفلة عن الشيء تركه على وجه السهو عنه والنسيان له، فأخبرهم تعالى ذكره أنه غير غافل عن الأفعال الخبيثة لأولئك القاسية قلوبهم، بل هو لها محصٍ ولها حافظ. وبعد، فإن المتدبر لهذه الآيات العظيمة، يتبين له طبع من طبائع اليهود المتأصلة فيهم وهو التلكؤ في تنفيذ ما يطلب منهم والبحث عن التبرير وراء التبرير لإطالة أمد التنفيذ إن لم يتمكنوا من إلغائه، هذه حالهم مع الله خالقهم ومع رسله إليهم وأنبيائه والناس أجمعين.

نداءات الرحمان الحلقة 24 - عند قوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} - Youtube

— Rasha (@ra2020D) April 8, 2022 حشود من الجماهير الفلسطينية تردد الهتافات أمام منزل منفذ عملية " #ديزنغوف " الشهيد رعد حازم في #جنين #عملية_ديزنغوف — قناة الكوفية AlkofiyaTv (@alkofiyatv) April 8, 2022

ولقد ذكر القرآن الكريم حقيقة عدم إخبار النبيّ عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام بقصص جميع الأنبياء والرسل. قال الله جلّ وعلا:ـ {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [سورة النساء: 163 – 164]. فالغاية من رسالة الرسل عليهم الصلاة والسلام أعظم من الوقوف عند تفاصيل ذكر الأسماء والآثار كما جاء في الآية المباركة من سورة يس أعلاه التي ذكرت حال ذلك الداعي المؤمن الذي دفعه حرصه وحبّه لدينه أنْ يدعو قومه العتاة على رغم من وجود رسل ثلاثة يقومون بهذه المهمة المباركة، ولعظيم موقفه وجهاده جاء ذكره في القرآن العظيم ولم يذكر الله تعالى اسمه المبارك. 5ـ قد يكون هناك ذكر للأنبياء عليهم الصلاة والسلام في كتب التأريخ ولكنّك لم تقف عليها؛ فالعلم بحرٌ واسعٌ، وفوق كلّ ذي علم عليم، وقد يجزم المرء بشيء ثمّ بعد فترة يجد خلاف ذلك.

بُدئ بقصة ذبح البقرة لإبراز ضرر التلكؤ في تنفيذ أمر الله وتعمد البحث عن التبريرات لعدم التنفيذ كالإكثار من الاستفسار والتساؤلات غير الضرورية حول الموضوع المطلوب تنفيذه. ثم لبيان أن الله سبحانه يزيد المشقة على الذين يبحثون عن التبريرات ويكثرون التساؤلات غير الضرورية على نحو ما قال سبحانه في الآية الكريمة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم ْ)، وفي هذا بيان عام لكلّ من يدين لله سبحانه في كلّ زمان ومكان أن ينفِّذ أمر الله على وجهه دون محاولة إيجاد التبريرات بعدم التنفيذ وقد يكون لأهمية هذا الأمر علاقة بتسمية هذه السورة بالبقرة. ب. أما الغرض الثاني فإن في هذا التقديم والتأخير إظهاراً للموضوع الواحد كأنه موضـوعـان في كلّ منهـمـا بـيـان، فلو كانت آيات قتل النفس في البـدايـة ثم الأمر بذبح البقرة للدلالة على القاتل لكانت القصة على هذا النحو واحدة ولارتبطت في الذهن بعبرة واحدة هي: (ذبح البقرة لبيان القاتل). أما بيانها كما جاء في كتاب الله فكأنهما قِصَّتان بموعظتين: الأولى: حول تنفيذ الأمر بدون تلكؤ ولا تبريرات. والثانية قدرة الله سبحانه على إحياء الموتى بشكل عام ومن ضمنها بيان القاتل ( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فكان ذكر هذا الموضوع في آخر آيات ذبح البقرة كأنه موضوع جديد.