فخرج معهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل عليها فقال: عجبًا لك ولاتباعك محمدًا وتركك دين عبد المطلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك وامنعه، فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه، أو تكون على دينك، وإن يُصَبْ, كنت قد أعذرت في ابن أخيك.
عبد المطلب بن هاشم (ع) جد النبي محمد(ص) | ( الفنانه رفل الكعبي). - YouTube
وكان وجهه يضيءُ في الليلة المظلمة ، وهو الذي احتفر بئر زمزم بعد أن انطمست ، وقد كفل النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاة أبيه عبد الله عليه السلام. وكان قبل وفاته كثيرًا ما يوصي ولده أبا طالب بالنبي صلى الله عليه وآله قائلاً: يا بُني تَسلّم ابن أخيك ، فأنت شيخ قومك وعاقلهم ، ومَن أجدُ فيه الحِجى دونهم ، وهذا الغلام تحدّثت به الكهّان ، وقد روينا في الأخبار أنّه: سيظهر من تهامة نبيٌّ كريم ، وقد رُوي فيه علامات قد وجدتها فيه ، فأكرِم مثواه واحفظه من اليهود فإنّهم أعداؤه. شبكة مشكاة الإسلامية - المكتبة - ديوان عبدالمطلب بن هاشم. و قد سنَ أشياء أقرها الإسلام منها: وقد روي في فضله عن الإمام جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: ( يا علي إنَّ عبد المطلب سنَّ في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الإسلام ، حرم نساء الآباء على الأبناء فأنزل الله عز وجل ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) ، ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس وتصدق به ، فأنزل الله عز وجل: ( واعلموا أن ما غنمتم من شيءٍ فإن لله خمسه …. ). ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج ، فأنزل الله ( أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) ، وسن في القتل مئة من الإبل فأجرى الله عز وجل ذلك في الإسلام ، ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبد المطلب سبعة أشواط ، فأجرى الله ذلك في الإسلام.
من أهم ملامح شخصية أروى بنت عبد المطلب: تتصف أروى بنت عبد المطلب بصفات عديدة منه: الصدق والأمانة، وكانت تدعو النساء إلى الإسلام وكانت راجحة الرأي. وهي إحدى فضليات النساء في الجاهلية والإسلام، فقد عرفت الإسلام وفضله في بداية الدعوة، وكانت ذات عقل راجح ورأي متزن يتضح ذلك في خطابها مع ولدها ومقابلتها لأخيها أبي لهب، ومن خلال إسلامها مع أختها صفية -رضي الله عنهما- يبدو قوة العلاقة التي تجمعها بأختها صفية، فقد أسلمتا معًا وهاجرتا معًا، ويبدو من حوارها مع ولدها حول دعوته للإسلام، حبها للتريث ومشاركة الآخرين بالرأي حينما قالت له: "أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن"، رضي الله عنها. من مواقف أروى بنت عبد المطلب مع الرسول صلى الله عليه وسلم: مساندة أروى للنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته: وفي أحد الأيام عرض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم فآذوه, فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه، فأخذوه وأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى خلاه، فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليبًا قد صير نفسه عرضًا دون محمد؟ فقالت: "خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند الله", فقالوا: ولقد تبعت محمدًا؟ قالت: نعم.
السيدة أروى بنت عبدالمطلب: عمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، نموذج للمرأة المسلمة، صاحبة التريث في القرار، والنظر في الأمور قبل الإقدام عليها، والتفكر فيها جيدا، وهي صفة تمنح صاحبها من الرجال والنساء السداد، وتجعله محور الاستشارة وطلب الاستنارة ممن حوله. وتتضح صفة التريث في السيدة أروى منذ عرض عليها الإسلام، ففكرت مليا وحين قررت الإسلام، اشتهرت بمعاضدة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـوالذب عنه، وتبنى دعوته بكل ما تملك. ولا تذكر الروايات عام ولادة السيدة أروى بنت عبد المطلب، وتذكر أن أخواتها هن: عاتكة، وبرة، وصفية، وأميمة، والبيضاء وأم حكيم، وهن عمات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وإخوانها هم: حمزة أسد الله وأسد رسوله، وأبو لهب واسمه عبد العزى، وأبو طالب واسمه عبد مناف، والعباس، والزبير، وعبد الكعبة، والمقوم، وضرار، وقثم، والمغيرة، والغيداق، وهؤلاء أعمام الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ. تزوجت أروى بنت عبد المطلب ـ رضي الله عنها ـ من عمير بن وهب بن عبد قصي فولدت له طليبا، فأسلمت بعدما أسلم طليب في دار الأرقم بن أبي الأرقم، ثم خرج فدخل على أمه أروى، فقال لها: تبعت محمدا وأسلمت لله. فقالت أروى: "إن أحق من وازرت وعضدت ابن خالك، والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه"، فقال طليب: فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعيه، فقد أسلم أخوك حمزة؟.
أجل إن شخصية اودعت يد المشيئة الربانية بين حناياها نور النبي الاكرم أعظم قائد عالمي يجب ان يكون إنساناً طاهر السُلوك نقيَّ الجيب منزهاً عن أي نوع من أنواع الانحطاط والفساد. هذا ويستفاد من بَعض قصصه وكلماته القصار أنه كان أحد الرجال المعدودين الذين كانوا يؤمنون باللّه واليوم الآخر في تلك البيئة المظلمة وكان يردِّدُ دائماً: لَنْ يخرج من الدنيا ظلومٌ حتّى ينتقم منه وتصيبُه عقوبة... واللّه ان وراء هذه الدار داراً يجزى فيها المحسنُ بإحسانِه ويعاقَبُ فيها المسيء بإساءته اي ان الظلوم شأنه في الدنيا أن تصيبه عقوبة فاذا خرج ولم تصبه العقوبة فهي معدّة له في الآخرة. ولقد كان حرب بن اُمية من أقربائه وكان من اعيان قريش ووجوهها أَيضاً وكان يجاور يهودياً فاتفق أن وقع بينه وبين حرب نزاع في بعض اسواق تهامة تبودلت بينهما فيه كلمات جارحة وانتهى ذلك إلى مقتل اليهودي بتحريك من حرب ولما علم عبدُ المطّلب بذلك قطع علاقته بحرب وسعى في استحصال دية اليهودي المقتول من حرب ودفعها إلى اولياء القتيل وهذه القصة تكشف عن حبّ عبد المطلب للمستضعفين والمظلومين وحبه للحق والعدل.