يخرجهم من الظلمات الى النور

أن نعيش بعضنا مع بعض مُتَّبعين لجميع شرائع الدين، فهذه قوة لا يستطيع تحطميها إنسانٌ؛ لأن الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46]. النداء السابع: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254]. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام. الإنفاق هو تاجُ الكَرَم على رأس كل مَنْ أنفقَ في سبيل الله، فيزيده ويرفعه ويغنيه ويحميه ويُحصِّنه ويزيده بركةً وهدًى ومحبةً واحترامًا من كل الخَلْق بجانب أنه الوسيلة الفعَّالة التي تجمع الشَّمْل، وتُؤلِّف بين القلوب بإذن الله، فالإنسان يُحِبُّ مَنْ يُعطيه. وبعدها مباشرة تأتي آية الكرسي، ورقمها 255 (وهي أعظم آية في كتاب الله). ثم الآية رقم 256 وهي: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].
  1. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام
  2. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 16

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام

6 جميع الحقوق محفوظة لشبكة الكعبة الإسلامية ولجميع المسلمين © يتصفح الموقع حاليا 1 العدد الكلي للزوار 13098046

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 16

يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16) القول في تأويل قوله عز ذكره: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ قال أبو جعفر: يعني عز ذكره: يهدي بهذا الكتاب المبين الذي جاء من الله جل جلاله= ويعني بقوله: " يهدي به الله " ، يرشد به الله ويسدِّد به، (16) = و " الهاء " في قوله: " به " عائدة على " الكتاب " = " من اتبع رضوانه " ، يقول: من اتبع رِضَى الله. (17) * * * واختلف في معنى " الرضى " من الله جل وعز. يخرجهم من الظلمات الى النور. فقال بعضهم: الرضى منه بالشيء "، القبول له والمدح والثناء. قالوا: فهو قابل الإيمان، ومُزَكّ له، ومثنٍ على المؤمن بالإيمان، وواصفٌ الإيمانَ بأنه نور وهُدًى وفصْل. (18) * * * وقال آخرون: معنى " الرضى " من الله جل وعز، معنى مفهوم، هو خلاف السخط، وهو صفة من صفاته على ما يعقل من معاني: " الرضى " الذي هو خلاف السخط، وليس ذلك بالمدح، لأن المدح والثناء قولٌ، وإنما يثنى ويمدح ما قد رُضِي. قالوا: فالرضا معنًى، و " الثناء " و " المدح " معنًى ليس به. * * * ويعني بقوله: " سُبُل السلام " ، طرق السلام (19) = و " السلام " ، هو الله عزَّ ذكره.

تفسير القرآن الكريم