من هي ام البنين عليها السلام

أنجبت منه أربعة أبناء، كان أكبرهم أبو الفضل العباس قائد قوَّات الحسين بن علي في معركة كربلاء. نسبها [ عدل] هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابية. وأمها ثمامة بنت سهل بن عامر. ولادتها ونشأتها [ عدل] وُلدت أم البنين من بيت عريق في العروبة والشجاعة، وليس في العرب أشجع من أبائها وأصل كريم. [2] ولم يذكر التاريخ تاريخ ولادتها، [3] وقيل بأن ولادتها تقع مـا بين ( 5 ــ 9 هـ)، [4] ومعنى ذلك أنها ولدت عام 5 هـ. من هي ام البنين. [5] وذكر الكرباسي بأن أم البنين ولدت قبل عام 4. ق. هـ ، [6] وسموها فاطمة، [7] وقيل بل اسمها أم البنين. [8] نشأتها [ عدل] تعتبر قبيلتها من أشرف القبائل العربية شرفًا، وأجمعهم للمآثر الكريمة التي تفتخر بها سادات العرب، ويعترف لها بالسيادة، لكثرة النوابغ من الرجال المبرزين والزعماء الممتازين بأكمل الصفات الكريمة وأتم الخصال الممدوحة، كالكرم والشجاعة والفصاحة وغير ذلك. [9] زواجها [ عدل] تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذلك بعد وفاة فاطمة الزهراء حيث قال لأخيه عقيل وكان نسّابة عارفًا بأخبار العرب ذات يوم: «انظر لي امرأة قد ولدَّتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلامًا فارسًا»، فقال له: «تزوّج بنت حزام الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها» وفي رواية أخرى «أخي، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابيّة، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها».

  1. أضواء على سيرة وشخصية السيدة أم البنيـن

أضواء على سيرة وشخصية السيدة أم البنيـن

ولم يلتفت بشر إلى هذا الموقف وراح يخبرها ببقية أولادها، إلى أن وصل إلى العباس، فما كاد يخبرها بقوله: يا أم البنين عظم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العباس، حتى نظر إليها وقد اعتراها اضطراب شديد في تلك اللحظة التي سمعت فيها نبأ مصرع أبي الفضل العباس، بحيث اهتز بدنها حتى سقط الطفل الصغير الذي كانت تحمله على كتفها. سقط إلى الأرض ولم تقوَ على حمله، ولكنها جالدت نفسها، تحاملت واستمرت في إلحاحها على بشر؛ أخبرني عن ولدي الحسين هل هو حي أم لا؟ يقول بشر: وحينما أخبرتها بمقتل الحسين ومصرعه صرخت ونادت: واحسيناه، واحبيب قلباه... يا ولدي يا حسين.. نور عيني يا حسين.. وقد شاركها الجميع بالبكاء والنحيب والعويل على الحسين، ولم تذكر أبناءها إلا بعد أن ذكرت الحسين وبكت عليه. ثم بعد ذلك كانت تخرج إلى البقيع وتخط قبوراً أربعة لأولادها وتجلس في الشمس تندبهم، وهي إنما تقوم بذلك لتشعل ناراً ضد بني أمية، وضد الظالمين الطغاة في كل زمان ومكان. وإخلاص أم البنين لا يضاهيه أي إخلاص، لعلي وذريته، وان القلم ليعجز عن إدراك هذه الشخصية المحبوبة. أضواء على سيرة وشخصية السيدة أم البنيـن. قيل إن أم البنين أتت ذات يوم إلى أمير المؤمنين وقالت له: لي إليك حاجة. قال لها: قولي ما عندك.

ثم واصلت جهادها الإعلامي بعد مقتل سيد الشهداء و وصول أهل البيت ( عليهم السلام) إلى المدينة المنورة ، فكانت تخرج كل يوم إلى مقبرة البقيع و معها عبيد الله ولد ولدها العباس ، فتندب أبناءها الأربعة أشجى ندبة ، فيجتمع الناس إليها فيسمعون بكاءها و ندبتها و يشاركوها العزاء ، كما كانت تقيم مجالس العزاء في بيتها فتنوح و تبكي على الحسين ( عليه السَّلام) و على أبنائها الشهداء الأربعة ، و لم تزل حالتها هذه حتى التحقت بالرفيق الأعلى. وفاتها عليها السلام: تُوفيت هذه السيدة الجليلة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة 64 هـجرية في المدينة المنورة و دُفنت بالجانب الغربي من جنة البقيع حيث يتوافد الزائرون لزيارة مرقدها الطاهر. ولائها للإمام الحسين ( عليه السَّلام): كانت أم البنين تحب الحسين ( عليه السَّلام) و تتولاه إلى حدّ كبير يفوق المألوف ، و مما يدلّ على ذلك موقفها البطولي لدى وصول خبر إستشهاد الإمام الحسين ( عليه السَّلام) إلى المدينة ، الموقف الذي لا ينمحي من ذاكرة التاريخ أبداً ، هذا الموقف الذي رفع من شأنها و منحها منزلة رفيعة في قلوب المؤمنين. يقول المامقاني في تنقيح المقال: و يستفاد قوّة إيمانها و تشيّعها من أنّ بشراً بعد وروده المدينة نعى إليها أحد أولادها الأربعة.