جزيرتي تيران وصنافير

ثم يضيف الفيصل بعد تعبيره عن تفهم المملكة لذلك بأن «كل ما في الأمر هو عودة الجزيرتين بعد أن انتهت أسباب الإعارة». وقبل ذلك وبعده فإن الخرائط العربية والأجنبية للمنطقة تضع جزيرتي تيران وصنافير ضمن الحدود المائية للسعودية داخل البحر الأحمر. الشاهد الأهم في كل ذلك أن الحكومات المصرية منذ العهد الملكي عام 1950، مروراً بالعهد الناصري، وحتى عهد الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، أي عبر أكثر من ستة عقود متتالية، كانت تعترف بوثائق مكتوبة وخطابات متبادلة بأن ملكية الجزيرتين تعود للسعودية، وأن مصر استولت عليهما بالاتفاق مع السعودية لأغراض عسكرية فرضها الصراع مع إسرائيل بعد احتلال هذه الأخيرة لمنطقة أم الرشراش (المعروفة حالياً بميناء إيلات) في أواخر عام 1949. وأهم ما يعنيه ذلك أن مسألة الجزيرتين ليست مسألة نزاع على السيادة بين السعودية ومصر، ولم تكن كذلك قط. أمام هذا الجزء البسيط من تاريخ الوضع القانوني للجزيرتين، وما يعبر عنه بروايته المصرية، يبرز السؤال المنطقي: لماذا يحصل الانقسام داخل النخبة المصرية حول قضية بهذا الوضوح؟ يجب أن نأخذ في الاعتبار أن المنطق لا يتفق دائماً مع الواقع، خصوصاً الواقع السياسي.

الوقائع والوثائق العالمية والمصرية تؤكد ملكية السعودية لـ &Quot;تيران وصنافير&Quot;

في ضربة قوية للنظام المصري، قضت المحكمة الإدارية العليا في مصر برفض طعن الحكومة على حكم من القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة مع السعودية ، وأكدت على استمرار السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير ، عند مدخل البحر الأحمر الشمالي. في ضربة قوية للنظام المصري، قضت المحكمة الإدارية العليا في مصر برفض طعن الحكومة على حكم بطلان اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية وجاء منطوق الحكم مفاجئًا لقطاعات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال القاضي، المستشار أحمد الشاذلي إن "سيادة مصر على جزيرتي تيران وصنافير مقطوع بها". اقرأ/ي أيضًا: دفعة جديدة من معتقلي "تيران وصنافير" وأضاف الشاذلي: "دخول الجزيرتين ضمن الأراضي المصرية ما انفك راجحًا رجحانًا يسمو لليقين، وذلك كأثر لسيادتها المستقرة من ناحية، وأن الحكومة لم تقدم وثيقة أو شيءًا آخر يغير أو ينال من هذا اليقين". وقدَّم حيثيات حكمه بقوله "مصر ليست نقطة على خريطة الكون أو خطوط رسمها عالم جغرافي على خرائطه إنما هي بلد قديم خلقه الله من رحم الطبيعة بين بحرين عظيمين ربط بينهما بدم وعرق بني برباط مادي ومعنوي، والتاريخ يقف طويلاً حتى يتذكر دولة غير مصر تركت حكم دولة مجاورة كانت ولا تزال تمثل عمقها الاستراتيجي، ويحمل ملكها اسمها مع مصر إلى شعبها مكتفية بعلاقات الود والقربى وحرمة الدم".

وأكد تقرير للحكومة المصرية أن السعودية وافقت على أن تحتفظ مصر "بحق إدارة وحماية" جزيرتي تيران وصنافير، حتى إذا تمت الموافقة على نقل السيادة عليهما إلى السعودية. وبحسب التقرير، فإن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي تضمنت نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية تنهي فقط الجزء الخاص بالسيادة ولا تنهي مبررات وضرورات حماية مصر للجزيرتين. أما المعارضون، فيرون أن البرلمان غير مؤهل لإصدار قرار بدستورية الاتفاقية من عدمه. ووقّع 15 حزبا وحركة سياسية معارضة ومئات المصريين، بينهم سياسيون وإعلاميون، بيانا لإعلان رفض مناقشة الاتفاقية في مجلس النواب. وقالوا إن "التفريط في الأرض المصرية هو بمثابة إعلان واضح لإسقاط شرعية السلطة الحالية والبرلمان". وحذر الموقعون على البيان مما وصفوه بـ "الإصرار على تمرير الاتفاقية وتسليم الجزر المصرية، لما يمثله ذلك من عدوان على الدستور والقانون، وإهدار لأحكام القضاء وتغول غير مسبوق لإرادة السلطة وأجهزتها على كافة المؤسسات".