قبر النبي يوسف

[٧] وقد ورد عن مُحمد بن الجزريّ قول يفيد بعدم صحة تعيين قبر نبيٍ من الأنبياء إلا النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، ويُمكن القول بوجود قبر النبيّ الفُلاني في قريةٍ ما أو في تلك القرية، لا بخصوص بقعةٍ مُعينة، فعليه لا يُمكن القول بتحديد قبر سيدنا يوسف -عليه السلام- على سبيل الجزم والقطع، ولكن يُمكن القول في تحديده بأرضٍ ما، كما ورد في بعض الروايات التاريخيّة والمهتمين بسير الأنبياء. [٨] تعددت الروايات في تحديد مكان قبر يوسف -عليه السلام-، فقال بعضهم إنه في الحرم الإبراهيميّ في البقيع الذي خلف الحيز، وجاء عن بعضهم أنه يقع في قرية بلاطة التي تقع شرق مدينة نابلس من أرض فلسطين، على بُعد ألف ياردة إلى الشمال من بئر يعقوب، ولكن العُلماء أجمعوا على أن قبره لا يُمكن الجزم والقطع بمكانه، وأن القبر الوحيد الذي يُمكن الجزم بمكانه هو قبر النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-. المراجع ↑ شمس الدين المنهاجي (1984)، إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى ، صفحة 104، جزء 2. بتصرّف. ↑ محمد بن بطوطة (1417)، رحلة ابن بطوطة ، الرباط:أكاديمية المملكة المغربية، صفحة 242-243، جزء 1. بتصرّف. ↑ جبر البيتاوي (2011)، المقامات والمزارات بين الموروث الديني والتراثي ، نابلس:جامعة النجاح الوطنية، صفحة 24.

اين يوجد ويقع قبر النبي يوسف

‏ ويرى باحثون أن هناك تداخلا حدث بين الروايات الإسلامية واليهودية، فى ذلك الشأن، وأنتج ما يسمى «الإسرائيليات»، وأن ذلك التداخل حدث فى مناطق كثيرة من قصة يوسف الصديق. ‏ وتتناقض أيضا الروايات التى تتحدث عن المكان الذى نقل إليه موسى جثمان يوسف فى فلسطين، حيث تذكر بعض الروايات أنه نقل إلى نابلس، بينما تذكر أخرى أنه نقل إلى منطقة اسمها البقيع، ‏وأخرى تتحدث عن منطقة الخليل. ‏ ويقول «الحنبلى» فى «الأنس الجليل»: «ولما استخرج موسى الرفات، حملها على عجل إلى بيت المقدس، ووضعها فى قبره فى البقيع، خلف الحير السليمانى، بجوار قبر يعقوب، وجوار جديه ‏إبراهيم وإسحاق عليهما السلام». ‏ وفى رواية يوردها «الحنبلى» أيضا، تناقض روايته الأولى فى نقل الرفات، يذكر «عمال زاروا قبر يوسف، فى الحير السليمانى بفلسطين، وحفروا، ثم أزالوا قطعة من حجر القبر، فظهر جثمان ‏يوسف، على حسنه وجماله، وصارت روائح الموضع مسكًا ثم جاء ريح عظيم فأطبق العمال الحجر على ما كان سابقا، ثم بنى عليه القبة التى هى عليه الآن بالسور السليمانى»، أى أن جسد ‏‏«يوسف» لم يتحول إلى رفات أصلا. ‏ ويقول محمد بن محمد الشافعى، فى كتابه: «أسنى المطالب فى أحاديث مختلفة المراتب»: «ما يُحكى أن موسى نقل قبر يوسف، عليهما السلام، حين هاجر من مصر وجعله فى غار سيدنا ‏إبراهيم، لم يثبت، ولم يدل عليه دليل، بل العقل يجزم بعدم صحة ذلك».

أرسل الله سيدنا يوسف ووالدة يعقوب أنبياء لبني إسرائيل ، وكان للنبي يعقوب علية السلام إثنا عشر ولداً ، من بينهم سيدنا يوسف واخوه بنيامين ، وكان سيدنا يوسف منذ صغرة يعرف بحسن خلقة وجمال وجهه والتسامح الذي يتمتع به ، لذا أحبة سيدنا يعقوب حباً شديداً وميزة عن بقيه أخواته ، وذلك الأمر كان سبب رئيسي لحقد أخواته عليه وكرههم الشديد له.