ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى

فأيهما أولى بالتشنيع... التسوية بعبادتهم الاصنام ام مزاعمهم بالتبرير الكاذب؟ لا شك ان التنديد من الله اولى بالعبادة لاصنامهم لانها اعظم من فعل الشفاعة كما قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} قول الامام ابن جرير الطبري في تفسيره ((وقوله: (واجتنبوا قول الزور) يقول تعالى ذكره: واتقوا قول الكذب والفرية على الله بقولكم في الآلهة: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)). إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة الزمر - قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى- الجزء رقم6. قال الشوكاني في فتح القدير / كَاذِبٌ فِي زَعْمِهِ أَنَّ الْآلِهَةَ تُقَرِّبُهُ إِلَى اللَّهِ، وَكَفَرَ بِاتِّخَاذِهَا آلِهَةً وقال ابن جزي في التسهيل لعلوم التنزيل: إشارة إلى كذبهم في قولهم: ليقربونا إلى الله ابن عاشور: وقوله: { إنَّ الله يحكم بينهم} وعيد لهم على قولهم ذلك فعلم منه إبطال تعللهم في قولهم: { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله} وهو كناية عن كونهم كاذبين في قولهم وعليه يتضح ان: مشركي قريش كانت ربوبيتهم للاصنام وليست لله كما زعم ابن تيمية واتباعه 2. التشنيع عليهم لعبادتهم الاصنام فقط وليس للواسطة 3.

  1. إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة الزمر - قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى- الجزء رقم6
  2. تفسير قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص...}

إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة الزمر - قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى- الجزء رقم6

فجميع الآيات المتقدمة وما كان مثلها خاصّ بالكفار والمشركين ولا يدخل فيه أحد من المؤمنين. روى البخاريّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فحملوها على المؤمنين، وفي رواية عن ابن عمر أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم قال (أخوَفُ ما أخاف على أمّتي رجل يتأوّل القرآن بصنعه في غير موضعه)، فهو (أي الحديث) وما قبله صادق على هذه الطائفة، ولو كان شيء مما صنعه المؤمنون من التوسل وغيره شركًا ما كان يصدر من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وخلفها. ففي الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه (اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك) وهذا توسّل لا شكّ فيهِ وكان يُعلّم هذا الدّعاء أصحابَه ويأمرهم بالإتيانِ به، وبسط ذلكَ طويل مذكور في الكتب وفي الرسائل التي في الردّ على ابن عبد الوهاب.

تفسير قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص...}

إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله وسيد خلق الله لا يشفع لأحد من أمته إلا إذا أذن الله له بالشفاعة وقال له عندما يسجد عند العرش فيطيل ( يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع) فهنا يأذن الله له بالشفاعة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم " يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا". رواه البخاري ومسلم. ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188] وقال: ﴿ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ﴾ [الجن: 21]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.. الخطبة الثانية هذا هو الواقع اليوم وللأسف تجد بعض المسلمين لم يفهم لا إله إلا الله حق الفهم ولم يعرف حقيقة التوحيد حق المعرفة تجده يقول لا إله إلا الله ثم يعبد الصالحين والأولياء مع الله ويتخذهم شفعاء له عند الله.

يعني: قل لهم يا محمد: أفلا تتقون الإشراك بالله، وأولها يقول سبحانه: (قل) يعني: قل يا محمد! للناس -لقريش وغيرهم- من يرزقكم من السماء والأرض يعني: من هو الذي يرزقهم من السماء والأرض؟ يعني: يرزق العباد من السماء والأرض، يرزقهم من السماء بالمطر وغيره، ومن الأرض بالنبات الذي ينبته الله، والثمار، والحيوانات التي في الأرض، والمعادن وغير ذلك. أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ [يونس:31] هو اللي يملك سمع الناس وأبصارهم، وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ [يونس:31] يعني في العالم كله، قال الله تعالى: فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ [يونس:31] يعني هؤلاء المشركون يقولون: الله، هو المدبر للأمور، وهو الخلاق وهو الرزاق، وهو النافع الضار، وهو الذي يحيي ويميت  فسر إخراج الحي من الميت إخراج المسلم من الكافر. نعم. والميت من الحي، الكافر من المسلم، وفسر بإخراج البيضة من الدجاجة، والدجاجة من البيضة، والنبات من الأرض الميتة. كل هذا إخراج، نوع من إخراج الحي من الميت، والميت من الحي، سبحان الله. فالمقصود أن المشركين من عبدة الأوثان يعرفون الله سبحانه هو النافع الضار، وهو مدبر الأمور، وهو الخلاق الرزاق، ولكنهم يعبدون الآلهة ليشفعوا لهم، وليقربوهم إلى الله زلفى، لا لأنهم ينفعون ويضرون، بخلاف الكفار المشركين المتأخرين، هؤلاء قد وقعوا في الشرك الأكبر من جهة الربوبية.