جاءت رحلة الإسراء والمعراج بعد جملة من الابتلاءات الشديدة التي تعرض لها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، حيث توفيت زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، وتوفي عمه أبو طالب الذي كان يدافع عنه، فزاد همه صلى الله عليه وسلم، فكانت رحلة الإسراء والمعراج تسرية له، ومن ثم كانت الرحلة العلوية المعراج، وفي السماء السابعة فرضت الصلاة. الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة تدريس الأزهر الشريف قال لـ«الوطن»: «الصلاة جاءت لزوال الهم، وتسرية النفس، وكانت من مظاهر تكريم الله لنبينا، تخفيفه الصلاة عن أمته بعد أن فرضها سبحانه عليه في هذه الليلة المباركة». ذكري الإسراء والمعراج وأضاف: «وقد بين ذلك نبينا في قوله حكاية عن سيدنا موسى عليه السلام: وإني والله قد جربت الناس قبلك.. أزهري: الصلاة فرضت في ليلة الإسراء والمعراج.. وخففها الله تكريما للنبي - أخبار مصر - الوطن. فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت، وظل صلى الله عليه وسلم يسأل ربه حتى صارت الصلاة خمسا في العمل، وخمسمائة في الأجر، يقول صلى الله عليه وسلم: «فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال: يا محمد، إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة». رحلة الإسراء والمعراج وتابع: «كانت فريضة الصلاة بدون واسطة، كانت في السماء السابعة وهذا فيه لمحة طيبة، أن مكانة سيدنا النبي فاقت مكانة جميع الأنبياء عليهم السلام فسيدنا موسى فرضت عليه الصلاة في الأرض كما في سورة طه قال الله تعالى له: إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري، ويدل أيضا على فضل هذه الأمة ومكانتها بين الأمم».
وأما في الآخرة فإن المنافقين لا يستطيعون السجود إذا أُمِروا به!. فرضت الصلاه في ليله الاسراء والمعراج انشوده. قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾, [ القلم: 42، 43]. وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يكشِفُ ربنا عن ساقِه ، فيسجد له كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ ، فيبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعةً, فيذهب ليسجد ، فيعود ظهرُه طَبَقًا واحدًا)) ؛ [ البخاري]. عاشراً: إياك وترك الصلاة أو التهاون بحقها إن منزلةَ الصلاة في الإسلام رفيعةٌ، ويدل على ذلك ما جاء في القرآن والسنَّة من التحذير الشديد من إضاعتِها والتهاون في أدائها. لقد توعد الإسلامُ تارِكَ الصلاة بالعذاب الأليم والخسارة الكبيرة في الدنيا والآخرة، منها ولوج العذاب في النار يوم القيامة قال الله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾, [ المدثر: 38 – 43].