من خصائص الحضارة الإسلامية

تأصيل الولاء للدين فقط دون النظر لأي مرجعية أخرى فالمسلمون من أصول مُتفرقة وألسنة متباينة وبُلدان متباعدة، لكن يجمعهم الدين الذي جعلهم يُسهِموا جميعًا في بناء الحضارة الإسلامية. المساواة ورفض كلّ أنواع التعصب والعنصرية والطبقيَة والقوميَة وهي من أجمل خصائص الحضارة الإسلامية. فريضة العلم والحث على البحث والتفكر؛ لأنّ الابتكارات لَم تحدثْ إلا بالملاحظة والاستكشاف والتجربة. مبدأ عمارة الأرض التي خلق الإنسان لأجلها والحثّ على العمل وإثراء مجالات الحياة بكل ما هو مفيد، حتى أن صاحب العمل يرتقي لمرتبة العابد إذا ابتغى بعمله وجه الله. ص295 - كتاب قصة الحضارة - تنازع العقائد - المكتبة الشاملة. العدل أساس الحكم فيما بين المسلمين أو مع غيرهم، وهذا أهمّ ما يحفظ كرامة الإنسان ويحثه على العطاء. مكارم الأخلاق وإلزامية العمل بها في كل المعاملات، وعدم التنازل عنها بغض النظر عن الطرف الدي يتعامل معه المسلم أو ماهية الظروف. من خصائص الحضارة الإسلامية أيضًا أنّها توازن بين الحياة الدنيا وعمارة الارض وبين العمل للآخرة. احترام عادات وتقاليد المجتمعات ما لم تُخالف الدين. الجهاد لنشر التوحيد وتحرير العقول من عبوديَّة المادة والطواغيت، ومن ظلم الحكّام ولرفع الظلم الاجتماعي ودحْر الفساد وإرساء قيم الحق.

مميزات الحضارة الإسلامية - سطور

وكلُّ الحضارات ارتكزت على أحد جانبين: إما المادة أو الرُّوح، حتى الحضارة الغربية اليوم، إلا الحضارة الإسلاميَّة، مما جعل لها خصائص مَيَّزتها عن غيرها من الحضارات، ومنها: 1- أنها حضارة للرُّوح والمادة معًا. مميزات الحضارة الإسلامية - سطور. 2- الاعتناء ببناء الإنسان نفسيًّا وعقليًّا وجسديًّا وسلوكيًّا؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]. 3- جَعْل الدين هو الأساس والدافع لقيام الحضارة وإعمار الأرض وَفْق شرع الله تعالى، فظهر أثرُ ذلك في الأقوال والأعمال والأحوال؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]؛ ولهذا لا نجدُ تَميُّزًا للحضارة الإسلامية في فنون التماثيل والتصاوير لذوات الأرواح؛ لأنه مَنهيٌّ عنها في الإسلام. 4- تأصيل الولاء والبراء في النفوس؛ فنجد أناسًا من أصول مُتفرِّقة وألسنة متباينة وبُلدان مُتباعِدة، لكن يجمعهم الدِّين - قد ساهموا في بناء الحضارة الإسلامية؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [الممتحنة: 4].

ص295 - كتاب قصة الحضارة - تنازع العقائد - المكتبة الشاملة

الشورى تعدّ الشورى قاعدة مهمّة من قواعد الشريعة الإسلامية؛ حيث إن الإسلام حثّ على الشورى في جميع الأمور وأمر باتباعها، ورسخ قواعدها، ولكن لم يُحدّد كيفية تطبيقها؛ لأن ذلك يختلف باختلاف الأحوال الاجتماعيّة والمكان والزمان. ومن مظاهر الشورى في الوقت الحاضر إنشاء المجالس النيابيّة التي يتم من خلالها التشاور في أمور الأمة إلى جانب مشورة ولي الأمر. اقرأ أيضا: مفهوم الشورى في الإسلام المساواة إن الإسلامَ لا يُفرق بين الأفراد في المجتمع، فالمساواة شعار أساسي من الشعارات التي يُنادي بها، ويجب أن تتحققَ المساواة في الحقوقِ والواجبات بين جميع النّاس مهما كانت عقائدهم وألوانهم وأجناسهم. وفي ظلِّ الإسلام لا فرق بين الراعي والرعية، ولا فرق بين طبقةٍ في المجتمع وطبقة أُخرى، والجميع أمام الله سبحانه وتعالى سواء. من خصائص الحضارة الإسلامية. الثبات يتميّزُ الإسلام بتشريعاتِهِ الثابتة؛ وذلك لأنها ربانية المصدر، أمّا تشريعات البشر فتتغير وتتعدل لسيطرة الهوى عليها، وقصور علم النّاس بما يصلح ويفسد أحوالهم، فالله سبحانه وتعالى أعلم بخلقهِ، وما يفسدهم ويصلحهم. الموازنة بين المصلحة العامة والخاصّة يوازن الإسلام بين المصلحتين العامة والخاصّة، كما يُقدم مصلحة الجماعة على مصلحةِ الفرد، وذلك باتباع أساس التوازن والتَّعاون في الأمر كله.

خصائص الحضارة الإسلامية - سطور

12- التوازن بين عمارة الدنيا والسعي للآخرة؛ قال تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77]. من خصائص الحضارة الإسلامية بيت العلم. 13- إدراك قيمةِ الزَّمن؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تزولُ قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمُرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلْمه فيما فَعَل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقَه، وعن جِسمه فيمَ أبلاه؟))؛ رواه الترمذي. 14- مراعاة المصالح والمفاسد بتحقيق أعلى نسبةٍ من المنافع والكمال، ودرء أكبر قدْرٍ من المفاسد والمضارِّ؛ قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾ [البقرة: 219]. 15- صلاحيَّتها لكل مكان وزمان، وعدم حَصْرها في منطقة محددة أو حِقبة زمنية أو فئة من الناس؛ فهي حضارةٌ استفادت من الحضارات التي سبقتها أو عاصَرَتْها، لكنها أعطَتْهم أكثرَ مما أخذت منهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((تركتُ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تَضِلوا بعدي أبدًا؛ كتابَ الله وسُنَّتي))؛ وقال تعالى: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123].

16- تأصيل مبدأ الشورى في تدبير أمور الأُمَّة؛ قال تعالى: ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 38]، وقال تعالى: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]. 17- جَعْل اللغة العربية هي لغةَ تدوين العلوم والثقافة والحُكْم والدِّين؛ لأنها لغة ثابتةُ الأصول، وقابلة للتجديد.