إن الذي فرض عليك القرآن

-3- 264 – باب: {إن الذي فرض عليك القرآن}. الآية /85/. 2495 – حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا يعلى: حدثنا سفيان العصفري، عن عكرمة، عن ابن عباس: {لرادك إلى معاد}. قال: إلى مكة. [ش (فرض.. باب: {إن الذي فرض عليك القرآن} - حديث صحيح البخاري. ) أنزل، وقيل: أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه. (الآية) وتتمتها: {لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين}. (معاد) بعد الموت أي يوم القيامة، وقيل: معاد الرجل بلده، لأنه ينصرف منه ثم يعود إليه، ولذلك فسره ابن عباس رضي الله عنهما بمكة].

تفسير سورة القصص الآية 85 تفسير ابن كثير - القران للجميع

وقال محمد بن إسحاق ، عن مجاهد في قوله: ( لرادك إلى معاد): إلى مولدك بمكة. قال ابن أبي حاتم: وقد روي عن ابن عباس ، ويحيى بن الجزار ، وسعيد بن جبير ، وعطية ، والضحاك ، نحو ذلك. [ وحدثنا أبي ، حدثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: فسمعناه من مقاتل منذ سبعين سنة ، عن الضحاك] قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة ، فبلغ الجحفة ، اشتاق إلى مكة ، فأنزل الله عليه: ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) إلى مكة. وهذا من كلام الضحاك يقتضي أن هذه الآية مدنية ، وإن كان مجموع السورة مكيا ، والله أعلم. إن الذي فرض عليك القرآن. وقد قال عبد الرزاق: حدثنا معمر ، عن قتادة في قوله: ( لرادك إلى معاد) قال: هذه مما كان ابن عباس يكتمها ، وقد روى ابن أبي حاتم بسنده عن نعيم القارئ أنه قال في قوله: ( لرادك إلى معاد) قال: إلى بيت المقدس. وهذا - والله أعلم - يرجع إلى قول من فسر ذلك بيوم القيامة; لأن بيت المقدس هو أرض المحشر والمنشر ، والله الموفق للصواب. ووجه الجمع بين هذه الأقوال أن ابن عباس فسر ذلك تارة برجوعه إلى مكة ، وهو الفتح الذي هو عند ابن عباس أمارة على اقتراب أجله ، صلوات الله وسلامه عليه ، كما فسره ابن عباس بسورة ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا.

باب: {إن الذي فرض عليك القرآن} - حديث صحيح البخاري

تلك آيات الكتاب الحكيم، تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، فلا يرتاب فيها إلا القوم الضالون. هل يخلف الله وعده ووعيده، وهو أصدق من وعد وأقدر من أوعد؟[1] فتعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً! إن الذي فرض عليك القرآن الكريم. سبحانه صدق وعده، وأعز جنده، ونصر عبده، محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بعد أن احتمل من صنوف الأذى وضروب الاضطهاد ما لا يطيقه بشر ولا يستطيع الصبر عليه إنسان، وبعد أن تآمروا على قتله، فأجمعوا أمرهم على تنفيذ مؤامرتهم في ليلة عينوها، فصدع بأمر ربه حين أمره أن يخرج من وطنه مهاجراً إلى يثرب، فلما وصل إلى الجحفة[2] حن إلى موطنه واشتاق إلى بلده الذي لا يؤثر عليه بلداً، ولا يستطيع الصبر عنه أبداً، كيف لا؟ وفيه مقطع سرته، ومجمع أسرته، نشأ فوق تربته، وتغذى بهوائه، وحلت عنه التمائم فيه، وشب وترعرع تحت سمائه، وذلك البلد الأمين هو مكة المكرمة التي فيها البيت الحرام ومقام أبيه إبراهيم عليه السلام. بلد صحبت به الشبيبة والصبا ولبست ثوب العيش وهو جديد فإذا تمثل في الضمير رأيته وعليه أغصان الشباب تميد وذكر مولده ومولد أبيه فنـزل عليه جبريل قائلاً: أتشتاق إلى بلدك ومولدك؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم قائلاًً: نعم أحن إلى موطني، فقال جبريل إن الله يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ﴾ تلاوة ﴿ الْقُرْآَنَ ﴾ وتبليغه والعمل بما فيه ﴿ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾[3] هو مكان عظيم القدر أعدت به وألفته.

إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ - منتديات سكون القمر

اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا الفرق بين كتب عليكم وفرض عليكم في القرآن ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم الأمر بصيغة كتب وفرض، قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ، [١] وقال الله -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) ، [٢] والفرق بين كتب عليكم وفرض عليكم سيتم ذكره فيما يأتي. كتب عليكم تأتي كلمة كتب عليكم في كتاب الله -تعالى- على عدة معاني وبيانها ما يأتي: تأتي بمعنى شُرع لكم، مثل قول الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى) ، [٣] وشُرع مأخوذ من الشريعة. إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ - منتديات سكون القمر. [٤] تأتي كتب بمعنى فُرض وقُدِّر وحُكم، وكذلك كُتب تُطلق على جمع مصدره كتاب بمعنى الجمع. [٥] تأتي كُتب بمعنى قضى قال الله -تعالى-: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ، [٦] [٧] وقول الله -عز وجل-: (وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) ، [٨] أي ابتغوا ما قضى الله -تعالى- لكم، وقيل: ما كتب الله -تعالى- لكم من الذرية في اللوح المحفوظ، [٩] وأيضاً مثال قضى قول الله -عز وجل-: (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ).

فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) أنه أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعي إليه ، وكان ذلك بحضرة عمر بن الخطاب ، ووافقه عمر على ذلك ، وقال: لا أعلم منها غير الذي تعلم. ولهذا فسر ابن عباس تارة أخرى قوله: ( لرادك إلى معاد) بالموت ، وتارة بيوم القيامة الذي هو بعد الموت ، وتارة بالجنة التي هي جزاؤه ومصيره على أداء رسالة الله وإبلاغها إلى الثقلين: الجن والإنس ، ولأنه أكمل خلق الله ، وأفصح خلق الله ، وأشرف خلق الله على الإطلاق. وقوله: ( قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين) أي: قل - لمن خالفك وكذبك يا محمد من قومك من المشركين ومن تبعهم على كفرهم - قل: ربي أعلم بالمهتدي منكم ومني ، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار ، ولمن تكون العاقبة والنصرة في الدنيا والآخرة. إن الذي فرض عليك القرآن لرادك. الآية 84