نار جهنم يوم القيامة

يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) وقوله تعالى: ( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) أي: يقال لهم هذا الكلام تبكيتا وتقريعا وتهكما ، كما في قوله: ( ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم) [ الدخان: 48 ، 49] أي: هذا بذاك ، وهو الذي كنتم تكنزون لأنفسكم ؛ ولهذا يقال: من أحب شيئا وقدمه على طاعة الله ، عذب به. وهؤلاء لما كان جمع هذه الأموال آثر عندهم من رضا الله عنهم ، عذبوا بها ، كما كان أبو لهب - لعنه الله - جاهدا في عداوة الرسول ، صلوات الله [ وسلامه] عليه ، وامرأته تعينه في ذلك ، كانت يوم القيامة عونا على عذابه أيضا ( في جيدها) أي: [ في] عنقها ( حبل من مسد) [ المسد: 5] أي: تجمع من الحطب في النار وتلقي عليه ، ليكون ذلك أبلغ في عذابه ممن هو أشفق عليه - كان - في الدنيا ، كما أن هذه الأموال لما كانت أعز الأشياء على أربابها ، كانت أضر الأشياء عليهم في الدار الآخرة ، فيحمى عليها في نار جهنم - وناهيك بحرها - فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم.

مشاهد مؤثرة لأهل نار جهنم يوم القيامة - Youtube

هذا معناه الحذر من الرياء، والعمل لغير الله، أنت تقرأ قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ۝ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ [الماعون:4-7] قال: ويل لهم، فالويل معناه الإشارة إلى شدة العذاب -نعوذ بالله-.

أول ثلاثة تسعر بهم نار جهنم

وقال البخاري في تفسير هذه الآية: حدثنا قتيبة ، حدثنا جرير ، عن حصين ، عن زيد بن وهب قال: مررت على أبي ذر بالربذة ، فقلت: ما أنزلك بهذه الأرض ؟ قال: كنا بالشام ، فقرأت: ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) فقال معاوية: ما هذه فينا ، ما هذه إلا في أهل الكتاب. أخف أهل النار عذابًا يوم القيامة - سطور. قال: قلت: إنها لفينا وفيهم. ورواه ابن جرير من حديث عبثر بن القاسم ، عن حصين ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - فذكره ، وزاد: فارتفع في ذلك بيني وبينه القول ، فكتب إلى عثمان يشكوني ، فكتب إلي عثمان أن أقبل إليه ، قال: فأقبلت ، فلما قدمت المدينة ركبني الناس كأنهم لم يروني قبل يومئذ ، فشكوت ذلك إلى عثمان ، فقال لي: تنح قريبا. قلت: والله لن أدع ما كنت أقول. قلت: كان من مذهب أبي ذر - رضي الله عنه - تحريم ادخار ما زاد على نفقة العيال ، وكان يفتي [ الناس] بذلك ، ويحثهم عليه ، ويأمرهم به ، ويغلظ في خلافه ، فنهاه معاوية فلم ينته ، فخشي أن يضر بالناس في هذا ، فكتب يشكوه إلى أمير المؤمنين عثمان ، وأن يأخذه إليه ، فاستقدمه عثمان إلى المدينة ، وأنزله بالربذة وحده ، وبها مات - رضي الله عنه - في خلافة عثمان.

أخف أهل النار عذابًا يوم القيامة - سطور

والله أعلم.

وهذا التمثيل حقيقة ، بخلاف قوله: يؤتى بالموت كأنه كبش أملح فإن تلك طريقة أخرى ، ولله سبحانه وتعالى أن يفعل ما يشاء. وخص الشجاع بالذكر لأنه العدو الثاني للخلق. والشجاع من الحيات هو الحية الذكر الذي يواثب الفارس والراجل ، ويقوم على ذنبه وربما بلغ الفارس ، ويكون في الصحاري. وقيل: هو الثعبان. قال اللحياني: يقال للحية شجاع ، وثلاثة أشجعة ، ثم شجعان. والأقرع من الحيات هو الذي تمعط رأسه وابيض من السم. في الموطإ: له زبيبتان ، أي نقطتان منتفختان في شدقيه كالرغوتين. ويكون ذلك في شدقي الإنسان إذا غضب وأكثر من الكلام. قالت أم غيلان بنت جرير ربما أنشدت أبي حتى يتزبب شدقاي. ضرب مثلا للشجاع الذي كثر سمه فيمثل المال بهذا الحيوان فيلقى صاحبه غضبان. وقال ابن دريد: نقطتان سوداوان فوق عينيه. أول ثلاثة تسعر بهم نار جهنم. في رواية: مثل له شجاع يتبعه فيضطره فيعطيه يده فيقضمها كما يقضم الفحل. وقال ابن مسعود: والله لا يعذب الله أحدا بكنز فيمس درهم درهما ولا دينار دينارا ، ولكن يوسع جلده حتى يوضع كل درهم ودينار على حدته وهذا إنما يصح في الكافر - كما ورد في الحديث - لا في المؤمن. والله أعلم. الثالثة: أسند الطبري إلى أبي أمامة الباهلي قال: مات رجل من أهل الصفة فوجد في بردته دينار.