قال الله سبحانه وتعالى:{ وقضينا إلى بني إسرائيلَ في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيرا { صدق الله العظيم. وقد اختلفت كتب التفسير في الإفساد الأول فعن ابن عباس وقتادة: أنه جالوت الجزري وجنوده ، سلط عليهم أولا ثم أديلوا عليه بعد ذلك. وقتل داود جالوت وعن سعيد بن جبير: أنه ملك الموصل سنجاريب وجنوده. وعنه أيضا ، وعن غيره: أنه بختنصر ملك بابل. وكذلك تفسير ابن كثير والطبري والآلوسي. لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله - YouTube. بينما يختلف الدكتور طارق السويدان في تفسير هذه الآيات ففي اعتقاده الشخصي أن كلا المرتين من علو بني إسرائيل لم يحدثا حتى وقتنا الحالي ، وذلك لعدة أسباب منها أنّ الملك البابلي ( نبوخذ نصر) لم يكن من عباد الله ، فقد كان كافرا ً، والله سبحانه وتعالى يقول ( بعثنا عليكم عبادا ً لنا)صدق الله العظيم كما فسر بعض الناس الدخول الأول بأنه دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهذا مناف تماما ً للصواب ، فإن الخليفة العادل عندما دخل القدس لم يكن فيها يهود.
فالإفساد الأول والثاني الله لم يُحدده، والذين سُلطوا عليهم الله لم يحددهم، وعامة المفسرين يقولون بأن ذلك قد مضى، ولكن هؤلاء قد توعدهم الله بقوله: وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا [الإسراء:8]، وهذه سنة الله في هؤلاء. أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بالقرآن العظيم، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وأن يعلمنا من كتابه ما جهلنا، وأن يذكرنا منه ما نُسينا، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل، وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا. لتفسدن في الأرض مرتين ايجي. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه. انظر: سيرة ابن اسحاق (ص:66)، وسيرة ابن هشام (1/ 30)، وقصص الأنبياء لابن كثير (2/ 333)، والبداية والنهاية لابن كثير (7/ 102). أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان، برقم (7117)، ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، برقم (2910).
وقرأ العامة بضمِّ التاء وكسر السِّين مضارع «أفْسَدَ» ، ومفعوله محذوف تقديره: لتُفْسِدنَّ الأديان، ويجوز ألا يقدَّر مفعولٌ، أي: لتُوْقعُنَّ الفساد. وقرأ ابن عبَّاس ونصرُ بن عليٍّ وجابر بن زيد «لتُفْسَدُنَّ» ببنائه للمفعولِ، أي: ليُفْسِدنَّكُمْ غَيرُكم: إمَّا من الإضلال أو من الغلبة. تفسير قول الله تعالى : ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين...) الآية - الإسلام سؤال وجواب. وقرأ عيسى بن عمر بفتحِ التَّاء وضمِّ السين، أي: فَسدتُمْ بأنفسكم. قوله: «مرَّتينِ» منصوب على المصدر، والعامل فيه «لتُفْسِدُنَّ» لأن التقدير: مرتين من الفساد. وقوله: «عُلُوًّا» العامة على ضمِّ العين واللام مصدر علا يعلو، وقرأ زيد بن عليٍّ «
وهناك أدلة كثيرة تدل على بقاء اليهود في الأرض منها حديث الدجال والذي ينص على أنه عندما يخرج الدجال يتبعه 70 ألفا ً من يهود أصفهان. جاء في أحاديث أخرى إشارة إلى معركة فاصلة تقوم مع اليهود منها الحديث المشهور الذي يرويه الشيخان ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقاتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر و الشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود). لتفسدن في الأرض مرتين كامل. ونحن على ارض الواقع نرى إسرائيل التي تطالب ان يعترف العالم بها كدولة يهوديّة غير مُختلطة لليهود كما نشهد كل يوم مجازر وقتل وتشريد وهدم بيوت وإقتلاع اشجار وإغتيالات وسحب هويّات ومصادرة اراض وإعتداءات على المقدّسات وإذا كانت تلك الممارسات في نظر إسرائيل هي دفاع شرعي عن لا شيئ يهدّد وجودها فهل تعتبر محرقة هتلر لليهود دفاع عن مصالح المانيا في حينه هل يمكن تبرير ذلك النوع من الإجرام وهو إجرام الدولة في حق شعبها والشعوب الأخرى وهل يحقّ لأيّ كان ان يقتل نفسا بريئة وهبها الله الحياة. وقد مضى اربع وستون عاما على إحتلال أرض كانت للشعب الفلسطيني من الآف السنين وشُرّد هذا الشعب في أصقاع الدنيا وفي مخيّمات الذلّ والعار في مناطق مختلفة من العالم وما زال يعاني من مأساة ليس لها مثيل في عالمنا الحالي والذي يدّعي زعماؤه انهم ينشدون المحافظة على حقوق الإنسان ونشر الديموقراطيّة ومكافحة الفقر والجوع والعطش على ظهر الكرة الارضيّة إستعدادا لإنطلاق الإنسان إلى عوالم اخرى في الفضاء الخارجي.
عقاب إلهي ثم بين الله تعالى أنه يسلط عليهم بعد الإفساد الأول من يقهرهم ويستبيح حرماتهم ويدمرهم تدميرا، عقوبة لهم على ما كان منهم فقال تعالى: فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا. والمعنى: فإذا جاء وعد عقابكم يا بني إسرائيل على أولى المرتين اللتين تفسدون فيهما في الأرض، وجهنا إليكم، وسلطنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد ذوي قوة وبطش في الحرب شديد، فجاسوا خلال الديار: ترددوا بين المساكن لقتلكم، وسلب أموالكم، وهتك أعراضكم، وتخريب دياركم وسبي نسائكم وأولادكم، وكان وعدا مفعولا: أي كان ذلك العقاب لكم بسبب إفسادكم في الأرض، وعدا نافذا لا مرد له، ولا مفر لكم منه. والمراد بقوله تعالى: بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار جالوت وجنوده على أرجح أقوال المفسرين.