قصة سورة مريم

حيث ذكر الله تعالى زكريا عليه السّلام الذي كان كفيلاً لمريم -عليها السّلام- وأسرته التي تُعتبر أسرةً مباركةً ومن سلالة الأنبياء عبر العصور، وابنه يحيى -عليه السّلام- الذي تجمعه صلة قرابةٍ بعيسى -عليه السّلام- فهما أبناء خالةٍ، وفي ذلك رسالةٌ مفادها أنّ عيسى -عليه السّلام- آيةٌ من آيات الله تعالى ورسولٌ من رسله، وليس كما يتّهمه اليهود. الدروس المستفادة من سورة مريم التركيز على وحدانية الله عز وجل وبيان أنه الله الواحد الأحد، لا شريك له في الملك، ولم يلد، ولم يولد وبذلك تمت نفي دعوة النصارى المعروفة بأن عيسى ابن مريم هو ابن الله تعالى. بيان قصص لِعدد الأنبياء؛ حتى تكون عبرة وعظة للعبد المسلم فيستفيد منها. كذلك من الدروس المستفادة من سورة مريم التأمل والتدبر؛ حيث تدعوا السورة العبد المسلم إلى إعمال عقله في سبب ذكر الله تعالى لِعبده زكريا. قصة سورة مريم. تنزيه الله تعالى عن أي نقص؛ حيث بينت السورة التذكر ليس عكس النسيان فقال تعالى " لا يضل ربي، ولا ينسى"، كما قال تعالى " وما كان ربك نسيا"، وبذلك فإن التذكر هنا يكون رفع لمقام زكريا عليه السلام، واستجابة لدعوته. أيضاً، من الدروس التي يأخذها المتعلم من سورة مريم، تعلم آداب الخطاب وذلك يتضح في عدة أمور منها النداء الخافت ؛ لأن الله تعالى يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.

تفسير سورة مريم بالتفصيل – موقع هلسي

فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا. فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا. فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا" سورة مريم الايات من 22 إلى 24. معجزة عيسى الصغير ولما حملت مريم وليدها إلى قومها أنكروا عليها هذا وقالوا "يا أختَ هارونَ ما كانَ أبوكِ امرأ سوءٍ وما كانت أمُّكِ بغيَّاً" فلما سمعت إنكارهم وقولهم "فأشارتْ إليهِ" ليكلموه ويسألوه "قالوا كيفَ نكلِّمُ من كان في المهد صبياً" فقال له زكريا عليه السلام: أنطق بحجتك إن كنت أمرت بها. تفسير سورة مريم بالتفصيل – موقع هلسي. وقيل لماسمع عيسى عليه السلام كلامهم وإنكارهم اتكأ على يساره، وترك الرضاع وأقبل عليهم يشير بيمينه "قال إنِّي عبدُ اللهِ آتانيَ الكتابَ وجعلني نبيّاً، وجعلني مباركاً أينَ ما كنتُ وأوصاني بالصلواتِ والزَّكوة ما دمتُ حياً، وبراً بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقياً، والسَّلام عليَّ يومَ ولدتُ ويوم أموتُ ويومَ أبعثُ حيَّا" سورة مريم الآيات من 30 الى 33. ثم سكت عيسى بعد ذلك فلم يتكلم حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الصبيان. عيسى نبيا عاش النبي عيسى عليه السلام يدعو للحكمة، والعدالة، والمساواة، والخير، والتسامح، والمحبة طوال عمره، ويقول ان الفضيلة هي أن يترفّع الإنسان عن الأذى بل ويتقبّل الأذى ويحوّله إلى تسامح ومحبة، وكان يقول أيضا أنّ الأشرار يستحقّون الشفقة لا القتال لأنّهم ضعاف من الداخل هشّين عبيد لغرائزهم ويجب أن يتمّ وعظهم كي يتخلّوا عن الشر، فكان رقيق القلب زاهداً محباً متسامحاً مع الخطاة حتى أقصى درجة وهذا أدّى لأنّ يتمّ نبذه من قبل الأشرار بحيث إنّهم لم يتخيّلوا حتى ما كان يدعوا إليه من فضائل، فكان عليه السلام يتنقل ويدعو الناس ومعه اثنا عشر تلميذاً آمنوا به وقرروا أن يتعلموا على يده حكم الدين.

فبمجرّد ولادتها حملتها أمها وهي في لفائفها الى الهيكل كما نذرت، وكانت هي وخالتها تتناوبان على خدمتها بين حين وآخر وكل واحدة منهنّ ترعاها بطريقتها، أما زكريا عليه السلام زوج خالتها فلم يكن ليبرحها من صباح أو مساء، خاصة وهو يراها تعويض عن النقص الذي يعتريه من حرمان الولد. قصة قلم زكريا قبل ولادة مريم توفي والدها عمران، ولمكانته العظيمة بين قومه فقد تنافس أهل القبيلة وتسابقوا حول كفالتها وتربيتها اعترافا منهم بأفضال عمران عليهم، فاتفقوا أن يقفوا على مجرى النهر ويرموا أقلامهم (اختاروا القلم لأن عمران كان يعلمهم بالقلم)، وآخر قلم يبقى في النهر دون أن ينجرف هو الذي يكفلها. فرموا أقلامهم وجُرفت أقلامهم ووقف قلم زكريا أي أنه لم يكن آخر واحد، ولكن وقف تماماً في النهر، فرموا مرة ثانية، وحدث نفس ما حدث في المرة الأولى أي أن قلم زكريا وقف في النهر، ثم رموا المرة الثالثة فوقف القلم في النهر مرة أخرى. "ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ" - سورة آل عمران- 44 مريم تمتثل لأمر الله نشأت مريم في بيت الله كما نذرت لها أمها، فكانت فتاة صائمة قائمة عابدة، خادمة لبيت الله، لايهمها شيء من دنياها إلا رضا الله تبارك وتعالى، وقد تولاها الله واصطفاها فكان يأتيها طعامها من الغيب، وكان زكريا يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف. "