معنى ماي لوف

ويخرج الجمهور المستهدف من هذه الروايات التي انكبوا على قراءتها مثل الحمار الذي يحمل أسفارًا! المحصلة في النهاية صفر، فالسلعة المباعة لا تبتغي في الأساس سوى "الشهرة"، والجمهور المستهدف لا يرجو سوى القشور، تمامًا كالملابس الثمينة التي تظهر لامعة من الخارج بينما هي تخفي هشاشة وخواءً لا نهاية لهما. ماي لوف بالانجليزي – محتوى عربي. إن اختزال الثقافة في القراءة كاختزال العلم في الجامعة ومعرفة الله في المعبد، وهي جريمة مارسناها دون وعي تيمنًا بالقدماء الذين اعتبروا الثقافة قراءة من باب الاختصار، كونها تشتمل ضمنيًّا على الفهم والوعي والتطبيق الذي يلي فعل القراءة. الآن أضحت المادة التي تُقرأ تبعث على الغثيان بلغتها العامية وإسقاطاتها الجنسية، التي تتمحور في أغلبها حول مواضيع الحب والعشق التي تستقطب المراهقين.

  1. ماي لوف بالانجليزي – محتوى عربي

ماي لوف بالانجليزي – محتوى عربي

نجد أغلفة الروايات وقد اجتهد أصحابها لتخرج بصورة تخاطب الجانب الغريزي، ألوان حمراء، سيقان عارية أما المضمون فحدث ولا حرج؛ إن لم يكن يحوي ألفاظًا نابية وشتائم بالجملة، فسيكون فارغًا من أي محتوى لا محالة. لا ضير أيضًا من بعض "الفذلكة" كإقحام أفكار سياسية هشة، كالحديث عن إسرائيل على سبيل المثال، أو زجّ سيلٍ من المصطلحات العلمية المعقدة غير المتداولة لاجتذاب القارئ كـ"نيكتوفيليا أو "تيستوستيرون"… وهلم جرا، والتي لا هدف منها ولا مغزى سوى استعراض العمق وادعاء وجود معنى لا وجود له وهو الأمر الذي يجيده الكثير من أشباه "الكتبة" الذين ينتجون أكثر مما يقرأون هذا إن كانوا يقرأون في الأساس، لتخرج لنا رواياتهم لا تصلح إلا كاقتباسات تافهة كتبها مجموعة من البائسين البلهاء. ليس عيبًا أن تتفاخر بما تقرأ لكن لا تقرأ كي تتفاخر، ولا ترفع العدد كي تتباهى ولا تصعد لأعلى كي يراك الناس، بل اصعد لكي ترى العالم. كلنا يتفق أننا نعيش في عصر أصبحت فيه الثقافة مشوهة، على الرغم من الانتشار الواسع لنصائح التواصل الاجتماعي حول أهمية القراءة، ولا أقول "الثقافة"، وشتان بين الاثنين، كذلك الانتشار الكبير لتطبيقات ومواقع تحديات الكتب التي يتهافت عليها الشباب للتباهي بقراءة أكبر عدد من الكتب في أقصر وقت ليتم اختزال مفهوم "الثقافة" في القراءة فقط.

القراءة كما قال كافكا: "هي التي تغيّر… هي التي تُفيد… هي التي تخبطنا على رؤوسنا"، وليست مجرد مطالعة ببغاوية لا طائل منها. الكاتب هو خلاصة لتجربة حقيقية قيمة، وجب تمريرها من خلال كلمات "حية" نابضة تلامس قلب الجمهور ليستفيد من عصارته الفكرية والشعورية لا لينقل من خلال كلماته أمراضه النفسية وقيئه الفكري الذي سرعان ما تتسرب رائحته الكريهة لتلوث المحيط بأكمله.