4) البعد عن آفات اللسان: ومن أخطرها: آكلة الحسنات، وجالبة السيئات، فاكهة كثير من المجالس: الغيبةُ ، وما أدراك ما الغيبة! تلك الخطيئة التي قلّ أن يَسلم منها مجلس، وهي من كبائر الذنوب، التي لا تغسلها الصلوات الخمس، ولا الجمعة إلى الجمعة، ولا رمضان إلى رمضان، وفي قول كثير من أهل العلم: حتى الحج، بل تجب فيه توبةٌ خاصة. الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة تستقبل عددا من كوادر المجلس الحاصلين على شهادات عليا. وحقوق العباد مبنية على المشاحة، فإياك يا هذا أن تهدي حسناتك إلى من تغتابهم. وما أجمل أن يتواصى الجلساء ـ خاصة ممن لهم مجلس دوريّ ثابت ـ بكف الغيبة، وأن يتشارطوا على منعها في مجلسهم، كما كان يصنع بعضُ أهل العلم، فإنهم اشترطوا على جلسائهم عدم الخوض فيها ( [10]). آفات اللسان التي تظهر في بعض المجالس ـ وخصوصًا مجالس النساء ـ: السخرية، وأقبح من ذلك: ألا يجد رادعاً، بل قد يجد من يشجعه، وقد قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾[الحجرات: 11]، وحسب الساخر أن يعلم أن الله لم يذكر السخرية خُلقاً إلا عن الكفار والمنافقين!
وقد حصلت رئيسة قسم الاتصال بمركز دعم المرأة السيدة لطيفة الذوادي على دكتوراه فلسفة في آداب علم النفس من جامعة طنطا في جمهورية مصر العربية عن رسالتها "العلاقة بين الزوجين وأثرها على جودة الحياة الزوجية في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية في مملكة البحرين"، فيما حصلت الموظفة شيماء بوشقر أخصائي أول إرشاد أسري على شهادة ماجستير في "علم النفس الإرشادي" من جامعة البحرين عن دراستها "مقارنة في أبعاد العلاقة الزوجية بين المتزوجين المتقاضين والمقبلين على الزواج في مملكة البحرين".
تاريخ النشر: الإثنين 20 جمادى الأولى 1423 هـ - 29-7-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 20100 7844 0 335 السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي يافضيلة الشيخ هو كثر الكلام بعض الأحيان في المجالس بين الشباب ويأتي واحد يقول كلاماً يأثم عليه بسبب نرفزة أو زعل من أحد الجلوس هل يأثم الباقون من جراء الكلام؟. والله يوفقكم الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فبعض الألفاظ في سؤال السائل غير واضحة. من آداب المجلس بيت العلم. وعلى العموم، فإن الواجب على المسلمين التأدب بأدب المجالس، ومن أدب المجالس ألا يقال فيها إلا خير، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً، أو ليصمت". وكذلك يجب حفظ اللسان عن كل قول يسيء إلى الآخرين، وإذا صدر من أحد الشباب قول منكر شرعاً، فإن الواجب على الحاضرين الإنكار عليه، لما روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". قال النووي في شرح صحيح مسلم: ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف.
رواه الترمذي عن ابن مسعود. واليوم قل أن نرى مجلسا يذكر فيه الله والدار الآخرة، بعد أن عمت مجالس الغفلة والمنكرات، وفشت مجالس الغيبة والنميمة والطعن في الأعراض، والانغماس في المحرمات. ورب مجلس يقعده المرء مع قوم أشقياء، يصنع لنفسه فيه حلة من الشقاء تلازمه الى يوم القيامة.. ورب مجلس علم أو ذكر أو نصيحة يرتع فيها الإنسان في روضة من رياض الجنة فلا يخرج منها الى يوم القيامة.. وعن الصنف الأول يقول رسول الله: ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله - تعالى - فيه، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة رواه الترمذي عن أبي هريرة. وعن الصنف الثاني يقول - عليه أفضل الصلاة والسلام -: ما جلس قوم يذكرون الله - تعالى -فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدل سيئاتكم حسنات. رواه الطبراني عن سهل بن حنظلة. هذا في الحديث عن أنواع المجالس، أما ما يتعلق بآدابها ففيها تنعكس جميع آداب المسلم الاجتماعية، وتتجلى براعته في لفت أنظار الناس، وانتزاع إعجابهم، واكتساب قلوبهم، وذلك بحسن أدبه، وكرم معشره، ودماثة خلقه، ولين جانبه، وطيب كلامه، وبشاشة وجهه. وقد نبهنا الله - تعالى - إلى شيء من هذه الآداب في كتابه العزبز، فأمر بالتوسع والتفسح في المجالس للقادمين إليها، وإكرامهم وإيثارهم والإحسان إليهم.