الملك فيصل الاول

وقد لعبت الأحداث والمصادفات التاريخية دورا كبيرا في تشكيل الجوانب الأخرى من حياة الملك فيصل الأول. فبسبب الخلافات والمؤامرات العائلية، التي كانت تسيطر على بلاط الخلافة العثمانية، قضى فيصل شطرا كبيرا من طفولته ومراهقته في إسطنبول، وتلقى تعليمه على يد معلمين من أوروبا وتركيا وأرمينيا، فتعلم عددا من اللغات (الفرنسية والتركية والفارسية). وبعيدا عن نشأته وتربيته في بيئة عربية نمطية، أصبح فيصل – بفضل الفترة التي قضاها في إسطنبول – بعد عودته لدياره شابا يمتلك ثقافة عالمية. المصادفة أو الحدث التاريخي التالي، الذي ساهم في تشكيل حياة فيصل الأول، جاء في عام 1917، عندما قرر ضابط الاستخبارات البريطاني المغامر، توماس إدوارد لورنس، اختيار فيصل من بين أبناء حسين بن علي الهاشمي، شريف مكة، ليجري تسويقه على أنه ممثل «الثورة العربية»، التي كان يجري التخطيط لها للإطاحة بالخلافة العثمانية في شبه جزيرة العرب. وكان لورنس قد اختار فيصل بعد أن وجد أن الابن الأكبر، علي، «متقلب المزاج ولا يعتمد عليه». أما عبد الله، ابن الشريف حسين الثاني، فقد كان معتدا بنفسه إلى درجة تجعل من الصعب على لورنس أن يسيطر عليه. وبالنسبة لآخر الأبناء، زيد، الذي كان من أم تركية، فلم يكن يهتم بالشأن العربي مطلقا، إذ كان يصب كل اهتمامه على كيفية الحصول على أكبر قدر من المال من البريطانيين.

مذكرات الملك فيصل الاول ملك العراق

نسبه [ عدل] الملك غازي بن الملك فيصل الأول بن الملك حسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون بن محسن بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسن بن محمد أبو نمي الثاني بن بركات بن محمد بن بركات بن الحسن بن عجلان بن رميثة بن محمد أبو نمي الأول بن الحسن بن علي الأكبر بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضى بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم. [2] ولادته ونشأته [ عدل] هو الأبن الرابع للملك فيصل الأول من زوجته حزيمة بنت ناصر. ولد في مكة وعاش في كنف جده حسين بن علي شريف مكة قائد الثورة العربية والمنادي لاستقلال العرب من الأتراك العثمانيين ومنادياً بعودة الخلافة للعرب. في صباح يوم السبت 5 اكتوبر 1924 غادر دمشق ووصل إلى الرمادي الساعة 3 عصرا، وبين الفلوجة وبغداد استقبله رئيس الوزراء ياسين الهاشمي ، ووزير المالية ساسون حسقيل في الساعة السادسة مساءا، وسمي ولياً للعهد. سافر إلى بريطانيا للألتحاق بكلية هاور لمدة سنتين عاد بعدها إلى العراق في الأول من سبتمبر/ أيلول عام 1929 والتحق بالكلية العسكرية، برقم 250 وتخرج عام 1932 برتبة ملازم ثاني وعين مرافقا للملك فيصل الأول.

الملك فيصل الأول

كذلك فإن الحديث عن الأمير الشاب زين العابدين بن الأمير عدنان بن الأمير محمد بن الملك فيصل بحاجة إلى الكثير من التحقيق والكتابة حول مساهماته الفعلية في حقول التنمية المستدامة وتكافؤ فرص التعليم للجنسين، إضافة إلى دعواته للأمم المتحدة لتبسيط اللغة الخطابية حتى تساهم في زيادة فرص التعلم والمتابعة. ويذكر أن الأمير زين العابدين كان قد ألقى كلمة حول المساواة في فرص التعليم بين الجنسين في قاعة الأمم المتحدة في نيويورك. وفي الختام نستطيع أن نخمن من خلال البحث والتحليل سبب عدم ورود اسم الأمير محمد في فترة العهد الملكي، كونه كان طفلًا لم يتجاوز حينها التسع سنوات من عمره، ومن بعدها تفرغه وسفره للدراسة.

لكن ذلك القرار جاء بعد تردد كبير، فقد أراد البريطانيون في بادئ الأمر إقامة دولتين في بلاد الرافدين، واحدة في الشمال يحكمها «زيد» وأخرى في الجنوب يحكمها «عبد الله». وبعد الكثير من الخلافات والمشاحنات، نظر البريطانيون في إمكانية تحويل العراق إلى جمهورية، وهي الخطة التي عارضها ونستون تشرشل، الذي كان يتولى حينها منصب وزير شؤون المستعمرات، وأصر على بقاء العراق تحت النظام الملكي. لكن ذلك لم يكن نهاية القصة، فقد كان هناك الكثيرون داخل الحكومة البريطانية لديهم ترشيحات مختلفة للشخصية التي تتبوأ منصب ملك العراق، مثل عبد الرحمن الكيلاني (نقيب بغداد) وآغا خان (حفيد شاه فارس فتح علي شاه) والشيخ خزعل بن جابر الكعبي (حاكم المحمرة في جنوب غربي إيران) والأمير العثماني برهان الدين. وفي نهاية الأمر وبفضل حملة الدعاية النشطة التي قادها لورنس وحلفاؤه، بمن فيهم السير بيرسي سيكس، فاز فيصل الأول بعرش العراق. ومن المؤكد أن فيصل كان سعيدا بأنه حصل على شيء في نهاية الأمر. لكن قلبه لم يسعد يوما - كما يقول علاوي في كتابه - بتوليه حكم العراق، حيث ظل قلبه معلقا بسوريا. وظل - حتى آخر نفس - يسعى جاهدا بشتى الطرق – مؤامرات وصلوات - للعودة إلى دمشق، حتى أنه في وقت من الأوقات روج لفكرة دمج العراق وسوريا تحت قيادته الملكية.