فإن الجنة هي المأوى

ولماذا لم ترد كلمة مثوى في حال أهل الجنة أبداً؟ ولا يوجد نص على أن الجنة مثوى المؤمنين ؟ (د. حسام النعيمى) في هذه الآية والآية التي تليها جملة أمور يوقف عندها لكن سنقف بقدر السؤال ثم نتحول إلى بعض الأمور التي ينبغي أو يوقف عندها. من الآية 34 الى الآية 41. المثوى يقولون في اللغة المنزل أو المكان الذي يثوي فيه الإنسان. والثواء هو الإنحسار في مكان ويكون عادة الإنسان فيه قليل الحركة مثل المسكن، المنزل، الحجرة التي يبيت فيها، المنزل الذي يبيت فيه حركته محدودة فيها بخلاف الفضاء أنت تستطيع أن تمشي أميالاً لذلك يقول الشاعر: رُبّ ثاوٍ يملّ منه الثواء، يعني يستقر في وضعه إلى أن يملّ موضعه منه ويقول أيضاً: فما دون مصر للغنى متطلب قال بلى إن أسباب الغنى لكثير فقلت لها إن الثواء هو التوى وإن بيوت العاجزين قبور الثواء هو التوى يعني هذا الإستقرار في مكان واحد وإن كان فيه حركة فهو حركة ضيّقة، هو يريد أن ينطلق (إنه ربي أحسن مثواي) يعني هذا المكان الذي أنا فيه، أحسن منزلي. ويفرقون بين ثوى وأوى (أوى وآواه) لاحظ الفرق: الهمزة بدل الثاء، الهمزة فيها قوة وهي حرف شديد، أوى فيها نوع من الضم (آوى إليه أخاه) جعله يستقر لكن ضمّه إلى المأوى غير المثوى.

  1. من الآية 34 الى الآية 41

من الآية 34 الى الآية 41

مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 28/1/2016 ميلادي - 18/4/1437 هجري الزيارات: 189235 سلسلة نصوص وفهوم الحلقة الثانية ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ د. عثمان محمد غريب [1] يستدلُّ بعض العلماء بقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4] على حجيَّة السنَّة؛ لأنَّ الآية في نظرهم عامَّة لكل ما يَنطق به الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء كان قرآنًا أو غيـرَ قرآن، والأصل في العموم أن يبقى على عمومه ولا يُخصَّصَ إلا بدليل؛ قال الغزالي: "وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حجَّة؛ لدلالة المعجزة على صدقه، ولأمر الله تعالى إيَّانا باتباعه، ولأنه لا يَنطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يُوحى، لكنَّ بعض الوحي يُتلى فيُسمَّى كتابًا، وبعضه لا يُتلى، وهو السنَّة" [2]. قال القرطبي: "وفيها أيضًا دلالة على أن السنَّة كالوحي المنزَّل في العمل" [3]. وقال آخرون: إنَّ الآية خاصة بالقرآن، ولا علاقة لها بالسنَّة. قال القاسمي: "والضمير للقرآن؛ لفهمِه مِن السياق، ولأنَّ كلام المُنكِرين كان في شأنه، وأرجَعَه بعضُهم إلى ما ينطق به مطلقًا، واستدلَّ على أن السنن القولية من الوحي".

وكذلك حال بعض الشركاء الذين يدخلون في معاملة مالية، هوى النفس منه ما هو ظاهر ومنه ما هو خفي. بعض الشركاء يدخلون على تراض بينهما على حب ظاهر بينهما ثم تجدهما صارا متباغضَين متحاسدَين متنازعَين، يكاد الشقاق بينهما يوصل إلى التقاتل والتناحر والتذابح، حب المال، حب الدنيا، حب التسلط طغى على قلوب كثيرين. ومن هوى النفس الخفي أيضا أن بعضا من الناس عندهم شهوة حب الظهور والاستعلاء ودعوى المشيخة الصوفية وهم فارغون ليكون لهم على غيرهم جاه، لينكب الناس على تقبيل أيديهم وهم فارغون، ليأتيهم الناس بالهدايا والعطايا فتجد الواحد منهم يدعي الولاية والكرامة وهو بعد لم يؤدّ الواجبات ولم يجتنب المحرمات، ومن هؤلاء الأدعياء مَن تجدهم عند حلقات باسم الذكر بدلا من أن يقولوا الله الله الله، تجدهم يهتمون بالأنغام والتمايل والتراقص فيحرفون اسم الله تبارك وتعالى.