حاطب بن أبي بلتعة

عندما أرسل حاطب إلى قريش يخبرهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، ولم يكن يقصد خيانة المسلمين، وإنما كان يخشى على أهله الذين كانوا يعيشون في مكة، كما أنّه لم يكن له قرابة يحمونهم كغيره من المسلمين المهاجرين، فأراد أن يقدم للمشركين خدمةً ليضمنوا له حماية أهله، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عفا عنه؛ لأنّه ممن شهدوا غزوة بدر. وفاة حاطب بن أبي بلتعة توفي حاطب في عام 30 هجري في المدينة المنورة، وكان عمره عندما توفي 65 سنة، وقد صلى عليه عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقد ترك لبنيه عند وفاته 4000 درهماً وديناراً وداراً.

  1. حاطب بن أبي بلتعة - المعرفة

حاطب بن أبي بلتعة - المعرفة

كان ذلك في سنة ست من الهجرة، وإثر رجوع رسول الله من الحديبية، بعث بحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية ومعه كتاب من رسول الله، فمضي بكتاب رسول الله حتى انتهي الي الإسكندرية، فوجد المقوقس في مجلس يشرف علي البحر، فركب البحر حتي حاذي مجلس المقوقس، فأشار اليه بالكتاب، فأمر المقوقس بقبض الكتاب وإيصال حامله اليه، ولما مثل بين يدي المقوقس، قال لحاطب: ما يمنع محمدا إن كان نبيا أن يدعو علي فيهلكني؟، فقال حاطب: ما منع عيسى بن مريم أن يدعو على من أبى عليه أن يفعل به كذا وكذا؟، فوجم المقوقس ساعة، ثم استعادها فأعادها حاطب عليه، فسكت. رسالة رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط فقال له حاطب: إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى فانتقم الله به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك ولا يعتبر غيرك بك، وإن لك دينا لن تدعه إلا لما هو خير منه وهو الإسلام الكافي به الله فقد ما سواه، وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد وما دعاؤنا إياك الي القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الانجيل، ولسنا ننهاك عن الإيمان بالمسيح ولكنا نأمرك به. وتدبر المقوقس جيدا ما سمع، ثم تدبر الكتاب الذي أرسله النبي مرة أخري، وقرأ فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المقوقس، عظيم القبط، سلام علي من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، فأسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64)».

فوضع هذا الكتاب في حق من عاج وختم عليه. واستدعي كاتبا يكتب العربية فأملي عليه ما يأتي: " لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط. سلام عليك. أما بعد. فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت وما تدعو اليه ، وقد علمت أن نبيا قد بقي، وكنت أظن أنه يخرج من الشام. وقد أكرمت رسولك ، وبعثت إليك بجارتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة ، وأهديت إليك بغلة لتركبها والسلام. " ويقول العلماء إن الهدية لم تقتصر علي ذلك ، بل كانت أكثر من ذلك... حاطب بن أبي بلتعة اسلام ويب. فقد أرسل مع ما ذكر عسلا من عسل بنها، وحمارا اشهب ومالا للصدقة، وكانت الكسوة ثيابا من قباطي مصر، وأرسل مع الجارتين عبدا اسمه مأبور... وأرسل مع حاطب رسولا عاقلا أوصاه المقوقس أن ينظر من جلساء النبي صلي الله عليه وسلم ويتفرس في ظهره ليري خاتم النبوة إن كان موجودا ، وماذا يصنع في المال المرسل اليه؟. وقدم الرسول مع حاطب بما معه وقدم الي النبي الاختين مارية وسيرين والدابتين والعسل والثياب ، وأعلمه أن ذلك هدية، فقبلها النبي صلي الله عليه وسلم وأخذ مارية ، ووهب الثانية واسمها سيرين لحسان بن ثابت وقيل لغيره وأعجبه عسل بنها ودعا له بالبركة. وقدم رسول المقوقس المال للنبي صلي الله عليه وسلم وأعلمه أنه صدقة ، فلم يأخذ النبي صلي الله عليه وسلم منه شيئا, ووزعه علي مستحقيه وتفرس الرجل في ظهر النبي -صلي الله عليه وسلم - حتي رأي خاتم النبوة، عبارة عن شامة كبيرة ذات شعرات, ورأي أن جلساء النبي - صلي الله عليه وسلم- أغلبهم من الفقراء والمساكين وأهل الورع والتقوي.