الثلاثاء.. &Quot; لم أرفع الراية البيضاء بعد &Quot; ندوة فى مكتبة الإسكندرية

جاهدت طويلًا للتظاهر بأن كل شيء يسير كالمعتاد حتي تحتفظ بتماسكها وتوازنها النفسي، مؤمنة أن الوقت قد حان لكي تخرج إلى العلن وتفتح قلبها بشأن قصتها مع السرطان وماذا حدث فيها وما هو مصيرها المنتظر وفقًا لما يظنه الأطباء. "لم أرفع الراية البيضاء بعد".. الدكتورة أنيسة حسونة تحاضر في مكتبة الإسكندرية غدًا - بوابة الأهرام. عن عزيمة أتتها مؤخرًا، أكدت أنيسة حسونة: "في جميع الأحوال فأنا لن أستسلم، ولن أرفع الراية البيضاء أمام هذا المرض مهما كانت خطورته، فأنا لم أشبع من أحفادي بعد، ولم أحتضن وأُقبل بنتي بما فيه الكفاية، وأحزن على ما سيفوتني من متع صغيرة كثيرة كنت أدخرها لرحلاتنا المقبلة معًا، ولا أرغب في أن أختفي من حياتهم بعد، فحياتي هي حياتهم، والعمر ليس له قيمة بدون وجودهم حولي ومعي. رغم أنه لم يخطر ببالها يومًا اختيارها ضمن أقوى 100 إمرأة عربية، إلا أنها فرحت كثيرًا بهذا التكريم: "السبب هو مساهمتي في العمل الاجتماعي، ولم أكن أخطط للفوز بأي لقب، وعندما جاءني البريد الإلكتروني الذي يؤكد اختياري من ضمن أقوى 100 إمرأة عربية، اعتقدت أنه أرسل بالخطأ". كانت في حقيقة الأمر الخطط كثيرة أمامها لأنها سريعة التحمس عاشقة للحياة، وسيناريوهاتها دائما متفائلة بالألوان الطبيعية: وبالتالي صدقت كل هذه الأحلام لأنني لا أستطيع الحياة من غيرها، ومرت شهور قليلة وأنا سارحة في طمأنينتي التي تؤكد لي أنه بعد كل ما عانيت من عذاب لمدة عامين من جراحة كبرى، وعلاج كيماوي قد حان الوقت لفترة "سماح العامين" التي ذكرها الأطباء وأكدوا ضرورة مرورها قبل احتمالات عودة الإصابة لي مرة أخرى.

  1. ارفع الراية البيضاء pdf
  2. ارفع الراية البيضاء مايكروسوفت

ارفع الراية البيضاء Pdf

الرئيسية أخبار أخبار مصر 07:13 م الأحد 11 أكتوبر 2020 النائبة أنيسة حسونة (مصراوي): أعلنت النائبة أنيسة حسونة عضو مجلس النواب، إصابتها بالسرطان مجددًا، وبدء جلسات العلاج الكيماوي للمرة الثالثة. وغرّد حسونة عبر "تويتر": "مستجمعة كل ما في من الطاقة الإيجابية للسيطرة على المرض، دعواتكم فمرة أخرى لن أرفع الراية البيضاء بعد". ارفع الراية البيضاء 2021. وحظي منشور أنيسة بدعم وحب كبير من جميع متابعيها، وزملائها من أعضاء مجلس النواب، الذين حيوها على صمودها في مجابهة مرض السرطان. وحسونة هي المدير التنفيذي السابق لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، حاصلة على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة. محتوي مدفوع إعلان

ارفع الراية البيضاء مايكروسوفت

إنفرطَ عقد مَن كانوا على السرير. القصفُ توقّف. تمدّدتُ. رنوتُ بعينين نعِستين إلى السقف. تخيّلتُ كيف أني سأموت إن هبطَ عليّ. تحسّستُ عظام َوجهي ورأسي. لا تزالُ في مكانها. يجب أن أنام. نمتُ لا ألوي على شيء. نمتُ 18 ساعة. ولجتُ بقاطبتي في النوم. فعلتُ هذا كالأمواتِ. لا ينتشلكَ من الموتِ إلا الدنوّ منه. مكتبة الإسكندرية تنظم محاضرة بعنوان «لم أرفع الراية البيضاء بعد» اليوم. نمتُ ولم أحلم بشيء. لم أسمع غارات الطائرات التي كانت تقتلُ أناساً على بعد مئات الأمتار مني. الخوف يُطهّرُ النفوسَ. تصبحُ هذه على شاكلةِ ماءٍ بكرٍ منذورٍ لله. الخوفُ يفعلُ ذلكَ بمِراس ٍحكيم. يعتقُ الناسَ من أحقادِهم وتنافسِهم الذي يشعرون به سخيفاً، وهم ملتصقون بالموت. هكذا يصبحون طيّبين ومؤثرين فجأة. هذا ما شعرتُ به عندما دَنَت مني إمرأة، لتزوّدني بساندويشٍ بعدما تيسّرَ لها الحصول على بعض الخبز واللبنة. وضعتُ الساندويشَ في يدي وهصرتها قليلاً. "كُل يا تقبرني، أنتَ حتماً جائع"، طلبت تلك المرأةُ مني وهي على هيئتها من الحنوّ. رنوتُ بطرفي إلى أمّي التي كانت تبتسمُ وتحثّني على الأكل. لم آكل. بقيتُ قابضاً على الساندويش عندما قرّرتُ الصعودَ إلى الطابقِ الثالثِ لإجراءِ اتصالٍ هاتفي بصاحبِ الباصِ الوحيدِ في العباسية، الذي كان يُغامرُ في نقلِ الناسِ إلى بيروت هرباً من جحيمِ القصفِ الذي شهدنا جنونه صباحاً.

هذا الذي يجعل الموتَ أقل غُربةٍ من أيةِ ميتةٍ أخرى. حطّ المساءُ مُسرعاً. إنسللتُ إلى غرفةِ النومِ في البيتِ المُحاذي لِما كنّا نعتبرهُ ملجأ أيضاً. توجّهتُ إلى بيتِ رجل يدعى "الزغلول"، والذي لم تكفّ إمرأتُه عن دعوتي كأني ولدها. كانت على قَدر ٍكبير ٍمن الحنوّ والطيبة. هناك تجمّعُ شبانٍ على السرير. كنتُ واحداً منهم، لكنّي على عكسِهم، لم يكن لديّ ما أقولُه لهم. ولذلك وجدتني أصيخُ السمعِ لكلِ ما يتلونه من نُتَف ِأخبارٍ وحكايات كانت أقرب إلى حكايا مُفتعلة لا تُشبه الحقيقة، ولا وظيفة لها سوى أن ترفعَ من شأن ِصاحبها. أذكرُ أن أحدَهم أفصح َبعينين مُتّسعتين كأنه وقع على الحقيقة في سطوعها، أنه رأى "السيّد" مُتنكّراً وجالساً داخل سيارة ببلّورٍ أسود، مرّت في العباسية وتكلّم معه. كنتُ أسمعُ وقرّرتُ أن أرفعَ قدميّ طارحاً إياهما على السرير. هكذا لأريحهما من ثلاثة أيامٍ كانتا تحملانني فيها وأنا على السلالم. رفعتُ قدميّ وفاحت الرائحةُ النتنة. بدأ الجميعُ يتلفّتون والأسئلةُ في عيونهم. بأنوفٍ شبه مزكومة، كانوا يتطلّعون إلى بعضهم بعضاً. سحبتُ قدميّ ببطء ٍوأنزلتهما إلى الأرض. ارفع الراية البيضاء الفنلندية. زمطت. كان السبابُ والتقريعُ من نصيبِ ابن "الزغلول" الذي اكتشفتُ معه حينها، أن هناك مَن له رائحة قدمين سيئة جداً، وأن ذلك قد يصبح ملازماً لسيرته.