مدح الله والثناء عليه

قال ابن حجر: " وقال الغزالي في الإحياء: آفة المدح في المادح أنه قد يكذب، وقد يرائي الممدوحَ بمدحه، ولا سيما إن كان فاسقاً أو ظالماً ". ومنها: مدح الرجل بما لا يدري حقيقته على وجه الجزم، كالحكم على معَيَّن أنه من الصالحين أو الأتقياء، وهذا مما لا يمكن لأحد القطع فيه، فهو غيب لا يعرفه إلا الله، لذلك ينبغي أن يضيف المادح ما يعلق مدحه بالظن، كقوله: أحسبه تقياً، أو أظنه من الصالحين. عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ، عن أبيه: أن رجلا ذكر عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأثنى عليه رجل خيرا، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ويحك، قطعت عنق صاحبك - يقوله مرارا - إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا، إن كان يرى أنه كذلك، وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحدا) رواه البخاري. قال ابن حجر: " أي لا أقطع على عاقبة أحد ولا على ما في ضميره لكون ذلك مغيبا عنه، وجيء بذلك بلفظ الخبر ومعناه النهي أي لا تزكوا أحدا على الله، لأنه أعلم بكم منكم ". فائدة: الأحاديث التي تمنع المدح وتذمه لا تتعارض مع الأحاديث الأخرى التي تفيد الإباحة، وقد جمع بينهما النووي في شرحه لمسلم فقال: " قال العلماء: وطريق الجمع بينها أن النهي محمول على المجازفة في المدح، والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح ، وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه، ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير، والازدياد منه، أو الدوام عليه، أو الاقتداء به، كان مستحبا.

  1. مدح الله والثناء عليه توكلت
  2. مدح الله والثناء عليه الصلاة

مدح الله والثناء عليه توكلت

قال المهلب: " وإنما قال هذا، والله أعلم، لئلا يغتر الرجل بكثرة المدح، ويرى أنه عند الناس بتلك المنزلة، فيترك الازدياد من الخير ويجد الشيطان إليه سبيلا، ويوهمه فى نفسه حتى يضع التواضع لله ". وقال ابن حجر: " قال ابن بطال: حاصل النهي هنا أنه إذا أفرط في مدح آخر بما ليس فيه، لم يأمن على الممدوح العُجْب لظنه أنه بتلك المنزلة، فربما ضيع العمل والازدياد من الخير اتكالاً على ما وُصِفَ به ". وكذلك من الصور المذمومة للمدح: مدح من لا يستحق المدح من الفساق والظالمين، فمدحهم والثناء عليهم يغرهم ويغريهم بالمزيد، وهذا ما يجعل المادح شريكاً في الظلم والفسق ومعيناً عليه، وقد قال تعالى: { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}(هود: 113). وعن بريدة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لا تقولوا للمنافق: سيدنا، فإنه إن يك سيدَكم فقد أسخطتم ربكم عزَّ وجل) رواه أبو داود. وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) رواه الترمذي.

مدح الله والثناء عليه الصلاة

والفقر الثاني فقر اختياري ، هو نتيجة علمين شريفين: أَحدهما: معرفة العبد بربه ، والثاني: معرفته بنفسه. فمتى حصلت له هاتان المعرفتان ، أَنتجتا له فقراً هو عين غناه وعنوان فلاحه وسعادته " انتهى من "طريق الهجرتين" (ص 9) على أننا نقول: إن السؤال لا يحسن وروده من أصله ، لأنه يرفع المحنة ويدفع التكليف ، فلا مورد له شرعا ولا عقلا ، وإذا صح أن يقال: لماذا يمدح الله نفسه ويأمر خلقه بذلك ، مع أنه غني عنهم ، لصح أن يقال: لماذا يأمرهم بالصلاة والصيام والحج والذكر وتلاوة القرآن ؟ أليس غنيا عنهم ؟! وكما أنه سبحانه ليس بحاجة إلى مدح الناس ، فإنه أيضا ليس بحاجة إلى صلاتهم ولا إلى صيامهم ولا إلى غير ذلك من طاعاتهم. فينبغي على العبد أن يصرف همته إلى الانشغال بطاعة الله ، وعبادته على أصل التسليم واليقين والرضا ، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي المشهور: ( يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا) رواه مسلم (2577).

هو الله الذييُخشى وهو الله الذي يُرجى، وأهل الأرض كل الأرض - لا والله - ما ضروا ولا نفعواولاخفضوا ولا رفعوا: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَإِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَوَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُمُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم ثم اعلموا أنَّ الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه،وثنَّى بملائكته المسبِّحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جنه وأنسه... 11/10/1434 هـ