هل الدعاء يغير القدر

يتساءل المسلم هل الدعاء يغير القدر ؟ ، وكيف يمكن تبديل حالنا من حال إلى حال عن طريق الدعاء، وهذا ما سنشير إليه بالتفصيل في هذا المقال في موقع جيزان نت، فالدعاء له مكانة خاصة للغاية في ديننا الإسلامي، وذُكر في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة أهمية وفضل الدعاء في العديد من المواضع، وذلك دلالة على أهميته وأثره العميق على حياتنا. هل الدعاء يغير القدر ركن هام من أركان الإيمان هو الإيمان بالقدر خيره وشره، فالأقدار كلها من عند الله، وهو مدبر الكون كله، وهو من يقل للشيء كن فيكون، وعلى المسلم أن يكن مدرك تمامًا أن كل ما يحدث له هو بتدبير مباشر من رب العباد، وله حكمة في ذلك. والدنيا دار بلاء، مليئة بالهموم والشقاء، بجانب اللحظات السعيدة التي يتمتع بها المسلم. وعندما يقع المسلم في ضائقة ما يلجأ على الفور إلى رب العباد، أملًا في الفرج، فالله رحيم بعباده لطيفًا بهم. والدعاء هو طريقة الوصل من الله عز وجل، وأمرنا الله عز وجل أن ندعوه دائمًا، في السراء وفي الضراء. والله مجيب قريب من عباده، يعلم ما يسرون وما يبدون، ويعلم كل ما يدور في خاطرهم. ويتساءل العبد هل من الممكن أن يغير الدعاء القدر ؟. هناك نوعين من الأقدار، هناك قدر محكم من عند الله، لا يمكن تغييره، وهناك قدر معلق، يتغير بالدعاء بإذن الله.

  1. القدر والدعاء - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام

القدر والدعاء - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام

وهو يدل على أن الدعاء ، يرد القدر المعلَّق الذي في الصحف التي في أيدي الملائكة؛ لأنَّ الدعاء من قدر الله تعالى، وهو من جملة الأسباب التي لها تأثيرٌ في مسبباتها؛ فإذا أصاب العبدَ ما يكرَهُه، أوْ خَشِيَ ما يُصِيبُه فمن السنة أن يدعوَ الله تعالى أن يرفَعَ عنه البلاءَ، ويَصْرِفَ عنه شَرَّ ما يَخْشَاهُ، وكذلك من أوشَكَ أن ينزل به البلاء فدعا الله، صَرَفَ عنه ذلك، والعبد لا يدري ما كُتِبَ له، ولذلك ينبغي أن لا يتهاوَنَ في الدعاء قبل نزول البلاء أو بعده. روى الحاكم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والدعاء ينفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل، وإن البلاءَ لينزل فيتلقَّاهُ الدُّعاء فيعْتَلِجَانِ إلى يوم القيامة "، الحديث حسَّنه الألباني في (الجامع)، ومعنى يعتلجان: يصطرعان. ولا مُخالفة في ذلك أيضا لسبق العِلم، بل فيه تقييد المسببات بأسبابها، كما قُدّر الشِّبَع والرِّيّ بالأكل والشرب، وقُدّر الوَلَد بالوَطْءِ، وقُدّر حصول الزرع بالبذر. فهل يقول عاقلٌ بأن ربْطَ هذه المسببات بأسبابها يقتضي خلافَ العلم السابق، أو ينافيه بوجه من الوجوه؟! - قال ابن القيّم في (الجواب الكافي): "إن هذا المقدور قدّر بأسباب ومن أسبابه الدعاء، فلم يقدر مجرداً عن سببه، ولكن قدر بسببه؛ فمتى أتى العبد بالسبب وقع المقدور، ومتى لم يأتِ بالسبب انتفى المقدورُ وهكذا، كما قدِّر الشّبَعُ والرِّيُّ بالأكل والشرب، وقُدِّر الوَلَدُ بالوطء، وقُدر حصول الزرع بالبذر... ، وحينئذ فالدعاء من أقوى الأسباب، فإذا قُدر وقوعُ المدعوّ به لم يصحّ أن يقال: لا فائدة في الدعاء، كما لا يقال: لا فائدة في الأكل والشرب".

وعلى المسلم أن يأخذ بالأسباب ويترك الأمر في النهاية بيد الله، ويكن على يقين تام بحكمته جل علاه. قال الله تعالى في سورة الرعد "يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)". فالله يبدل الأحوال كيف يشاء، وعلى العبد أن يدعوه بتضرع، ويأخذ بالأسباب، ثم بعد ذلك يترك الأمر على الله. لا يرد القدر إلا الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء"، ودعاء المسلم يكن من باب الأخذ بالأسباب، إن شاء الله يرفع عنه البلاء، وإن شاء لا يرفع عنه البلاد، وكل شيء مقدر وبحساب. إقرأ أيضا: أهمية زيت الأرغان للشعر وأفضل طريقة استخدم للحصول على الفائدة كاملة وقد كتب الله على بعض عباده السعادة، والبعض الأخر الشقاء، وكل الأمور الدنيوية ما هي إلا مسببات لوقوع القدر. وعلى المسلم أن يدعو ربه متضرعًا أن يكن من أهل السعادة وليس من أهل الشقاء. ولكن هناك أقدار محكمة ومثبتة عند رب العباد، لن تتغير بالدعاء، كموعد الموت والمرض. وإذا جاء موعد موت أحدهم لا يمكن تأجيله بالدعاء أو بدونه. قال الله تعالى في سورة الأعراف "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)".