من ال البيت

فلهم حقٌّ من المَغْنَمِ والفيء، واختلف أهلُ العلم في مقدار هذا النصيب، ولعله أرجح الأقوال - والله أعلم - من قال: إنه يرجع تقديره للإمام؛ لأن الله عز وجل جعل الخُمُس لخمسة مصارف، ولم يعين مقدارًا ما لكل مصرفٍ منه، كما قاله الطاهر بن عاشور رحمه الله، وحيث لا يُعمل بهذا في واقعنا اليوم، فإنهم أَوْلى وأحقُّ من غيرهم بالصلة والعطاء والإكرام من بيت المال، فإن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه لَمَّا وضَع الديوان بدأ بأهل البيت. وكل هذا فضلٌ من الله ونعمة امتنَّ بها على آل البيت، وليس سببًا للمفاخرة واحتقار غيرهم؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن أبطأ به عمَلُه لم يُسرِعْ به نسَبُه)). وأقترح بأن يكون لآل البيت جمعية خاصة بهم، مركزها مكة، تقوم على: 1- التعريف بهم وبحقوقهم، وإثبات النَّسَب الشريف لمن هم مِن آل البيت، وفضح المنتسبين لهم كذِبًا وزورًا لتحقيق مكاسبَ دُنيوية. 2- تنظيم حقوقهم المالية بالاتصال المباشر بوليِّ الأمر. 3- فضح المرتزقة الذين يتحدَّثون نيابة عن آل البيت ليأكلوا أموالَ الناس بالباطل. وصلَّى الله وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حكم بغض آل البيت وعداوتهم

نقول: اقرأ الجمل التي قبل، اصطفى بني هاشم من قريش، واصطفى قريشاً من كنانة، هل معناه: أن قريشاً أصبحت مصطفاة؟ بل قريش هي التي كانت تعبد اللات والعزى، وهي التي وضعت على الكعبة ثلاثمائة وستين نصباً كما في حديث ابن مسعود ، فالاصطفاء ليس معناه القداسة المطلقة لهذه الطائفة أو القبيلة أو المجموعة، وبعض أهل العلم يقول: إن الاصطفاء من قريش هو باعتبار المنتهى، أي: أن النبي في الأخير صار منها، فصار الرسول يقال: إنه هاشمي قرشي، هذا وجه الاصطفاء لقريش. لكن حتى لو قلنا: إن قريشاً لها بعض الاختصاص في قدر الله، الاصطفاء في قدر الله ليس معناه الإطلاق؛ لأن قريشاً كان فيها الكفرة. هنا تنبيه يتعلق بمسألة حقوق آل البيت أو مسألة الصحابة: أحياناً بعض الناس ممن يكتب في هذا يكون متحمساً للرد على الشيعة، فتراه يقصر في شأن آل البيت، ويكون عنده حماس في الدفاع عن أبي بكر و عمر لدرجة أنه قد يطعن في علي أو يطعن في مقام آل البيت أو في قدرهم مما لا داعي له، وبعض الناس يكون عنده ضعف في العقل، لا يحسن التوازن إلا بأن يصيب من هؤلاء شيئاً أو من هؤلاء شيئاً. والصواب: أن هؤلاء أمة واحدة، وكانوا رضي الله عنهم -أعني: أبا بكر و علي بن أبي طالب ، أو آل البيت وغير آل البيت من الصحابة- كانوا في زمن النبوة وقبل أن توجد الفتن أمةً واحدة، وكانوا مجتمعين يصدق بعضهم بعضاً ويوالي بعضهم بعضاً.

حكم من ادعى أنه من آل البيت ودعا إلى مبايعته

وأما أنها لم تبايع أبا بكر فقد أجمع أهل العلم أن البيعة تنعقد بدون النساء، إنما المعتبر هو بيعة أهل الحل والعقد من الرجال، أما النساء فلا يدخلن في مسألة البيعة أصلاً؛ لأنهن ليس لهن في الأمر نصيب، إنما الذي تجب بيعته هو الذي له في الأمر نصيب؛ لذلك حتى العامة لا يلزم بيعتهم بالأعيان، كأن يأتي كل واحد من العامة يبايع أو يعلن البيعة، بل إذا جاء أهل الحل والعقد من العلماء ووجهاء الأمصار فبايعوا إماماً، فإن بيعته تكون شرعية لازمة لكل أفراد المجتمع من الرجال والنساء، أما من بايع من العامة فهذا يعتبر زيادة تأكيد ليس إلا. معنى الاصطفاء في حديث: (إن الله اصطفى بني إسماعيل) قال رحمه الله: [ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)]. فبنو هاشم بهذا الحديث قد اصطفاهم الله، ولا شك أن بني هاشم هم أفضل قريش، لكن هذا الاصطفاء له معنى آخر، فهو مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله اصطفى قريشاً) وليس معنى ذلك أن قريشاً أصبحت كلها أمة ربانية إلهية، بل قريش فيهم الأبرار وفيهم الكفار، فمن يقول: إن الله قد اصطفى بني هاشم.

توقير آل البيت - منتقى المقالات| قصة الإسلام

وقال عمر للعباس رضي الله عنهما: " والله، لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب" رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح قاله الهيثمي في المجمع. من هم آل البيت: اختلف العلماء في المراد بآل النبي صلى الله عليه وسلم, على مذاهب، نذكر أشهرها: المذهب الأول: أنهم بنو هاشم فقط, وهو ما ذهب إليه أبو حنيفة ومالك, ويعللون ذلك بأن آله صلى الله عليه وسلم هم من اجتمع معه عليه الصلاة والسلام في هاشم, قالوا: والمطلب لم يجتمع معه عليه السلام في هاشم, لأن المطلب أخو هاشم، وكما أن عبد شمس ونوفلا أخوان لهاشم وهما ليسا من آل البيت، فكذلك المطلب. ويبين العيني المراد ببني هاشم فيقول: وبنو هاشم هم آل علي وآل عباس وآل جعفر وآل عقيل وآل الحارث بن عبد المطلب. المذهب الثاني: أن آل البيت هم بنو هاشم وبنو المطلب فقط وهو المذهب عند الشافعية, والحنابلة. ويؤيد هذا ما رواه جبير بن مطعم رضي الله عنه، أنه قال: مشيت أنا و عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ونحن بمنزلة واحدة منك، فقال: ( إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) قال جبير: "ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس وبني نوفل شيئا".

ال البيت في السعوديه - عالم حواء

وقال ابن تيمية رحمه الله: ولا ريب أن لآل محمد r حقًّا على الأمة لا يشرَكُهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش، كما أن قريشًا يستحقون من المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل، كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر أجناس بني آدم، وهذا على مذهب الجمهور الذين يرون فضل العرب على غيرهم، وفضل قريش على سائر العرب، وفضل بني هاشم على سائر قريش، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره [11]. ثم ذكر حديث واثلة بن الأسقع الذي دل على التفضيل المذكور [12]. وقد جعل الله لآل البيت حقًّا في الخمس والفيء، عوضًا عما حرموا من الصدقة، فقد روى البخاري عن جبير بن مطعم قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي r، فقلنا: يا رسول الله، أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتن، ونحن وهم بمنزلة واحدة. فقال رسول الله r: "إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد" [13]. ومن دلائل توقير آل البيت؛ أن النبي r علّم أمته أن يقولوا في التشهد: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد". فهل بعد الدعاء لهم في الصلوات الخمس توقير أفضل من هذا التوقير؟!

التفريغ النصي - شرح العقيدة الواسطية [21] - للشيخ يوسف الغفيص

قال المصنف رحمه الله: [ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويتولونهم]. محبة المؤمن موجبها جملة من الأوجه: يحب من جهة بره، ومن جهة إحسانه، ومن جهة صدقه، ومن جهة قرابته، حتى التحاب بين المؤمنين فيما بينهم، فإن المحبة الإيمانية لأبيك ليست كالمحبة الإيمانية لغيره ممن هو بعيد مثل العم أو لغير ذي الرحم أو ما إلى ذلك. فالمقصود: أن من أوجه الدين والإيمان المحبة لآل البيت من جهة كونهم من آل بيت النبوة، هذا أحد أوجه محبتهم، ولكن لا شك أن هذا ليس هو الوجه الأول، إنما هو فرع عن إيمانهم، ولهذا لم يكن هذا الوجه بإجماع المسلمين مشروعاً في كفارهم، فلا تشرع المحبة للكافر ولو كان ينتهي نسبه إلى آل البيت. وقد وجد من آل البيت في التاريخ أناس من الشيوعيين ومن العلمانيين، وأنسابهم مثل الشمس لا إشكال عليها، فهؤلاء لا يشرع حبهم من جهة كونهم من آل البيت؛ لأن هذا فرع عن الإيمان، إذا تحقق إيمانهم فمن أوجه محبتهم الشرعية أنهم يُحبَّون لكونهم قرابة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. المقصود بالثقلين قال رحمه الله: [ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: ( أذكركم الله في أهل بيتي)].

وموسى عليه السلام حصل له أنه جاء للميقات وكلمه ربه، ولم يحصل لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه كلمه ربه وهو في الدنيا وهو في أحد جبال مكة أو ما إلى ذلك لكن هذا الاختصاص الذي عرض لموسى لا يوجب أن يكون موسى أفضل من محمد. كذلك عيسى عليه السلام رفعه الله إليه، وليس هو أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام. أما ما تقوله الشيعة من أنه لا ولاء إلا ببراء.. فإنه يلزم منه التكفير لآل البيت، فهم يقصدون أنه لا ولاء لـ علي إلا بالبراء من أبي بكر و عمر ، والتاريخ يحفظ حفظاً قطعياً أن هناك أعياناً من آل البيت كانوا موالين لـ أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، وهذا هو الأصل فيهم، وهكذا كان شأن أبي بكر أنه كان موالياً لـ علي ومحباً له، وكان علي بن أبي طالب موالياً لـ أبي بكر ، فإذا قيل:لا ولاء إلا ببراء؛ لزم من ذلك التكفير حتى لآل البيت؛ لأنهم ما كانوا يتبرءون من أبي بكر و عمر ، وما نقل عن إمام من أئمة آل البيت أنه تبرأ من أبي بكر.