هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم

حاكم ، فاصل لجميع الشبهات والشكوك ، والريب في الأصول والفروع. وجمع له تعالى ، وله الحمد والمنة جميع المحاسن ممن كان قبله ، وأعطاه ما لم يعط أحدا من الأولين ، ولا يعطيه أحدا من الآخرين ، فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين.

تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٢٦٤

حدثنا ابن حُمَيْد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد ( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) قال: الأعاجم. حدثني محمد بن معمر، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا عبد العزيز؛ وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال، جميعًا عن ثور بن زيد، عن أَبي الغيث، عن أَبي هريرة، قال: " كنا جلوسًا عند النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فنـزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: ( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله ؟ قال: فلم يراجعه النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى سأله مرّة أو مرتين أو ثلاثًا، قال: وفينا سلمان الفارسيّ، فوضع النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يده على سلمان فقال: " لَوْ كاَنَ الإيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلاءِ". حدثني أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عمي، قال: ثنا سليمان بن بلال المدنيّ، عن ثور بن زيد، عن سالم أََبي الغيث، عن أَبي هريرة، قال: وكنا جلوسًا عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فذكر نحوه. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجمعة - الآية 2. وقال آخرون: إنما عُنِي بذلك جميع من دخل في الإسلام من بعد النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كائنًا من كان إلى يوم القيامة.

( هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم )

وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (نودي للصلاة) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (اسعوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (ذروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة اسعوا. وجملة: (ذلكم خير لكم) لا محلّ لها استئناف بياني- أو تعليليّة- وجملة: (كنتم تعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم تعلمون أنّه خير لكم فاسعوا إلى ذكر اللَّه. وجملة: (تعلمون) في محلّ نصب خبر كنتم. 10- الفاء عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (في الأرض) متعلّق ب (انتشروا)، (من فضل) متعلّق ب (ابتغوا)، (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته.. وجملة: (قضيت الصلاة) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (انتشروا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (ابتغوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة انتشروا. وجملة: (اذكروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة انتشروا. وجملة: (لعلّكم تفلحون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (تفلحون) في محلّ رفع خبر لعلّكم. فصل: إعراب الآية رقم (5):|نداء الإيمان. 11- الواو استئنافيّة (أو) حرف عطف (إليها) متعلّق ب (انفضّوا)، الواو حاليّة- أو عاطفة- (قائما) حال منصوبة من ضمير الخطاب في (تركوك)، (ما) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره (خير)، (عند) ظرف منصوب متعلّق بصلة ما المقدّرة (من اللهو) متعلّق ب (خير)، وكذلك (من التجارة)، الواو استئنافيّة.. وجملة: (رأوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجمعة - الآية 2

واحتمل أن يكون المراد بالأميين أهل مكة لكونهم يسمونها أم القرى. وفيه أنه لا يناسب كون السورة مدنية لايهامه كون ضمير " يزكيهم ويعلمهم " راجعا إلى المهاجرين ومن أسلم من أهل مكة بعد الفتح وأخلافهم وهو بعيد من مذاق القرآن. ( هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم ). ولا منافاة بين كونه صلى الله عليه وآله وسلم من الأميين مبعوثا فيهم وبين كونه مبعوثا إليهم وإلى غيرهم وهو ظاهر، وتلاوته عليهم آياته وتزكيته وتعليمه لهم الكتاب والحكمة لنزوله بلغتهم وهو أول مراحل دعوته ولذا لما استقرت الدعوة بعض الاستقرار أخذ صلى الله عليه وآله وسلم يدعو اليهود والنصارى والمجوس وكاتب العظماء والملوك. وكذا دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام على ما حكى الله تعالى: " ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك - إلى أن قال - ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم " البقرة: 129، تشمل جميع آل (٢٦٤) الذهاب إلى صفحة: «« «... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269... » »»

فصل: إعراب الآية رقم (5):|نداء الإيمان

والأُمِّيُّونَ: الَّذِينَ لا يَقْرَءُونَ الكِتابَةَ ولا يَكْتُبُونَ، وهو جَمْعُ أُمِّيٍّ نِسْبَةً إلى الأُمَّةِ، يَعْنُونَ بِها أُمَّةَ العَرَبِ لِأنَّهم لا يَكْتُبُونَ إلّا نادِرًا، فَغَلَبَ هَذا التَّشْبِيهُ في الإطْلاقِ عِنْدَ العَرَبِ حَتّى صارَتْ تُطْلَقُ عَلى مَن لا يَكْتُبُ ولَوْ مِن غَيْرِهِمْ قالَ تَعالى في ذِكْرِ بَنِي إسْرائِيلَ ﴿ومِنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الكِتابَ إلّا أمانِيَّ﴾ [البقرة: ٧٨] وقَدْ تَقَدَّمَ في سُورَةِ البَقَرَةِ. وأُوثِرَ التَّعْبِيرُ بِهِ هُنا تَوَرُّكًا عَلى اليَهُودِ لِأنَّهم كانُوا يَقْصِدُونَ بِهِ الغَضَّ مِنَ العَرَبِ ومِنَ النَّبِيءِ ﷺ جَهْلًا مِنهم فَيَقُولُونَ: هو رَسُولُ الأُمِّيِّينَ ولَيْسَ رَسُولًا إلَيْنا. وقَدْ قالَ ابْنُ صَيّادِ لِلنَّبِيءِ ﷺ لَمّا قالَ لَهُ «أتَشْهَدُ أنِّي رَسُولُ اللَّهِ. أشْهَدُ أنَّكَ (p-٢٠٩)رَسُولُ الأُمِّيِّينَ». وكانَ ابْنُ صَيّادٍ مُتَدَيِّنًا بِاليَهُودِيَّةِ لِأنَّ أهْلَهُ كانُوا حُلَفاءَ لِلْيَهُودِ. وكانَ اليَهُودُ يَنْتَقِصُونَ المُسْلِمِينَ بِأنَّهم أُمِّيُّونَ قالَ تَعالى ﴿ذَلِكَ بِأنَّهم قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾ [آل عمران: ٧٥] فَتَحَدّى اللَّهُ اليَهُودَ بِأنَّهُ بَعَثَ رَسُولًا إلى الأُمِّيِّينَ وبِأنَّ الرَّسُولَ أُمِّيٌّ، وأعْلَمَهم أنَّ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ كَما في آخِرِ الآيَةِ وأنَّ فَضْلَ اللَّهِ لَيْسَ خاصًّا بِاليَهُودِ ولا بِغَيْرِهِمْ وقَدْ قالَ تَعالى مِن قَبْلُ لِمُوسى (﴿ونُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الأرْضِ ونَجْعَلَهم أيِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الوارِثِينَ ونُمَكِّنَ لَهم في الأرْضِ﴾ [القصص: ٥]).

الباحث القرآني

وفي وصف الأميّ بالتلاوة وتعليم الكتاب والحكمة وتزكية النفوس ضرب من محسن الطباق لأن المتعارف أن هذه مضادة للأمية. وابتدىء بالتلاوة لأن أول تبليغ الدعوة بإبلاغ الوحي ، وثني بالتزكية لأن ابتداء الدعوة بالتطهير من الرجس المعنوي وهو الشرك ، وما يعْلق به من مساوىء الأعمال والطباع. وعقب بذكر تعليمهم الكتاب لأن الكتاب بعد إبلاغه إليهم تُبيّن لهم مقاصده ومعانيه كما قال تعالى: { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه} [ القيامة: 18 ، 19] ، وقال: { لتبين للناس ما نزل إليهم} [ النحل: 44] ، وتعليم الحكمة هو غاية ذلك كله لأن من تدبر القرآن وعمل به وفهم خفاياه نال الحكمة قال تعالى: { واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به} [ البقرة: 231] ونظيرها قوله: { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} في سورة [ آل عمران: 164]. وجملة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} في موضع الحال من الأميين ، أي ليست نعمة إرسال هذا الرسول إليهم قاصرة على رفع النقائص عنهم وعلى تحليتهم بكمال علم آيات الله وزكاة أنفسهم وتعليمهم الكتاب والحكمة بل هي أجل من ذلك إذ كانت منقذة لهم من ضلال مبين كانوا فيه وهو ضلال الإِشراك بالله.

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) ﴾ يقول تعالى ذكره: يسبح لله كلّ ما في السموات السبع، وكل ما في الأرضين من خلقه، ويعظمه طوعًا وكرهًا، ﴿الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ﴾ الذي له ملك الدنيا والآخرة وسلطانهما، النافذ أمره في السموات والأرض وما فيهما، القدوس: وهو الطاهر من كلّ ما يضيف إليه المشركون به، ويصفونه به مما ليس من صفاته المبارك ﴿الْعَزِيزِ﴾ يعني الشديد في انتقامه من أعدائه ﴿الْحَكِيم﴾ في تدبيره خلقه، وتصريفه إياهم فيما هو أعلم به من مصالحهم. * * * القول في تأويل قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) ﴾ يقول تعالى ذكره: الله الذي بعث في الأميين رسولا منهم، فقوله هو كناية من اسم الله، والأميون: هم العرب. وقد بيَّنا فيما مضى المعنى الذي من أجله قيل للأميّ أميّ. وبنحو الذي قلنا في الأميين في هذا الموضع قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، قال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ﴾ قال: العرب.