كلمات تنسى كأنك لم تكن: تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ تُنْسَى كمصرع طائرٍ ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى، كحبّ عابرٍ وكوردةٍ في الليل …. تُنْسَى أَنا للطريق…هناك من سَبَقَتْ خُطَاهُ خُطَايَ مَنْ أَمْلَى رُؤاهُ على رُؤَايَ. هُنَاكَ مَنْ نَثَرَ الكلام على سجيَّتِه ليدخل في الحكايةِ أَو يضيءَ لمن سيأتي بعدَهُ أَثراً غنائياً…وحدسا تُنْسَى, كأنك لم تكن شخصاً, ولا نصّاً… وتُنْسَى أَمشي على هَدْيِ البصيرة، رُبّما أُعطي الحكايةَ سيرةً شخصيَّةً. فالمفرداتُ تسُوسُني وأسُوسُها. أنا شكلها وهي التجلِّي الحُرُّ. لكنْ قيل ما سأقول. يسبقني غدٌ ماضٍ. أَنا مَلِكُ الصدى. لا عَرْشَ لي إلاَّ الهوامش. و الطريقُ هو الطريقةُ. رُبَّما نَسِيَ الأوائلُ وَصْفَ شيء ما، أُحرِّكُ فيه ذاكرةً وحسّا تُنسَى، كأنِّكَ لم تكن خبراً، ولا أَثراً… وتُنْسى أَنا للطريق… هناك مَنْ تمشي خُطَاهُ على خُطَايَ, وَمَنْ سيتبعني إلى رؤيايَ. مَنْ سيقول شعراً في مديح حدائقِ المنفى، أمامَ البيت، حراً من عبادَةِ أمسِ، حراً من كناياتي ومن لغتي, فأشهد أَنني حيُّ وحُرُّ حين أُنْسَى! للمزيد يمكنك قراءة: نبذة عن محمود درويش كلمات ذباب أخضر: ألمشهد هُوَ هُو.
أعرف أنّ فلسطين من بحرها لنهرها لا تنسى، ولكن أعرف أنّ مسيرة ثورة البنادق دخلت الكثير من الأخطاء وأنّ الطاقات الجديدة موجودة ولكن مشتتة ودون مسار واضح، يضعها في إطار مقاومة وفعل حقيقيين موحدين (أو منسقين). فلسطين (كل فلسطين) لن تنُسى، ولكن جمع طاقات العاملين لأجلها سريعا وعلى نحو فاعل لا يجب أن يُنسى، حتى لا نبقى ندور في حلقة مفرغة. أنّ الشيء لا يُنسى فهذا لا يكفي ولا يعني أنّ نطمئن! [email protected]
فمنْ الذي سينسى حالةً كمحمود درويش؟! وإنْ كنتَ ممن يحلمون بالبقاء بعد رحيلهم، فعليكَ أنْ تقف على أكتافِ العمالقة كما قال السير إسحق نيوتن، وعليك أنْ تبحثَ في ذاتك عمّا تُبدع فيه، وبهذا ستختار طريقك في تركِ الأثر الذي سيخلّد ذكراك، وحتّى إنْ كان على مستوى ضيّق جدّاً، ولا تدعْ الحياة تُقصقص أطرافك وتُوهنْ من عزيمتك، فهذا أحد إبداعات الحياة الدنيا! يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله: قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته، فإنْ كانتْ حياتك روتينيّة رتيبة لا تحتوي على ما يُجمّلها من إبداعاتٍ تارةً، ومن جُنون تارةً أخرى، فهذا يا صاحبي هو صكُّ النسيان الذي تكلّمتُ عنه! وإنْ كانت مليئة بما أسلفتْ من ضخّ لهذا الجنون والإبداع وعلى طول الخطّ، سترى لأثرِك مكاناً في هذا العالم، وإيّاك ثمَّ إيّاك أنْ تكون من هؤلاء القوم الذين يتذمّرون من نقصِ ردود الفعل اتجاههم، فلنْ تعلم كيف سيصل أثرك؟ ولا تقلق! فسيجدُ طريقه إلى قلبِ وعقلِ أحدهم وهذا يكفي، وكما قال الصحابيّ الجليل عبدالله بن مسعود: أنتَ الجماعة ولو كنتَ وحدك. اجعلْ من عنوان المقال دافعاً ومُحفزّاً، واخرجْ من دائرةِ النسيان وتحدّاها! وجهّزْ نفسك بكل ما تملك من أسلحة كي لا تُنسى!