وفي رواية: «إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم». من هنا كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يؤكد لأصحابه الكرام أهمية حسن الخلق، ويحضهم على التجمل به، و يحببه إلى نفوسهم بأساليب شتى من قوله وفعله، إدراكاً منه صلى الله عليه وسلم لأثره الكبير في تهذيب الطبع وتزكية النفوس، وتجميل الخلائق، ومن ذلك قوله لأبي ذر رضي الله عنه: «يا أبا ذر، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: عليك بحسن الخلق وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما» رواه الطبراني. وكان من دعائه، صلى الله عليه وسلم: «اللهم أحسنت خلْقي فحسن خلُقي» رواه أحمد. ايه وانك لعلى خلق عظيم. وحسن الخلق كلمة جامعة يندرج تحتها كل خلق كريم يجمل الإنسان ويزكيه ويسمو به، كالحياء والحلم والرفق والعفو و السماحة والبشر والصدق والأمانة والنصيحة و الاستقامة وصفاء السريرة وغير ذلك من مكارم الأخلاق. * مدير الجامعة القاسمية بالشارقة
الدين إلاسلامي الحنيف قام على التوازن والاعتدال والوسطية ويدعونا إلى الانخراط والمشاركة في المجتمع إلإنساني المعاصر وإلاسهام في رقيّه وتقدّمه، متعاونين مع كل قوى الخير ومحبّي العدل عند الشعوب كافةً، إبرازاً أميناً لحقيقتنا وتعبيراً صادقاً عن سلامة إيماننا وعقائدنا المبنية على الحق والتآلف والمحبة والتقوى، وهذا ما أكدته رسالة عمان التي أطلقها صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في عام 2004م. والجانب الآخر في رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الشاملة انها لم تغفل بناء الانسان سلوكا وتهذيبا وعقلا وصحة حيث ان تعاليم الإسلام كلها تدفع إلى المحافظة على الصحة والارتقاء بها في كافة المجالات ليعيش الإنسان حياة سعيدة طيبة، وان العلم الحديث جاء مؤيدا للاحاديث النبوية الشريفة ليلتقي العلم والايمان معا وان الرسالة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي رسالة العلم والتنوير والحضارة. ان الحديث عن حضرة سيد البشرية يطول ولا ينتهي، فكانت رسالة الإسلام خاتمة الرسالات وملخصة أهدافها ومحققة تعاليمها، فالإسلام حفظ كل الرسالات واستكمل رسالة كل الانبياء حتى كان شريعة السماء الكاملة على الأرض اذ أرسى منظومة إيمانية وتشريعية وأخلاقية كاملة تدخل في تفاصيل الحياة العامة والخاصّة وتلبي حركة التطور الحضاري للبشرية في مسيرتها نحو المستقبل.
4 نوفمبر، 2020 نسخة للطباعة د.
وقد أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارها بعدم اعتبار الإساءة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نوعًا من حرية الرأي، وذلك في انتصار للعالم الإسلامي بعد أزمة الرسوم المسيئة التي نشرتها صحف أوروبية عدة في أوقات متفرقة تحت الزعم بأن تلك الرسوم تندرج تحت بند حرية الرأي والتعبير. وقد أكدت المملكة العربية السعودية دعوتها إلى أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام، وتنبذ كل الممارسات والأعمال التي تولد الكراهية والعنف والتطرف، وتمس بقيم التعايش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم. واستنكرت بشدة هذه الرسوم التي تسيء للنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- تحت بند حرية التعبير.