اعلام الدول الخليجية

وعليه فإن وسائل الإعلام الخليجية -في أغلبها- تعوق التنمية السياسية لأن ذلك ببساطة لا يتم إلا بالسوق الحرة للأفكار، وعلى قيم الرأي والرأي الآخر، الأمر الذي فشلت أغلبية وسائل الإعلام الخليجية في تحقيقه على أرض الواقع. أعلام دول الخليج العربي - GCC Flags. وفي هذه الأزمة؛ كان أولى ضحايا هذا الإعلام الموضوعية والمهنية، عبر التناول والتفسير المختلف للأزمة والمواقف المتعلقة بها. وتفوّق الإعلام الخليجي المأزوم بسيطرة الأجندة السياسية الحكومية على الإعلام الإسرائيلي في احتفائه بقطع السعودية والإمارات والبحرين -ودول أخرى- جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية معها. ومثل ما نعق الإعلام الاسرائيلي بأن ما حدث يعتبر حماية لأمن إسرائيل من مخاطر الإرهاب والتطرف والتدخل في شؤون دول عربية أخرى؛ كان الإعلام العربي المأزوم يردد ذات الأكاذيب. وكان الموقف الإسرائيلي يقوم -بدون مواربة- على دعم شق صف ووحدة الدول الخليجية؛ فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تغييرًا مهمًا طرأ على طريقة تعامل دول في المنطقة مع إسرائيل، حيث باتت هذه الدول شريكة وليست عدوة في الحرب ضد ما سماه الإسلام المتطرف.

علم دول الخليج – لاينز

ونشرت صحيفة الشرق القطرية في أغسطس (آب) ٢٠١٧ صفحة كاملة بعنوان " غرف الموت برهان على وحشية المنامة "، فيما نشرت صحيفة الراية القطرية صفحة كاملة بعنوان " البحرين:اتهام وزير الداخلية بالإشراف على تعذيب المعتقلين " في أكتوبر (تشرين الأول). من الجدير بالذكر أن التغطية الإعلامية بين الدول الأربع - الإعلام المناهض لقطر والإعلام القطري - هي تغطية لموضوعات ليست جديدة، ولكن امتنعت هذه الدول عن تغطيتها خلال السنوات الماضية بسبب الوفاق السياسي الذي كان سائدا بينها. علم دول الخليج – لاينز. فيما أطلقت السلطات لوسائل الإعلام العنان لتغطية كل سلبي تراه في الطرف الآخر والذي تم تجاهله في السابق. كما أن وسائل الإعلام هذه جميعها انتهجت نهجا واحدا في مهاجمة السلطات والأنظمة الحاكمة، حتى وصل بها الحال لمهاجمة الحاكم ذاته، كملك البحرين أو أمير قطر أو ولي عهد الإمارات ولكنها جميعا تؤكد على وحدة الشعوب الخليجية وتعاضدها وحبها لبعضها البعض. كما أن التشابه بين وسائل الإعلام في هذه الدول هو تغطية الانتهاكات والفساد في دولة "العدو" وتجاهل نفس المشكلات والانتهاكات في الدول الحليفة. كما وفرت هذه الدول الأمان من العقاب لجميع من يهاجمون "العدو"، فيما تعاقب كل منها من ينتقد قراراتها وسياساتها عقوبة قاسية من قادة رأي عام أو إعلاميين أو حتى مواطنين عاديين عبروا عن رأيهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

أعلام دول الخليج العربي - Gcc Flags

أغانٍ تدق طبول الحرب وعلي الصعيد الفني، فقد كان للأغنية دور مهم في هذه الحرب الإعلامية. مثلا كانت أغنية "خليجنا واحد" هي الأغنية الأشهر في الدول الست الخليجية منذ الثمانينات، تردد في كل مناسبة خليجية بدءا من اجتماعات مجلس التعاون الخليجي وليس انتهاء بكأس الخليج لكرة القدم. تؤكد كلمات الأغنية الشهيرة على الوحدة الخليجية "خليجنا واحد وشعبنا واحد، أنا الخليجي وأفتخر إني خليجي، والخليج كله طريقي" والتي أنتجتها مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في العام 1984. في المقابل أصبحت الأغاني اليوم تدق طبول الحرب بين الدول الثلاث وغريمتها الجديدة "قطر" بدءا من أغنية " علّم قطر " التي انتجتها شركة روتانا في سبتمبر من العام الماضي "٢٠١٧" والتي اتهمت قطر بـ"عشرين عام من الدسايس والغدر والمؤامرات" كما اتهمتها بـ"الخيانة" و"سواد القلب" وقد غناها ثمانية من فناني السعودية الكبار. مثال آخر هو أغنية " ما عرفنا يا قطر " التي غناها أيضا تسعة من ألمع نجوم الأغنية السعودية من إنتاج روتانا أيضا والتي تمتلئ كلماتها بالاتهامات بـ"الخيانة". وقد شارك بالغناء فيها الفنان السعودي الشهير محمد عبده "كان يتوجب علينا ردعكم وكل قاسي تحت سطوتنا يلين، وكان ملزومٍ علينا منعكم، وعن فعول اقزامكم تبت يدين" فيما غنى عبد المجيد عبدالله: "يا غروس الشر واجب قلعكم" وأكد أصيل أبوبكر "وأن قطعناكم حلالٍ قطعكم" ، وتوج ماجد المهندس الاتهامات بدعم النظام الصهيوني "من مضرتكم ماشفنا نفعكم، ومع صهاينة العرب متصهينيين".

بعض الإيجابية فيما يُرجع بعض المتابعين أنفسهم هذا التفاوت إلى وجود حريات نسبية لدى الإعلام في بعض دول الخليج تسمح في إبداء وجهات النظر الشخصية التي لا تستلزم -بالضرورة- التوافق مع الموقف الرسمي.