ما حكم لبس النقاب؟ - عبد الكريم بن عبد الله الخضير - طريق الإسلام

وأشار إلى وَجْهِه وكَفَّيْهِ) ، [٨] وقد رأى الشافعيّة والحنابلة أن عورة المرأة جميعُ بدنها، واستدلّوا بنفس النص الذي استدلّ به أصحاب القول الأول، وقالوا: إن الآية حرّمت إبداء الزينة، والوجه هو أصل الزينة والجمال، كما قالوا: إذا كانت الحُرمة في النظر إلى الساق والشعر بالاتفاق، فتكون تغطية الوجه من باب أولى. [٩] حكم خلع الحجاب أمام الرّجال المحارم الرّجال المحارم للمرأة هُم من يجوزُ للمرأة النّظر إليهم، والخلوة بهم، والسّفر معهم، وحُرِّم في الشريعة نكاحها منهم على وجه التّأبيد؛ كالآباء، والأجداد، والإخوة، والأعمام، والأخوال. وذهب الفقهاء إلى جواز نظر المحارم إلى المرأة في حدود ما يبدو عند ارتدائها ملابس المهنة؛ أي الملابس التي ترتديها أثناء قيامها بأعمال المنزل، فأجازوا النّظر إلى ما يظهر منها غالباً، كمواضع الوضوء؛ وكُلُّ هذا مشروطٌ بعدم النّظر إليها من باب الشّهوة والاستمتاع، فينبغي على المرأة التّغطية والسّتر عند وُجود الشُّبهة أو الرّيبة، [١٠] وقد ذهب بعضُ العُلماء كالزحيلي في كتابه "الفقه الإسلامي" إلى أنّ عورتها أمام محارمها جميع بدنها ما عدا الوجه، والرّقبة، واليدين، والقدم، والسّاق.
  1. ما هي شروط لبس النقاب - موضوع

ما هي شروط لبس النقاب - موضوع

الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فتغطية المرأة وجهها واجبة على الصحيح المفتى به عندنا، وهو مذهب الإمام أحمد ، والصحيح من مذهب الشافعية، وهو مذهب الحنفية والمالكية إذا فسد الزمان وضعفت القلوب وانتشرت الفتنة، وهذا زماننا، وقد قال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53}. فبيّن الله أن كونهن من وراء الحجاب لا يرى منهن الأجانب شيئاً سبب إلى طهر القلوب، وقد قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن صفوان في حديث حادثة الإفك: فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي. رواه البخاري. فدل على أنه بعد الحجاب لم يرها، ولو لم يكن رآها قبل الحجاب لما عرفها، وهذا دليل على أن الحجاب يشمل الوجه، ولذلك قالت: فخمرت وجهي بجلبابي. وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ {الأحزاب:59}.

وهذا في نساء النبي وغيرهن، بل غيرهن أولى بالفتنة والافتتان، وعلى هذا، فإن الواجب عليك الاتباع في ذلك، وما ذكرت من الإحساس بالضيق والحر وطول الضيافة عند أهل زوجك ورعاية طفلك وطبخ الطعام ليس في شيء من ذلك عذر يبيح لك ترك الانتقاب، فكل هذا كان في عهد النبوة وما بعده ولم يبح للنساء ترك الاحتجاب، بل كان أثر الحر أشد، وقد تسافر المرأة لأيام وأسابيع تحت حر الشمس ولا تبدي وجهها للرجال، كما قالت عائشة رضي الله عنها: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه. فإن كان النقاب المشدود يضيق عليك التنفس أمكنك استبداله بساتر آخر يسدل على الوجه دون شدٍّ، وحاولي إقناع زوجك ليتفهم عذرك في عدم الذهاب معه حتى يسعى لكِ في توفير الظروف المناسبة، من تخصيص غرفة للنساء يتسنى لكِ فيها الجلوس بعيداً عن غير محارمك من الرجال، أو إفهامه إخوته بألا يدخلوا المرافق المشتركة في المنزل كالمطبخ ونحوه حيث تكونين فيها، حتى يتسنى لك استخدامها بحرية في قضاء حوائجك وحوائج أطفالك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.