خطبة عن (الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم

ا لخطبة الأولى ( يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

  1. إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ - أحمد قوشتي عبد الرحيم - طريق الإسلام
  2. يَٰقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع - YouTube

إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ - أحمد قوشتي عبد الرحيم - طريق الإسلام

تعينه على طاعة ربِّه جل وعلا، مدبرة مقتصدة في بيتها، هي السكن الذي يسكن إليه الزوج، وجسدها هو المتعة واللذة على وجه الحقيقة، يسعد بها إذا نظر إليها، وشاهَد أحوالها، ويتمتع بها عندما يسمع حديثها أو عند مداعبتها، هذه هي المرأة المشار إليها بالبنان، وهي الكَنز الذي وصفه سيد الأنام صلى الله عليه وسلم. وهي المقصودة في قوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرَّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته)) [7] ؛ يعني: إذا نظر إلى أحوالها وكيف تقضي وقتها، وكيف تطيع ربَّها وتتقرَّب إلى الله تعالى بحسن تبعُّلها لزوجها وبقوامته عليها، فكلما رأى وشاهد أحوالها، دخل عليه السرور والبهجة بهذه الأحوال. ياقوم انما هذه الحياة الدنيا متاع المنشاوى. والجمال الخالي من الحياء قد حذَّر الله عز وجل منه، وخاصة إذا انفصل عن الدين والصلاح؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ﴾ [البقرة: 221]. • ولكن إذا اجتمعا فنعم الجمال ونعمت المرأة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((خير فائدة أفادها المرء المسلم بعد إسلامه امرأة جميلة، تسرُّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه في غيبته وماله ونفسها)) [8].

يَٰقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع - Youtube

{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} وهذا دليل على أنها مخلوقة {ذَلِكَ} الموعود من المغفرة والجنة {فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ} وهم المؤمنون، وفيه دليلٌ على أنّه لا يَدخُلُ أحَدٌ الجَنّةَ إلا بفَضلِ الله {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}. إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ - أحمد قوشتي عبد الرحيم - طريق الإسلام. سَبُّ الدُّنيا جَائزٌ، الدُّنيا لمّا تُسَبُّ المرادُ مِنْ ذَلكَ مَا يُلهِي مِن أُمُورِ الدُّنيا عن طَاعةِ اللهِ، ورَدَ عن بَعضِ السّلَفِ الدُّنيا جِيفَةٌ، وفي الحديث"الدُّنيا مَلعُونَةٌ مَلعُونٌ مَا فِيهَا إلا ذِكْرَ اللهِ ومَا والاهُ وعَالما ومتَعلِّمًا" رواه الترمذي والطبراني وابن ماجه. يقالُ الدُّنيا غَرّارةٌ الدّنيا فتَّانَةٌ، يجوز هذَا. الدنيا اللهُ ذَمّهَا، لكن مِنَ القَبِيحِ قَولُ بعضِ النّاسِ يِلعَن أبو الدُّنيا، إدْخَالُ كلِمةِ أَبو هُنا قَبِيحٌ. ومَعنى الحديثِ الدُّنيا مَلعُونَةٌ أي لا خَيرَ فيها إلا ذِكرَ اللهِ أي طاعَةَ الله، أي كُلّ الحسَناتِ، ومَا والاهُ أي مَا يُسَاعِدُ على طَاعةِ اللهِ كطَلبِ المالِ الحَلالِ الذي يُسَاعِدُ على طَاعةِ اللهِ، والعَالم والمتعَلِّمُ، مَا سِوَى هؤلاءِ الأربَع مَا فِيهِم خَير، كلُّ مَا هوَ مِن مَتاعِ الدُّنيا ولا يُعِينُ على طاعَةِ اللهِ لا خَيرَ فِيهِ.

{وَفِى الاخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ} للكفّار {وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ} للمؤمنينَ يعني أنّ الدّنيا وما فيها ليسَت إلا مِن مُحَقَّرَات الأمور وهي اللّعبُ واللّهو والزّينة والتّفَاخُر والتّكَاثُر، وأمّا الآخرة فمَا هيَ إلا أمُورٌ عِظَامٌ وهيَ العَذَابُ الشّديدُ والمَغفِرَةُ والرّضْوانُ مِنَ اللهِ الحَمِيد. يَٰقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع - YouTube. {وَمَا الْحَيَواةُ الدُّنْيَآ إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ} لِمَن ركَنَ إليها واعتَمَد علَيها. شَبَّه الدُّنيا بالمَتَاعِ الذي يُدَلَّسُ بهِ على المُستَام ويُغَرُّ حتى يَشتَريَهُ ثم يتَبيّنُ لهُ فسَادُه ورَداءَتُه، والشّيطانُ هوَ المدَلِّسُ الغَرُورُ. ) قال ذو النون: يا مَعشَرَ المُريدِين لا تَطلُبوا الدُّنيا وإنْ طلَبتُمُوها فلا تُحِبُّوهَا فإنّ الزّادَ مِنها والمَقِيلَ في غَيرِها. ولَمّا حَقّرَ الدّنيا وصَغّر أَمْرَها وعَظّمَ أَمرَ الآخرة بعَثَ عِبادَه على المُسَارعَةِ إلى نَيلِ مَا وَعَد مِن ذلكَ وهيَ المَغفِرَة المُنجِيَةُ مِنَ العَذابِ الشّديد والفَوز بدخول الجنّة بقوله {سَابِقُوا} أي بالأعمالِ الصّالِحَة {إِلَى مَغْفِرَةٍ مِن رَّبِكُمْ} وقيلَ: سَارعوا مُسَارعَة السّابقِين لأقرانِهم في المِضمَار {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَآءِ وَالارْضِ}والمرادُ وَصفُها بالسّعَةِ والبَسْط فشُبّهَت بأوسَع ما علِمَه النّاسُ مِن خَلقِه وأَبسَطِه.