ليتني مت قبل هذا

هذه الرواية تبدو بسيطة جدا, ولكن صدقوني حينما أقول أن كل كلمة فيها فعلا مُعَبِرة. أثناء قراءتي أحسست أنني أعيش مع الأبطال, بكيت لبكائهم, وابتسمت معهم. لا أريد أن أخوض في تفاصيل أكثر, لأنه حقا يستحق القراءة. أنا أرشح هذا الكتاب الرائع بالتأكيد تحميل رواية ليتني مت قبل هذا pdf: محمد محسن للتحميل اضغط هنا

يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

تغريد العلكمي تمر بالإنسان لحظات يتمنى لو أنه كان رمادا أو جزءا من حائط، أو كما يقال أن يختفي أو تبتلعه الأرض، وذلك ما فعلته مريم العذراء حين أصابها المخاض، حين قالت «ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا» ولعل هذا لسان حال العالم حين ظهور الموجة الحالية من كورونا، وحول بوادر عودته وما فرضه علينا من احترازات لم نكن نتخيل يوما أنها ستصبح جزءا لا يتجزأ من تفاصيل يومنا. وهذا الأمر لا يختص بكورونا فحسب، فحتى حين تفاجئ الإنسان ضغوطات الحياة أو حين يمر بمشاعر سلبية معينة، فهو يتمنى لو لم يكن موجودا وحيا. وقد يعتبر هذا الشعور بالاستسلام وسيلة دفاعية تقوم بها النفس لمقاومة ما تعانيه، لتشعر بشيء من ارتياح الخيال كما لو كانت لم توجد بالفعل ولم تمر بما تمر به من ضغوطات. ولكن الجانب المطمئن من هذا الأمر، أن هناك وعدا ربانيا بالفرج، كما جاء في الآية التي عقبت أمنية مريم، حين أتت إليها الإجابة والفرج مباشرة «فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا» أي نهرا تشرب منه، ثم بعدها أتت الطمأنينة والأمان وضرورة ممارسة الحياة وعدم الالتفات للبلاء «فكلي واشربي وقري عينا» هذا الأمر يدعونا إلى التأمل وإعادة النظر في كثير من شؤوننا والمواقف التي تمر بنا، فكل ضغط أو موقف سلبي يسلب منا ارتياحنا، فخلفه حكمة وخير أراده الله للإنسان، وينبغي أن يكون شاكرا متقبلا محسنا ظنه بالله، حتى في أحلك المواقف.

ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

لطالما تعودت أن أتعلم دروسا من شخصياتي اللتي أقرأ عنها في الكتب, حتى لو كانوا خياليين, لأنني أؤمن أن كل كاتب يضع بين يدينا قصته وتجاربه هو بشكل أو بآخر. هذا الكتاب جمع في طيات صفحاته ما بين التشويق والإثارة, الحب والخيانة, المعنى الحقيقي للأبوة وقيمة العائلة, وكذلك المعنى الحقيقي للصداقة, الخذلان, الخذلان من أقرب الأصدقاء, وؤناس إعتبرناهم يوما مصدر أمان وحب. من النادر أن تجد قصة تجمع بينها كل هذه العناصر وتوفي كلا منهم حقه دون تقصير, وبكل فخر, كان هذا الكتاب منهم. رواية ليتني مت قبل هذا – محمد محسن حافظ يحكي هذا الكتاب قصة فريدة, الفتاة اللتي ظن الكثيرون أنها إنسانة معقدة, فقط لأنها لم تكن جميلة كما كانوا يعتقدون, ولكن على الرغم من ذلك كانت فريدة طالبة متفوقة, على العكس تماما من أختها, أرادت فريدة أن تملأ أسرتها فخر وإعتزاز وأن تصبح جراحة ماهرة كوالدها, دكتور راغب عزمي الطبيب الممتاز. تمضي فريدة في حياتها متقدمة بثقة, تنجح وتحقق طموحاتها. لم تكن حياة فريدة بهذه السهولة, بل تألمت كثيرا, وخُذِلَت من أقرب من أحبتهم يوما. ولكنها لم تستسلم أبدا, وخلقت حبها الحقيقي بيدها عندما وضع القدر أمامها حياة الضابت سليم حمزة, فأعادت الأمل والإبتسامة لأسرته.

ليتني مت قبل ها و

«يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً»

لما تعلم من أن الناس يقذفونها بالفاحشة؛ لأنها لم تكن ذات زوج، وقد حملت وولدت، فيقول القائل أنى لها هذا؟ ولهذا واجهوها أولا بأن قالوا: { يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا} [مريم: 27 ، 28] فجعل الله لها من ذلك الحال فرجا ومخرجا، وأنطق الصبي في المهد بأنه عبد الله ورسوله، وكان آية عظيمة، ومعجزة باهرة صلوات الله وسلامه عليه. وفي حديث معاذ، الذي رواه الإمام أحمد، والترمذي، في قصة المنام والدعاء الذي فيه: "وإذا أردت بقوم فتنة، فتوفني إليك غير مفتون".... فعند حلول الفتن في الدين يجوز سؤال الموت؛ ولهذا قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- في آخر إمارته لما رأى أن الأمور لا تجتمع له، ولا يزداد الأمر إلا شدة قال: اللهم، خذني إليك، فقد سئمتهم، وسئموني. وقال البخاري، رحمه الله، لما وقعت له تلك المحن وجرى له ما جرى مع أمير خراسان: اللهم توفني إليك..... اهـ. وقال الألوسي: وإنما قالته عليها السلام مع أنها كانت تعلم ما جرى بينها وبين جبريل عليه السلام من الوعد الكريم، استحياء من الناس وخوفا من لائمتهم، أو حذرا من وقوع الناس في المعصية بما يتكلمون فيها. وروي أنها سمعت نداء: اخرج يا من يُعبد من دون الله تعالى، فحزنت لذلك، وتمنت الموت، وتمني الموت لنحو ذلك مما لا كراهة فيه.