مقال قانوني هام عن التقاضي الإلكتروني - استشارات قانونية مجانية

28-11-2020 11:27 AM تعديل حجم الخط: بقلم: أشرف الراعي مرحلة جديدة دخلها العالم مع تفشي جائحة كورونا انتقلت في العديد من القطاعات من العالم الواقعي إلى الافتراضي، حتى باتت مختلف تعاملاتنا تتم من خلال الوسائل التقنية الحديثة والمتطورة. وعلى الرغم من كون البنية التحتية العالمية ما زالت حتى اليوم "قاصرة" عن استيعاب كل المتغيرات الجديدة بسرعة وفعالية وكفاءة، إلا أن الحد الأدنى لهذه المتطلبات قد توافر؛ فالتعليم عن بعد اليوم أنتج بشكل أفضل، وحقق أهدافه أكثر من بداية الجائحة، والكلام ينطبق على مختلف القطاعات، من صناعات وخدمات. المحاماة والأعمال القانونية.. من أبرز القطاعات التي تأثرت من الجائحة؛ حيث توقف العمل القضائي بصورة شبه تامة في العديد من الدول ومنها الأردن، ما يستدعي البحث عن حلول سريعة حتى تستمر سير عجلة التقاضي بالسير في الإطار الزمني المطلوب وبما يحقق الكفاءة والقدرة القضائية التي طالما تميز بها بلدنا الحبيب، وليبقى قضائنا عنوانا للحقيقة، ونبراساً للحق، وأبرزها تفعيل آليات التقاضي عن بعد. إن انتقال الأردن إلى النظام الذكي في التقاضي قد يرتد إيجاباً على كل القطاعات، ويُبهر العالم ويحفز الاقتصاد ويدعم الاستثمار، نظراً لما يشكله القضاء من ضامن للحقوق والحريات، وهو يمكن أن يتأتى من خلال منظومة تقنية متطورة يمكن أن توفرها بكل بساطة الإمكانيات التي تتمتع بها محاكمنا من جهة، ووزارة العدل من جهة أخرى، لا سيما في القضايا التي لا تتطلب أن يكون المشتكى والمشتكى عليه حاضرين لجلسات المحاكمات؛ كبعض القضايا الجزائية.

التقاضي عن بعد في السعودية

بدوره، أكد المختص القانوني خالد الدويش، أن التقاضي الإلكتروني خدمة تتيح لأطراف الدعوى وممثليهم الترافع الإلكتروني من خلال بوابة "ناجز" وتتيح لهم أيضاً، الرد على طلبات الدائرة من دون الحاجة لمراجعة المحكمة، وذلك في قضايا مسار التقاضي عن بعد. وبين الدويش، أن نظام "التقاضي الإلكتروني" الجديد، سيوفّر على المتعاملين الوقت والجهد، مشيراً، أن التقاضي إلكترونياً، سيتيح للكثير من الأطراف التعامل معه، وذلك في ظل التقنية الحديثة التي وفّرتها وزارة العدل. بدوره أشار، المحامي محمد الحسيني، إقرار وزارة العدل السعودية خدمة "التقاضي عن بعد"، هو تسهيل للمواطنين، وتأتي تلك الخدمة التي وجّه بإطلاقها وزير العدل، ضمن جهود الوزارة لاستكمال منظومة التحول الرقمي ودعم سرعة الإنجاز وجودة المخرجات، وتفعيل وتكامل مسار التقاضي العدلي الإلكتروني. ونوه، الحسيني، تشمل خدمة "التقاضي عن بعد" جميع إجراءات التقاضي المنصوص عليها في الأنظمة التي يمكن تطبيقها إلكترونياً، مثل تبادل المذكرات وتقديم المستندات والمحررات وعقد جلسة الترافع الإلكتروني والمرافعة عن بعد عبر الاتصال المرئي، والنطق بالحكم واستلام نسخة الحكم والاعتراض عليه أمام المحكمة الأعلى درجة، وذلك عبر منصة "التقاضي عن بعد" كما ستحافظ الخدمة الجديدة على جميع الضمانات القضائية، وفق حوكمة تضمن تحقيق تلك الضمانات بما يتناسب مع طبيعة ذلك المسار.

التقاضي الالكتروني عن بعد

كما ناقش الحضور بعض التجارب القائمة في دول عربية وأوروبية، لا سيما في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، واستعرضوا عددا من المبادئ القضائية الخاصة بالتقاضي عن بعد في المجال الجنائي، والصادرة حديثا من المحاكم العليا في فرنسا وألمانيا، والتي تؤكد على أحقية الدولة والجهات القضائية في التحول إلى المحاكمة عن بعد حفاظا على الصحة العامة، بشرط مراعاة الضمانات الدستورية للمتقاضين وتحديدا للمتهمين ووكلائهم من المحامين. اتفق الحضور على أن رقمنة منظومة التقاضي بشكل عام ليست غاية، بل وسيلة لتحسين الأوضاع وتحقيق العدالة الناجزة وتخفيض النفقات غير المبررة ، وأن هناك مشاكل بنيوية ومرفقية كبيرة في الواقع الرقمي المصري يكون حلها فقط من خلال توفير الاعتمادات المالية اللازمة لاستمرارية مشاريع الرقمنة المختلفة مع وضع الضمانات الدستورية على رأس الأولويات، وليس بمجرد سن قانون خاص أو إدخال تعديلات على قانون، من دون التأكد من صلاحيته للتطبيق. كما نبه الحضور إلى أهمية أن تضع الدولة ملف رقمنة منظومة التقاضي على رأس أولوياتها بصورة أكثر جذرية من الاضرار إلى هذا الأمر لمواجهة بعض المشاكل العملية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد، وركز الحضور في هذه النقطة على الإسراع في عقد جلسات تجديد الحبس عن بعد لتخفيض التكاليف والأعباء الأمنية ومنع تفشي المرض داخل السجون بالحد من احتكاك السجناء بالعالم الخارجي، لكن هذا الإسراع أدى إلى ظهور مشكلات عدة في التطبيق رصدها معظم الحضور من خلال تجاربهم العملية منها: صعوبة تعامل القضاة وسكرتارية المحكمة مع المنصة الخاصة التي يظهر من خلالها المتهم في محبسه.

التقاضي عن بعد وزارة العدل

التقاضي الإلكتروني د. خالد ممدوح إبراهيم الدعوي الإلكترونية وإجراءاتها أمام المحاكم التكنولوجية بصفة عامة ، وتكنولوجيا الانترنيت والانترانيت والاكسترانيت ، بصفة خاصة ، بإمكانها تحسين الممارسة والمعاملات القانونية والقضائية ، ومن بين الاكتشافات التكنولوجية الحديثة التي ستغير غداً عالم القضاء ما يمكن تسميته بالمحاكم الإلكترونية " Les Cyber-Tribunaux "أو المحاكم المعلوماتية. فإذا كان المحامي الالكتروني متواجد اليوم في جميع أنحاء العالم ويعطي استشاراته عبر شبكة الانترنت فلما لا توجد محاكم إلكترونية تعفي المحامي والمتقاضي من التنقل للمحاكم ، وتعفي هذه الأخيرة من الاكتظاظ والامتلاء بالجمهور ، وما ينتج عنه من مشاكل. وقد تولد عن ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العديد من التطبيقات التي أثرت بدرجة كبيرة علي عدد من أوجه النشاط الاجتماعي والاقتصادي ، كان من أهمها ظهور التجارة الإلكترونية e-Commerce، والحكومة الإلكترونية ، e-Government ، والتعليم عن بعد Distance-Learning ، وكان من أثارها أيضاً التقاضي الإلكتروني أو رفع الدعاوى عن بعد E-File a Case. أولاً: ماهية التقاضي الإلكتروني أن التعرض لمفهوم عملية التقاضي الإلكتروني يقتضي بيان ماهية التقاضي الإلكتروني ، وما المقصود برفع الدعوي إلكترونياً.

التقاضي عن بعد في زمن كورونا

ويأتي إطلاق هذه الخدمة للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمستفيد وتحسين تجربته، وبعد التنسيق مع المجلس الأعلى للقضاء.

ونظام رفع الدعوى إلكترونياً له العديد من المميزات ، حيث يقدم نوع من التكنولوجيا يسمح للمحامين والمتقاضين بتقديم المستندات القانونية بطريقة إلكترونية وفق منظومة متكاملة ، كما يؤدي هذا النظام إلي التقليل من تكلفة رسوم التقاضي المبالغ فيها ، والتخلص من الكميات الهائلة من الأوراق والمستندات المرتبطة بالقضية والتي تمتلئ بها قاعات وغرف المحكمة ، ويسمح للمحاكم بأداء وظيفتها بطريقة أكثر فاعلية ، كما يوفر هذا النظام إمكانية استلام المستندات في أي وقت يومياً حتى في أيام الأجازات والعطلات الرسمية طوال 24 ساعة ومن أي مكان عبر شبكة الإنترنت. ولعل نظام رفع الدعوي بطريقة إلكترونية يثير التساؤل حول مدي صحة قبول المستندات والمحررات الإلكترونية في التقاضي الإلكترونية. حاول الفقه جاهداً تطبيق المفاهيم الجديدة في الإثبات الإلكتروني علي قواعد الإثبات القائمة بالفعل ، ولم يدخر الفقه والقضاء جهداً في سبيل إيجاد الحلول للاعتراف بالتوقيع الإلكتروني وللإقرار بحجيته ، عن طريق تطويع قواعد الإثبات التقليدية لتلاءم وسائل الإثبات الإلكتروني. وإزاء هذا الوضع بدأ الفقه يتساءل عن مدي الحجية القانونية التي يمكن لقانون الإثبات أن يمنحها للتوقيع الإلكتروني ، وهل القواعد التقليدية لقانون الإثبات تستطيع منح القوة الثبوتية للمستندات الإلكترونية بذات الدرجة التي تمنحها للمستندات الورقية ، وهل سيترك للقاضي حرية تقدير قيمة الدليل الإلكتروني.