معنى اسم بنيامين

طبعًا لم تحسم أنقرة موقفها من موسكو ولا عطلت علاقاتها بطهران، إنما سمة الاعتدال التي كاد العالم ينساها في سياسات إردوغان أصبحت غالبة اليوم عشية انتخابات غير مضمونة النتائج. القلق التركي من الأكراد هو الاستثناء، ولا يزال مستحكمًا في خطابه، وهدد مؤخرًا بـ«سحق رؤوس» الوحدات الكردية في شمال شرقي سوريا وتوسيع العمليات ضدها، كما في العملية التي بدأت الاثنين الفائت ضد «حزب العمال الكردستاني» شمال غربي العراق. مشكلة أنقرة مع كل من واشنطن وبغداد ودمشق تدور حول قضية الأكراد، ويبقى السؤال: هل تركيا قادرة على التكيف مع المتغيرات، أو ما إذا كانت تجازف بتعريض نفوذها إلى الخطر والتسبب في أزمات في داخلها؟ إن استعراض بعض مما تواجهه الدول الثلاث المؤثرة والمتداخلة في المنطقة يؤكد من دون التباس أن دول جوارها ليست في أحسن حال ومعظم مشاكلها سببه تدخلات هذه الدول الثلاث في شؤونها وعلى رأسها إيران.

الإنسانية والرعب عند حنة أرندت// ترجمة د. زهير الخويلدي

ما العوائق يا ترى التي تجعل من هذا الإطار حلمًا لا واقعًا؟ عن الشرق الأوسط

المخرجة الإيطالية فاليريا جولينو ترأس لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما» بمهرجان كان - بوابة الشروق

وكان لتوقيت الزيارة ومكانها مغزى كبير فحواه ان السلام في المنطقة لا يتم بالقفز عن الحقوق الفلسطينية او الالتفاف عليها ، ولا بجعل الأردن ملحقاً بالاتفاقيات "الابراهيمية". واذ شكّلت تلك الزيارة دعماً معنويا ملموساً للجانب الفلسطيني وفي توقيت سياسي دقيق وحساس فإن الأردن في هذه المناسبة لم يفته التركيز على التهدئة لسحب أية ذرائع لدى الجانب الاسرائيلي. على أن الأردن يدرك في الوقت ذاته ان الاحتلال ليس بحاجة الى ذرائع ، كي يواصل سياسته الداعمة للاستيطان والمستوطنين، علاوة ان الاحتلال نفسه وانسداد الأفق السياسي يمثلان سببا ًجوهرياً للتوترات الدورية. وهذا ما حدث ويحدث على الدوام ، فالاستباحة المنهجية للمسجد الأقصى باتت تمثل نشاطا يوميا لغلاة المتطرفين وبرعاية علنية من المستوى السياسي والأمني لحكومة بينيت، وكما كان الحال عليه لدى حكومة نتنياهو. وكما كان متوقعا في شهر رمضان فقد عمدت سلطات الاحتلال الى التضييق على المقادسة في اداء صلواتهم في مسجدهم ومسجد مليار مسلم ، ولم تجد تلك السلطات في تزامن مناسبات دينية إسلامية ومسيحية ويهودية خلال هذا الشهر (الفصح المسيحي واليهودي خلال رمضان) سوى مناسبة لإشهار وجهها العنصري مجدداً تجاه غير اليهود ، وتجاه مقدساتهم في الأقصى وكنيسة القيامة وتجاه حقهم في مدينتهم المقدسة عبر التاريخ ولدرجة بات فيها يتم شن حربٍ دينية بلا أقنعة.. الإنسانية والرعب عند حنة أرندت// ترجمة د. زهير الخويلدي. على ان تل ابيب وجدت في الظرف الدولي الحالي متمثلا بالانشغال بالحرب الروسية على اوكرانيا، فرصة لتجديد حروبها المفضلة والدائمة على الوجود الفلسطيني ومقدساته.

أما في سوريا، فتواجه إيران معوقات متزايدة أمام أهدافها، وقد تكبر مسؤولياتها، بل ويترسخ نفوذها إذا ما تراجع الدور الروسي المنشغل في أوكرانيا وارتفعت وتيرة وحدة العمليات العسكرية الإسرائيلية. أما لبنان، فيبقى نقطة القوة الأكثر ثباتًا بحيث تسعى طهران إلى تمكينها بنتائج الانتخابات التشريعية في مايو المقبل. التراجع الإيراني واضح في اليمن وعلى مستويين؛ عسكريًا بعد الهزائم والتراجعات الحوثية الحاصلة على أكثر من جبهة، ونتائج مؤتمر الرياض الذي توصل إلى اتفاق على نقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، أيدته النخب والمكونات السياسية والمجتمعية اليمنية وأجمع على دعمه المجتمع الدولي. هذا وإسرائيل أيضًا لها معاناتها وبدأت حصاد ما زرعته سياسات بنيامين نتنياهو في الداخل والخارج. في الداخل يبقى الهم الرئيسي الموضوع الفلسطيني بشقيه؛ عرب الداخل وفلسطينيي الأراضي المحتلة، وما تشهده القدس ليس إلا مقدمة لما يمكن أن يحصل ما دام اعتادت إسرائيل أن تأخذ من دون دفع أثمان، ما يعني أن الأزمة سوف تتفاقم بسبب أحوال الداخل وتأثيرات العوامل الإقليمية. وحتى أن رئيس الوزراء نفتالي بنيت نفسه بدأ يعاني من ممارسات اليمين المتشدد الذي يحمله مسؤولية أعمال العنف.