ولا تحسبن الذين قتلوا

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله || ماهر المعيقلي || Quran - YouTube

  1. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات
  2. اية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
  3. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات

لون الدماء و مشهد الأشلاء يثير العاطفة و يلهب المشاعر و قد يتسبب في شدة الخوف و التراجع لدى البعض. لكن: لو لم تجاهد الأمة المسلمة و تحمي دينها و أعراضها و أراضيها من كل مغتصب فالدماء و الأشلاء ستكون أشد و أنكى ولكنها مصحوبة بالعار و المذلة لا بالعزة و الكرامة. هذا مشهد من يرى الدماء. و هناك مشهد آخر: من استشهد في سبيل الله في مشهد آخر تماماً يتمنى كل ذي قلب سليم و عقل لبيب لو يلقى ما لاقاه الشهيد من كرامة. قال تعالى واصفاً: { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران 169 - 171]. قال السعدي في تفسيره:هذه الآيات الكريمة فيها فضيلة الشهداء وكرامتهم، وما منَّ الله عليهم به من فضله وإحسانه، وفي ضمنها تسلية الأحياء عن قتلاهم وتعزيتهم، وتنشيطهم للقتال في سبيل الله والتعرض للشهادة، فقال: { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} أي: في جهاد أعداء الدين، قاصدين بذلك إعلاء كلمة الله { أمواتا} أي: لا يخطر ببالك وحسبانك أنهم ماتوا وفقدوا، وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها، الذي يحذر من فواته، من جبن عن القتال، وزهد في الشهادة.

اية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله

أو يقال: إن تلك الأجزاء بعد انفصالها من بطون السباع يركبها الله ويؤلفها ويرد الحياة إليها ويوصل الثواب إليها ، وكل ذلك مستبعد ولأنا قد نرى الميت المقتول باقيا أياما إلى أن تنفسخ أعضاؤه وينفصل منه القيح والصديد ، فإن جوزنا كونها حية متنعمة عاقلة عارفة لزم القول بالسفسطة " اهـ. قال الأستاذ الإمام: وتطرف جماعة فزعموا أن حياة الشهداء كحياتنا هذه في الدنيا يأكلون أكلنا ويشربون شربنا ويتمتعون تمتعنا ، وهو قول لا يصدر عن عاقل ، لأن من الشهداء من يحرق بالنار ومن تأكله السباع أو الأسماك. وقال بعضهم: المراد أن أجسادهم لا تبلى ولم يزد على ذلك ، ولكن هذا لم يثبت ، على أن الجسد لا ثمرة له إذا خرجت منه الروح. وجملة القول أن بعضهم يقول: إن هذه الحياة مجازية ، وبعضهم يقول: إنها حقيقية ومن هؤلاء من يقول: إنها دنيوية ، ومنهم من يقول: إنها أخروية ولكن لها ميزة خاصة ، ومنهم من يقول: إنها واسطة بين الحياتين. وقد تقدم أن المختار عندنا هو عدم البحث في كيفية هذه الحياة وذكرنا في آية البقرة بحث ما ورد من كون أرواحهم تكون في حواصل طير خضر فراجعه ( ج2ص 32ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب)

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا

خامسًا: أن هذا الفضل الوارد في الآيات الكريمات والأحاديث الشريفة لا يكون إلا لمن قاتل لإعلاء كلمة الله، ونصرة دينه، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" [13]. أما من قاتل تحت راية عمية ينصر قومية، أو وطنية، أو حرية، أو غيرها من الشعارات الزائفة فهو كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه: "من قتل تحت راية عمية [14] يدعو عصبية او ينصر عصبية فقتلة جاهلية" [15]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] تفسير ابن سعدي (ص ١٥٦-157). [2] برقم (١٨٨٧). [3] صحيح البخاري برقم (٢٨١٧)، وصحيح مسلم برقم (١٨٧٧)، واللفظ له. [4] البخاري برقم (٤٠٩٠)، ومسلم برقم (٦٧٧). [5] بارق: أي على جانب نهر، الفتح الرباني للبنا - رحمه الله - (13/28). [6] (4/220) برقم (٢٣٩٠) وقال محققوه: إسناده صحيح، قال ابن كثير في تفسيره (3/262): وهو إسناد جيد.

[7] (25/57-58) برقم (١٥٧٧٨) وقال محققوه: إسناده صحيح، من فوق الإمام الشافعي على شرط الشيخين. [8] تفسير ابن كثير (3/362). [9] برقم (١٩٠٩). [10] برقم (٢٧٩٠). [11] أي طائش لا يعرف من رماه. [12] برقم (٢٨٠٩). [13] البخاري برقم (٢٨١٠)، مسلم برقم (١٩٠٤). [14] عمية: قال القاضي عياض: يقال بكسر العين وبضمها، وكسر الميم وتشديدها وتشديد الياء، قال الإمام: قيل الأمر الأعمى كالعصبية، لا يستبين ما وجهه، قاله أحمد بن حنبل، وقال إسحاق: هذا في تجارح القوم وقتل بعضهم بعضًا وكأنه من التعمية وهو التلبيس، وفي حديث ابن الزبير: يموت ميتة عمية، أي: ميتة فتنة وجه [15] برقم (١٨٥٠).