حديث «حجبت النار بالشهوات..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت

تاريخ النشر: ٠٨ / رمضان / ١٤٢٦ مرات الإستماع: 21338 حُجبت النار بالشهوات الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فهذا هو الحديث السابع في باب المجاهدة، وهو: حديث أبي هريرة  أن النبي ﷺ قال: حُجبت النار بالشهوات، وحُجبت الجنة بالمكاره [1]. خطيب المسجد النبوي: اجتهدوا فيما تبقى من أيام معدودة بشهر رمضان. فقوله ﷺ: حجبت النار بالشهوات ، الحجاب معروف، فكأن النار قد وُضع دونها ستر، وحائل، وحجاب، لا يُتوصل إليها إلا بهتكه، فمن تخطاه يكون قد وصل إليها ودخل فيها، وكذلك الجنة لا يُتوصل إليها إلا بهتك ذلك الحجاب الذي حجبت به. وفي رواية عند مسلم بلفظ: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات [2] ، وهو قريب من معنى الأول، فحجبت كأنه وُضع ذلك حاجباً، وحائلاً، وستراً على الجنة، من تخطاه وصل إليها. وحفت أي: أن ذلك أيضاً من جميع النواحي لا يُتوصل إلى الجنة إلا بتخطي هذه المكاره، والمرور بهذا الذي يحتف بها من الأمور التي يحصل بها إيلام للنفس، ومشقة أيًّا كانت هذه المشقات، فلو نظر الإنسان في التكاليف التعبدية، الصيام مثلاً فيه فطام للنفس عن الشهوات، والمألوف، وما يعتاده الإنسان من الطعام والشراب، وما إلى ذلك، فهذا من المكاره، لا يتوصل إلى الجنة إلا بخطم النفس وزمها عن هذا الذي تشتهيه.

41 من حديث: (حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره..)

السؤال: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات ، اشرحوا لنا هذا القول؟ جزاكم الله خيرًا.

إمام وخطيب المسجد النبوي: الأعمال بالخواتيم فاجتهدوا فما هي إلا أياما معدودة وساعات محدودة ويذهب التعب ويبقى الأجر - صحيفة المختصر الإخبارية

وفيه دلالة على استحباب السؤال عند آية الرحمة والتعوذ عند آية الوعيد والتسبيح عند آية التعظيم والتسبيح في التهجد بالليل كما فعل النبي ﷺ. وفيه: أنه لا مانع من الإطالة في بعض الأحيان وأن يطول الركعات في بعض الأحيان لا بأس، لكن الأفضل أن يراعي نشاطه وقوته مثل ما أمر النبي ﷺ الإنسان يراعي نشاطه وقوته فلا يكلف نفسه ما يملها ولا يطاوعها بترك ما ينبغي، لكن بين بين يطيعها في الخير ولكن لا يملها. وفق الله الجميع.

خطب الأعضاء | رابطة خطباء الشام

عَنْ أبي هُريرةَ - رضي اللهُ عنه - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «حُجِبتِ النَّارُ بالشَّهواتِ وحُجِبَتِ الجنَّةُ بالمكَارِهِ». متفق عليه. وفي روايةٍ لمسلم: «حُفَّتْ» بدل «حُجِبَتْ» وهو بمعناه، أي: بينه وبينها هذا الحجابُ؛ فإذا فعلَه دخلَها. قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «حُفَّتِ النَّارُ بالشهوات - وفي لفظ: حُجبت -، وحُفت الجنة بالمكاره - وفي لفظ: حُجِبت الجنة بالمكاره»، يعني: أحيطت بها، فالنار قد أحيطت بالشهوات، والجنة قد أحيطت بالمكاره. والشهوات: هي ما تميل إليه النفس، من غير تعقل، ولا تبصر، ولا مراعاة لدين، ولا مراعاة لمروءة. فالزنى - والعياذ بالله - شهوة الفرج، تميل إليها النفس كثيرًا، فإذا هتك الإنسان هذا الحجاب، فإنه سيكون سببًا لدخوله النار. حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات. وكذلك شرب الخمر، تهواه النفس وتميل إليه، ولهذا جعل الشارع له عقوبة رادعة بالجلد، فإذا هتك الإنسان هذا الحجاب وشرب الخمر أداه ذلك إلى النار، والعياذ بالله. وكذلك حب المال؛ شهوة من شهوات النفس، فإذا سرق الإنسان بدافع شهوة حب جمع المال، فلرغبة أن يستولي على المال الذي ترغبه نفسه، فإذا سرق فقد هتك هذا الحجاب؛ فيصل إلى النار، والعياذ بالله.

خطيب المسجد النبوي: اجتهدوا فيما تبقى من أيام معدودة بشهر رمضان

قَالَ: اذهَبْ إِلَى النَّارِ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا، فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلا دَخَلَهَ ا). نسأل الله العافية. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الْجَنَّةُ). سلعة الله غالية! سلعة الله الجنة! خلقها الله يوم خلقها، وخلق فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. خلقها الله وجعلها دار رحمته وكرامته ورضوانِه ثم قال لها: تكلمي، فقالت: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. 41 من حديث: (حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره..). ألا إن سلعة الله غالية! ألا إن سلعة الله الجنة! { فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} ألا فالسباق السباق! جددوا السفن فإن البحرَ عميق، وأكثروا الزاد فإن السفر طويل، وخففوا الحمل فإن العقبة كئود: { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.

شرح حديث: (حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره)

خطيب المسجد النبوي: اجتهدوا فيما تبقى من أيام معدودة بشهر رمضان دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إلى الاجتهاد فيما تبقى من أيام معدودة وساعات محدودة من شهر رمضان لاغتنام الأجر والخير والبركات، وإحسان الظنّ بالله تعالى، والاستبشار بسعة فضله عزّ وجلّ. وقال فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي أن انصرام الأزمان أعظم معتبر، وفي تقلّب الأيام أكبر مزدجر، مبيناً أن شهر رمضان موسم عظيم، ينفح بالبركات والعطاء، ويعمّ بالخير والسخاء، أبواب الرحمة فيه مفتوحة، والأجر فيه مضاعف، أكرمنا الله بصيام نهاره وقيام ما تيسّر من ليله، ووفق فيه الكثير من الطاعات والعبادات والأذكار والدعوات والصدقات، فلله الحمد والمنة وله الشكر على هذه النعمة، ونسأله الثبات في القول والعمل. وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن الصبر على المداومة والاستقامة والثبات من أعظم القربات، فالثبات والاستمرار دليل على الإخلاص والقبول، فأحبُّ الأعمال إلى الله أدومها. وقال الشيخ عبدالله البعيجان: " طرق الخيرات كثيرة، فأين السالكون، وإن أبوابها مفتوحة فأين الداخلون، وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون، فخذوا عباد الله من كل طاعة بنصيب، فطاعته سبحانه خير مغنم ومكسب، ورضاه خير رضا ومكسب".

فريق التحرير دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إلى الاجتهاد فيما تبقى من أيام معدودة وساعات محدودة من شهر رمضان لاغتنام الأجر والخير والبركات، وإحسان الظنّ بالله تعالى، والاستبشار بسعة فضله عزّ وجلّ. وقال "البعيجان" في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي إن انصرام الأزمان أعظم معتبر، وفي تقلّب الأيام أكبر مزدجر، مبيناً أن شهر رمضان موسم عظيم، ينفح بالبركات والعطاء، ويعمّ بالخير والسخاء، أبواب الرحمة فيه مفتوحة، والأجر فيه مضاعف، أكرمنا الله بصيام نهاره وقيام ما تيسّر من ليله، ووفق فيه الكثير من الطاعات والعبادات والأذكار والدعوات والصدقات، فلله الحمد والمنة وله الشكر على هذه النعمة، ونسأله الثبات في القول والعمل. وأوضح أن الصبر على المداومة والاستقامة والثبات من أعظم القربات، فالثبات والاستمرار دليل على الإخلاص والقبول، فأحبُّ الأعمال إلى الله أدومها. وأضاف: "طرق الخيرات كثيرة، فأين السالكون، وإن أبوابها مفتوحة فأين الداخلون، وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون، فخذوا عباد الله من كل طاعة بنصيب، فطاعته سبحانه خير مغنم ومكسب، ورضاه خير رضا ومكسب". وبيّن إمام وخطيب المسجد النبوي أن الجنة حفّت بالمكاره، وحفّت النار بالشهوات، وإنما يوفى العباد يوم القيامة أجورهم فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، داعياً إلى تدارك ما بقي من شهر رمضان المبارك والمبادرة إلى التوبة، والمسارعة إلى الطاعة، لأن الأعمال بالخواتيم، وسلوا الله تعالى الثبات على الطاعات إلى الممات، وتعوّذوا من تقلّب القلوب، فالحسنة بعد السيئة تمحوها، وأحسن من ذلك الحسنة بعد الحسنة تتلوها، وما أقبح السيئة بعد الحسنة تمحُقها.