كيف دخل ابليس الجنة

تاريخ النشر: الإثنين 2 ذو الحجة 1423 هـ - 3-2-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 28220 162043 0 431 السؤال كيف دخل إبليس إلى الجنة ووسوس لآدم عليه السلام؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد اختلف المفسرون في الكيفية التي وسوس بها الشيطان لآدم وحواء -عليهما السلام- فقال ابن مسعود وابن عباس وجمهور العلماء: أغواهما مشافهة. ودليل ذلك قوله تعالى: وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ [الأعراف:21]. كيف وسوس إبليس لآدم وهو خارج الجنة؟. تفسير القرطبي ج1 ص 214. وقال البيضاوي: واختلف في أنه تمثل لهما قفاولهما بذلك، أو ألقاه إليهما عن طريق الوسوسة، واختلف كيف توصل إلى الوسوسة إليهما بعدما قيل له: (فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) [ الحجر:34]. فقيل: إنه مُنع الدخول على جهة التكريم، كما كان يدخل مع الملائكة، ولم يمنع أن يدخل ذليلاً حقيراً ابتلاء لآدم وحواء، وقيل: قام عند الباب فناداهما. وقيل: دخل في فم الحية حتى دخلت به. اهـ.

كيف وسوس إبليس لآدم وهو خارج الجنة؟

إن هذه الرواية مرفوضة فهي منقولة عن أهل الكتاب الذي جاء سفر التكوين، وكانت الحية أحُيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله فقالت للمرأة أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة تأكل، وأما ثمر الشجرة التي التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلها ولا تمساه لئلا تموتا فقالت الحية للمرأة لن تموتا. فإن إبليس قد استخدم الحية في إغواء آدم وحواء على حسب رواية التكوين يقول الرازي معلقاً على تلك الرواية، وأعلم أن هذا وأمثاله مما لا يجب الالتفات إليه؛ لأن إبليس لو قدر على الدخول في فم الحية، فلم لمُ يقدر على أن يجعل نفسه حية ثم يدخل الجنة، ولأنه لما فعل ذلك بالحية فلم عوقبت الحية مع أنها ليست بعاقلةٍ ولا مكلفة. إن إبليس دخل الجنة بعد أن طُرد منها كما يدخل اللص اللئيم، وخالف أمر الله بعدم دخولها؛ لأنه قد حقت عليه اللعنة بعد أن أبى وتكبر عن السجود لآدم متحدياً باغياً، فلا تضره بعد ذلك أن تتكرر مخالفته ما دام مصيره إلى جهنم خالداً فيها. هذا تخريج ذكره عبد الوهاب النجار ومال إليه ورجحه وهذا التخريج طيب نميل إليه ورجحه، وهذا التخريج طيب نميل إليه أيضاً؛ لأن الإنسان يتعدى أحياناً على الأوامر والنواهي التي صدرت من الله كالزنى وشرب الخمر وغيرهما من المنكرات، وهذه نواهي نهانا الله عنها، فإن إبليس طرده الله من الجنة ودخلها متعدياً باغياً لأمر الله كالزاني والسارق عندما يتعدون على أمرالله والله أعلم بالصواب.

[٥] الحكمة من خلق إبليس خلق الله إبليس للعديد من الحكم، نذكر منها ما يأتي: [٦] بيان قدرة الله على خلق المتضادات في كونه، فكما خلق الملائكة خلق إبليس، ومن المعلوم أنّ الأشياء تُعرف بضدّها، وفي ذلك دليل على قدرة الله وكمال خلقه. إعلاء مراتب عباده الذين اصطفاهم بوجود إبليس وعدم طاعتهم له، ممّا يُظهر كمال العبوديّة لله -تعالى-، وتقديم محبة الله على محبة ما سواه. اختبار الخلق وابتلاؤهم ليرى -سبحانه- من كان منهم قويّ الإيمان ومن كان منهم ضعيفاً في إيمانه. بيان وإظهار أسماء الله -تعالى- وآثارها في مخلوقاته، ومنها اسمه الرافع، والخافض، والمعزّ، والمذلّ، والحكم، والعدل. المراجع ↑ سورة الكهف ، آية:50 ^ أ ب ت محمد المقدم ، تفسير القرآن الكريم ، صفحة 19، جزء 4. بتصرّف. ^ أ ب مأمون حموش (2007)، التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون (الطبعة 1)، صفحة 201، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة البقرة ، آية:35-36 ^ أ ب محمد الأمين الشنقيطي (2019)، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (الطبعة 5)، الرياض/ بيروت:دار عطاءات العلم/ دار ابن حزم ، صفحة 658، جزء 4. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن العقل (2018)، نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود (الطبعة 4)، المملكة العربية السعودية:مركز النخب العلمية، صفحة 67-68.