فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة

لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) قوله تعالى: لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم قوله تعالى: لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يريد: يصيح من بعيد: يا أبا القاسم! بل عظموه كما قال في الحجرات: إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله الآية. وقال سعيد بن جبير ، ومجاهد: المعنى قولوا يا رسول الله ، في رفق ولين ، ولا تقولوا يا محمد بتجهم. وقال قتادة: أمرهم أن يشرفوه ويفخموه. ابن عباس: لا تتعرضوا لدعاء الرسول عليكم بإسخاطه فإن دعوته موجبة. قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا التسلل والانسلال: الخروج واللواذ من الملاوذة ، وهي أن تستتر بشيء مخافة من يراك ؛ فكان المنافقون يتسللون عن صلاة الجمعة. لواذا مصدر في موضع الحال ؛ أي متلاوذين ، أي يلوذ بعضهم ببعض ، ينضم إليه استتارا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأنه لم يكن على المنافقين أثقل من يوم الجمعة وحضور الخطبة ؛ حكاه النقاش ، وقد مضى القول فيه.

فليحذر الذين يخالفون عن أمره .. !

"فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" Submitted by editor on Fri, 12/30/2016 - 12:00 الجمعة, December 30, 2016 أ. د. محمد خازر المجالي هذا النص جزء من الآية قبل الأخيرة من سورة النور؛ السورة التي تحدثت عن كثير من المسائل والتشريعات الاجتماعية على وجه التحديد، والتي تكفل استقرار الأسرة والمجتمع. وقد بدأت بنص عجيب لم يأت في القرآن مثله: "سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، وأتبعها الله تعالى بالحديث عن الحدود: الزنا والقذف واللعان. ثم عرض سبحانه قصة الإفك المشهورة، التي كانت بعد غزوة المريسيع (بني المصطلق)، التي رميت بها عائشة أم المؤمنين بالزنا، رضي الله عنها وعن أبيها. وفيها ما فيها من آداب ينبغي التحلي بها؛ من ضرورة وجوب التأني وحسن الظن وعدم الإشاعة للأخبار، وفيها بعض صفات المنافقين والأهم هو براءة عائشة، وكانت متأكدة أن الله سيبرؤها، لكن عن طريق الوحي إلى الرسول من دون أن يكون قرآنا، لكن البراءة جاءت بنص قرآني: "الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ".

فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة

كلمة التراويح: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره" للشيخ نور الدين عيد - YouTube

فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو عذاب أليم

ومعنى قوله:) ( قد يعلم الله) للتهديد بالمجازاة. ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره) أي: أمره و " عن " صلة. وقيل: معناه يعرضون عن أمره وينصرفون عنه بغير إذنه. ( أن تصيبهم فتنة) أي لئلا تصيبهم فتنة ، قال مجاهد: بلاء في الدنيا ، ( أو يصيبهم عذاب أليم) وجيع في الآخرة. وقيل: عذاب أليم عاجل في الدنيا. ثم عظم نفسه فقال:

&Quot;فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة&Quot; - جريدة الغد

واللواذ: هو أن يلوذ القوم بعضهم ببعض، يستتر هذا بهذا، وهذا بهذا، كما قال الضحاك. وقوله: ( أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) يقول: أو يصيبهم في عاجل الدنيا عذاب من الله موجع، على صنيعهم ذلك، وخلافهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقوله: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) وأدخلت " عن " ؛ لأن معنى الكلام: فليحذر الذين يلوذون عن أمره، ويدبرون عنه معرضين.

إنها من أعظم سور القرآن، وعجيب أن يكون اسمها النور في موضوعات غالبها اجتماعية. لكن الذي أركز عليه هنا هو تلك الخاتمة المشعرة بضرورة تعظيم شأن النبي صلى الله عليه وسلم في أنفسنا، وهو أمر نكاد ننساه أو نتهاون فيه لأكثر من سبب. فبعض الناس لا يعنيه الالتزام أصلا، لا طاعة لله ولا لرسوله. ومنهم من يتلكأ في شأن ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ربما يظن أن ما جاء عن النبي غير قطعي، أو أقل درجة من القرآن، أو أنه سُنّة لا يؤاخذ بها، وربما يرد السُنّة كلها فلا يعترف بها. إن الآية موضوع حديثي هنا هي فيمن يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا بد ابتداء من التذكير بأن الله أمر بطاعته وطاعة رسوله مطلقا، وكثرت الآيات التي نصها: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، بل قال سبحانه عن الرسل جميعا: "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله" (النساء، الآية 64)، وإلا فما فائدة كونه رسولا مبلغا عن ربه؟! فهو ليس كباقي البشر في موضوع الرسالة ووجوب الطاعة. ومن هنا، فقد حذر صلى الله عليه وسلم أولئك الذين يزعمون اتباع القرآن دون سنته فقال: "يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على أريكته يحدِّثُ بحديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله".

وتعاود السورة الحديث عن الاستئذان، حتى على الوالدين من قبل الأطفال. وفي هذا من التربية العفيفة ما فيه. والأهم هو أن يكون القوم مع قائدهم، خاصة عند اشتداد الأمور، ولا يذهبوا من عنده حتى يستأذنوه، لكن المنافقين تبع لأهوائهم ومصالحهم، فجاء هذا النص الأخير: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". هو نص عظيم ينبغي أن لا يتساهل فيه المسلمون أبدا. والضمير هنا حسب السياق راجع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أن لا نخالف أمره. ومن العلماء من ذكر أن الضمير يرجع إلى الله تعالى، وكما قالوا فالأمر سيان، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرع من تلقاء نفسه: "وما ينطق عن الهوى"؛ فهو مبلِّغ عن رب العالمين، وهذا أبسط معاني الرسول، فهو مرسل بشريعة من الله تعالى، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه أوتي القرآن ومثله معه، أي السنة النبوية. وهنا لا بد من تأكيد أهمية السنة، وأنها مصدر من مصادر الإسلام، فمتى ثبت النص وصح فلا يجوز لأحد أن يرده بحجة أنه يتبع القرآن وحده، وكذب هؤلاء، فلو صدقوا في ادعائهم لوجدوا أن الله في القرآن يقول لهم: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، وقال: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، وهكذا.