لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

لذا فهناك رؤى معتمة في طريق المستقبل.

الناس فــوضى.. لا «ســـراة» لهم..!

وقد فطر الإنسان على العيش في جماعة (مجتمع/‏ دولة) لأنه لا يستطيع العيش إلا في مجتمع، ولا يشبع حاجاته إلا عيشه مع آخرين من بني جنسه. وهذه الغريزة أدت لنشوء المجتمعات المختلفة. ونشوء المجتمعات أدى إلى ضرورة «تنظيم» هذه المجتمعات، أي حسن إدارتها (سياستها) كي لا تسود فيها الفوضى، ويسري طغيان الأقوى على الأضعف. ومن هنا، نشأت الحاجة الماسة للسلطة السياسية، ونشأ التفكير في تطويعها لخدمة البشر. وهذا أقرب تفسيرات أصل «السلطة الحكومية» (الدولة). عقب ذلك مباشرة، انتشرت الجماعات هنا وهناك... شعر الأفوه الأودي - لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم - عالم الأدب. مكونة عشائر، فقبائل.... وبذلك، يمكن القول إن «القبيلة» (Tribe) أو «الدولة القبلية» بمكوناتها وتنظيمها التقليدي المعروف، هي أول صور الدولة وأكثرها بدائية. ثم بدأت الدولة تتخذ بعد ذلك صوراً متطورة مختلفة... إلى أن وصلت إلى وضع الدولة «القومية» الحالي. حيث يقول المؤرخون إن «الدولة» قد مرت في تطورها التاريخي بست مراحـل متتالية، هي كالتالي، لمن يهمه الأمر: 1 ـ مرحلة الدولة القبلية: وبدأت منذ الأزل، واستمرت هي السائدة حتى سنة 3000ق. م. تقريباً. وكان هناك دول بعدد القبائل. ثم: 2 ـ مرحلة نموذج دولة الإمبراطورية الشرقية القديمة: اذ سادت عدة إمبراطوريات في الشرق، حول الأنهار: منذ حوالى سنة 3000ق.

شعر الأفوه الأودي - لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم - عالم الأدب

وبسبب جهلهم ، أيضاً ، يعجزون عن معرفة الخير والشرّ، والخطأ والصواب.. كما يعجزون عن التمييز، بين معالي الأمور وسفاسفها ، وبين ما هو هيّن ، وما هو خطير! وبالجملة ، فإن الجهلة يعجزون ، عن إدارة حياة الناس ، في حربهم وسلمهم ، وفي حلّهم وترحالهم..! مع الأفْوَه الأَودي - ديوان العرب. الثانية: هي أن وجود الجهلة على رؤوس الناس ، يمنع من أن يأخذ القادة الحقيقيون المؤهّلون ، أماكنهم في قيادة الناس ، فيهتمّ كل من هؤلاء المؤهّلين الأكفياء ، بشؤون نفسه وأسرته ، أو يغادر المجتمع الذي يقوده الجهلة ، إلى مكان آخر يحسّ فيه بالأمان ، بعيداً عن تسلّط الجهلة! وفي كل الاحوال ، تخلو ساحة القيادة من السَراة ؛ لأن الجهلة ليسوا سَراة ، ولا يمكن أن يكونوا كذلك ، من ناحية ، ولأنهم ، من ناحية ثانية، يعيقون السَراة الحقيقيين ، عن الوصول إلى مواقع القيادة والتوجيه، فتضيع الجماعة التي يقودونها ، سواء أكانت قبيلة ، أم حزباً ، أم دولة! صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل: "إذا وسِّد الأمر إلى غيرِ أهله ، فانتظر الساعة". ولا يَسع المرءَ ، إزاء بيت الشاعر أعلاه ، إلاّ أن يتمثّل بقوله صلى الله عليه وسلم: " إنّ من البيان لسحراً، وإنّ من الشعر لحكمة "!

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم - أبو الأسود الدؤلي - الديوان

م، حتى سنة 1000ق. م، تقريباً، ثم: 3 ـ مرحلة دولة المدينة: حيث كان نموذج الدولة الصغيرة جداً (المدينة) هو السائد عالمياً. وبدأت منذ سنة 1000ق. تقريباً، واستمرت هي السائدة حتى حوالى سنة 300ق. ثم: 4 ـ مرحلة الإمبراطورية الرومانية: وبدأت منذ سنة 300ق. م (تقريباً)، واستمرت هي السائدة حتى سنة 500 ميلادية، ثم: 5 ـ مرحلة الدولة الإقطاعية: وبدأت منذ سنة 500م (تقريباً)، واستمرت حتى سنة 1800م ـ تقريباً. ثم: 6 ـ مرحلة الدولة القومية: وبدأت منذ سنة 1800م (تقريباً)، ومازالت قائمة حتى الآن (عدد الدول حاليا 199). **** أي أننا الآن في عصر الدولة القومية. الناس فــوضى.. لا «ســـراة» لهم..!. وهذا لا يعني عدم وجود النماذج (الأطوار) الأخرى، عبر كل مراحل التاريخ والعصور. ففي العصور الوسطى (مثلاً) وجدت الدولة الإسلامية، كإمبراطورية كبيرة موحدة، في الوقت الذي كان فيه نموذج الدولة «الإقطاعية» هو السائد في أوروبا. ونتيجة لـ«تعدد» الدول، نشأ ما يعرف بـ«العلاقات الدولية».

مع الأفْوَه الأَودي - ديوان العرب

تعليقات القراء أكتب تعليقا إقرأ أيضاً رياضة وشباب محليات

إنه يدعو إلى تولّي السَّراة- أي الأشراف الفضلاء أمور الناس لا جهلائهم، وإلا فستكون الأمور فوضى ووبالاً، فمن الأهم ألا يتولى الجهال قيادة الناس والإشراف على مقدَّراتهم: لاَ يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لاَ سَراةَ لَهُمْ ولا سَرَاةَ إِذَا جُهَّالُهُمْ سَادُوا فلا بد إذن من رأي يسوقه لما فيه منفعة المجتمع: إِذَا تَوَلَّى سَرَاةُ الْقَوْمِ أَمْرَهُمُ نَمَا عَلَى ذَاكَ أَمْرُ القَوْمِ فَازْدَادُوا من القصص التي دارت حول هذا النص ما ورد في كتاب "العقد الفريد" لابن عبد ربه (ج5، ص 307- 308)، وهي حكاية رواها حمّاد الراوية: "قال حمّاد الراوية: أرسل إليّ أبو مُسلم ليلاً فراعني ذلك، فلبستُ أكفاني ومضيتُ. فلما دخلتُ عليه تركني حتى سَكن جأشي، ثم قال لي: ما شِعر فيه "أوتادُ"؟ قلت: من قائله أصلح اللّه الأمير؟ قال: لا أدري. قلت: فمِن شعراء الجاهلية أم من شعراء الإسلام؟ قال: فأطرقتُ حينًا أفكر فيه، حتى بدر إلى وَهمي شعر الأفوه الأوديّ حيث يقول: لا يَصلح الناسُ فوضىَ لا سراةَ لهم ولا سَراةَ إذا جُهّالهم سادُوا والبيت لا يُبتنَى إلا له عَمَد... ولا عِمادَ إذا لم تُرْس أوتاد فإنّ تَجمَّع أوتاد وأعمدة يومًا فقد بلغوا الأمر الذي كادوا فقلت: هو قَوْل الأَفوه الأودي أصلح الله الأمير، وأنشدته الأبيات.