منيو مطعم داجن - عروض اليوم

منذ أن تطأ قدماك شارع البطحاء وأنت تشعر بأنك في مكان مختلف كثيرا عن بقية شوارع مدينة الرياض، شارع يحمل الكثير من الذكريات الاقتصادية فهو مقر الكثير من الشركات والوكالات التجارية والمؤسسات. شارع تختلط فيه أقدام البشر بإطارات السيارات حركة نشطة منذ ساعات الصباح الأولى فلا مكان للكسل والراحة تشعر وأنت تتجول بين تلك المحال التجارية بأنك في عامل آخرعالم يقدر الساعات بل الدقائق. دوريات الرياض تضبط صومالياً يروج المسكر في البطحاء. قصدنا الشارع منذ ساعات الصباح الأولى لنشهد الحركة التجارية منذ انطلاقتها. فاتجهنا للالتقاء ببعض العاملين في المحال التجارية لنعرف و نقف على انطباعهم وعلاقتهم بهذا الشارع الحيوي فلم تكن المحال التجارية في تلك الساعة المبكرة قد بدأت نشاطها سوى عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد فكانت فرصة لالتقاط الصور ورصد الحركة. لفتت انتباهنا أصحاب الحافلات (خط البلدة) وهم يرفعون أصواتهم ويعرفون وجهاتهم فبحثنا عن البعض منهم ممن يبدو على ملامحهم الكبر وطول التجربة لنبدأ حديثنا معهم ونعرف منهم أكثر عن هذا الشارع إلا ان محاولاتنا باءت بالفشل عندما يكتشفون أننا لا نبحث عن وسيلة للمواصلات فلا أحد منهم يملك الوقت للحديث والرد على التساؤلات فهم مشغولون بالبحث عن الركاب والتسويق لوجهتهم.

البطحاء شارع الوزير بندر الخريف

الرياض عام 1989 شارع البطحاء - YouTube

البطحاء شارع الوزير الجبير

الباحث د. الحميد: المائدة الرمضانية أصبحت متشابهة حالياً ما أن يبدأ العد التنازلي لحلول شهر رمضان المبارك، تتسابق الأسر في السعودية، على شراء (أغراض رمضان)، والتي تتميز عن بقية شهور السنة. وتكاد تكون المائدة الرمضانية في المملكة متشابهة حاليا في معظم مناطق ومدن المملكة، لكنها في وقت مضى كان لكل إقليم أو منطقة في الجزيرة العربية أكلاتها وطقوسها الخاصة بها، والتي تميزت في التنوع الكثير في الأكلات في مناطق الحجاز كمكة والمدينة وجدة وكذلك بعض المناطق الجنوبية. ونظرا لوقوع منطقة نجد في وسط الجزيرة، فإنه في الغالب لم تكن السفرة الرمضانية متنوعة كما هو في الحجاز أو الساحل الشرقي قديما. ويرى د. عبداللطيف الحميد أستاذ التاريخ السعودي، أن السفرة الرمضانية كانت متميزة في الحجاز أكثر من نجد، كون تلك المنطقة يأتيها زوار وفود طوال العام وفي الغالب يأتون بثقافاتهم معهم ومنها الأكلات. وبين د. البطحاء شارع الوزير بندر الخريف. الحميد أن المائدة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة كانت أكثر ثراءً من نجد، لأن نجد قديما كان من المعروف عنها التمور والقمح ومشتقات الألبان بسبب وقوع المنطقة في الوسط بمنطقة شبه منعزلة، حتى إن الأوقاف التي كانت توقف كان ينص عليها قديما (للصوام في رمضان).

وأضاف أستاذ التاريخ أنه بعد ما وحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه البلاد، أصبح هناك تقارب وانسجام في الثقافات بما في ذلك الأكلات الشعبية والرمضانية، مشيرا إلى أنه في الرياض ظهرت أحياء مثل البطحاء وحلة الأحرار، فأصبح في رمضان يجلب للأسواق في هذه الأحياء أكلات لم تكن معروفة في المائدة الرمضانية في الرياض، فوجدنا أكلات مثل السمبوسة واللقيمات والشوربة والحلويات كالتطلي والماسية والمحلبية، كل هذه استجدت ثم ظهر معها عصير التوت، والتي انتشرت مطلع الستينات الميلادية. وتابع أنه خلال ستين سنة ماضية أصبحت هذه الأكلات ثقافة رمضانية، بل إنه في حال تقديم بعض هذه الأكلات في غير رمضان يستغرب الناس منك ذلك، مستذكرا شوارع كانت مشهورة بوجود مطاعم تقدم أكلات متنوعة في رمضان، مثل: شارع الوزير والبطحاء وغيرها في وسط الرياض والتي كانت متميزة بتقديم الأكلات الشامية واللبنانية. -